- ضرورة إعطاء الأولوية لعضوية الجزائر المقبلة في مجلس الأمن الدولي - الجزائر ستحتضن القمة العربية في شهر مارس المقبل - حرب الجيل الرابع ضد الجزائر تستهدف إفريقيا والشرق الأوسط - لن نتسامح مع أي تدخل في شؤوننا الداخلية - دعوة البعثات الدبلوماسية الجزائرية إلى التضحية للحفاظ على المصالح العليا للبلاد تعتبر الدبلوماسية الجزائرية في شقها الاقتصادي من ابرز أدوات تعزيز المصالح المختلفة للدول والمرآة العاكسة لصورتها وتوجهاتها وأهم دعائمها في مواكبة التحديات العالمية وركز في هذا الإطار رئيس الجمهورية ومنذ توليه الحكم على وضع الدبلوماسية الجزائرية في قلب الأولويات التي تضمنتها قائمة التزاماته ال 54 وجعلها في مساعي الإنعاش الاقتصادي وتحقيق الأهداف الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات والتي تتطلب تضافر جهود الفاعلين لإنجاح تلك المساعي . وخلال ترأسه أمس لأشغال ندوة رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية التي تدوم 3 أيام بقصر الأمم الصنوبر البحري بالعاصمة أسدى الرئيس تبون توجيهاته بالتكفل بانشغالات الجالية الجزائرية بالخارج عن طريق وضع رقم أخضر على مستوى السفرات والقنصليات وحتى اقتطاع جزء من ميزانياتها لتأمين حاجيات الجالية في الحالات الهشة أو حين التعرض إلى مصاعب وكذا تقوية الروابط بين الطرفين وحتى لو تطلب الأمر تجنيد محامين للدفاع عن الجزائريين الذين قد يتعرضون لطارئ قائلا «تعهدت بالدفاع عن أي جزائري في أي مكان في العالم فهو في حماية الدولة الجزائرية. « هذا من جهة ومن جهة ضرورة وفي مجال الدبلوماسية الاقتصادية أوصى الجهاز الدبلوماسي بمرافقة المتعاملين الاقتصادين وتمكينهم من فرص الاستثمار داخل وخارج الوطن مشددا أن ندوة الأمس يراد منها التسويق الحسن لصورة بلدنا كونها ستكون مستقبلا سنة يلتقي فيها مع الدبلوماسيين مرة أو مرتين في السنة على الأقل مؤكدا على المضي في تشبيب هذا القطاع وإعطاء الفرصة للإطارات الشابة لإبراز قدراتها . ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه ليعطي رئيس الجمهورية «عبد المجيد تبون « دفعا ونفسا جديدين يقوم على أهداف واضحة المعالم بالتنسيق مع مختلف المتدخلين داعيا في ذات الصدد الدبلوماسيين إلى إقامة علاقات دولية متميزة في خضم عدم الانحياز سيما وأن اللقاء جاء في ظروف و اضطرابات غير مسبوقة تتطلب بالموازاة رص الصفوف و إعادة تكييف الدبلوماسية وفق احترام مبدأ السياسة الخارجية بغرض تقييم وتقويم مكانة بلادنا والعمل على تسويقها في الخارج . وشدد في هذا الجانب على اللقاء الذي سيكون مرجعية للدبلوماسية الذي يتزامن وشهر الثوار موضحا أن مسيرة الدبلوماسية هي حافلة ومواقفها ثابتة إزاء أمهات القضايا لاسيما دعم حقوق الشعوب المضطهدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول قبل أن يتابع التحديات اليوم هي أكثر خطورة نظرا لبؤر التوتر في الصحراء الغربية و ليبيا التي لازالت تعيش تجاذبات كثيرة ودول الساحل وغيرها لاسيما وأن الجزائر الجديدة في أخر مراحل بناء مؤسساتها بالولوج إلى الانتخابات المحلية قريبا إلى جانب الجائحة الصحية وتداعياتها والتي تضع العالم في إطار تحديات مشتركة ويمكن أن تقوض مجهوداتها . وفي ذات السياق دعا الرئيس تبون الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها اتجاه مايحدث في الصحراء الغربية مع استئناف البوليزاريو المواجهات مع المخزن . وعاد رئيس الجمهورية للتأكيد على ما أسماه بحرب «الجيل الرابع» والتي هي من الأشكال الجديدة للحروب التي تهدف إلى إضعاف بلادنا من الداخل ضمن مخطط أوسع يستهدف أيضا إفريقيا والشرق الأوسط . في هذا الصدد خاطب الرئيس تبون الجهاز الدبلوماسي بحثه على الالتزام و التحلي بروح التضحية والرد بحزم على تلك المناورات العدائية التي تستهدف أمن الوطن أما على المستوى العالمي قال الرئيس «عليكم اتخاذ الإجراءات الاستباقية لترسيخ دور الجزائر دوليا كفاعل في مجابهة التحديات بناء على طرح الأفكار والمبادرات والعمل متعدد الأطراف « - هذا مع أولوية أخرى تتمثل -حسب رئيس الجمهورية – في التحضير لعضوية مجلس الأمن الدولي ما بين 2024 و 2025 المخصصة لدعم السلم والأمن الدوليين ملحا على ضرورة دعم جهود الدول ذات الاهتمام المشترك مع الجزائر. ولفت الرئيس تبون من جهة ثانية إلى دور الاتحاد الإفريقي وضرورة تقويته و حمايته من محاولات كسره وبنفس العزيمة العمل العربي المشترك وبتهيئة جميع الظروف لإنجاح انعقاد قمة الجامعة العربية شهر مارس المقبل في الجزائر وإحياء مبادرة السلام واغتنام الفرصة أيضا لدراسة ملف إصلاح الجامعة العربية لتحسين أدائها . في سياق آخر أشار أن الجزائر تتقاسم مع دول أوروبية وجهات النظر ذاتها فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا وبعض الأزمات ببعض الدول و أن قمة الدول العربية بالجزائر ستكون مناسبة لتجديد الالتزام العربي بدعم القضية الفلسطينية من جهة ثانية . وفي الأخير جدد الرئيس دعوة الجهاز الدبلوماسي بالعمل على تحريك الدبلوماسية الاقتصادية كرافد مهم لإبراز قدرات الجزائر وتعزيز ترابط الجالية مع الوطن الأم وكذا استعادة مكانة الجزائر في الساحة الدولية داعيا إياهم أي الدبلوماسيين إلى وضع الأطر والآليات المناسبة لدعم الترابط مع الجالية وتحريك الدبلوماسية الاقتصادية للأمام . وبالمقابل ذكر أن الجزائر لن تتسامح مع أي طرف كان يحاول التدخل في شؤونها الداخلية .