علمائنا حافظوا على المخطوطات حتى لطمس هويتنا من قبل الاستعمار الفرنسي أكد الشيخ سالم أولاد بلقاسم مسؤول مكتبة البكرية التابعة لزاوية تمنطيط أن ولاية أدرار تضم بين أضلعها نحو 70 مكتبة خاصة بالمخطوطات، من بينها المكتبة البكرية التي تخرج منها علماء أجلاء منها العالم الفاضل المرحوم الشيخ محمد بن الكبير، الشيخ الحاج أحمد بن سيدي عبد الرحمن نومناس، الشيخ الحاج أحمد بكري ، الشيخ سيد الحاج عبد القادر، الشيخ سيدي أحمد ديدي . و تحتوي المكتبة على 3500 مخطوط، يعود البعض منه إلى 9 قرون من الزمن، من بينها 1500 مخطوط موجود حاليا عند عائلات . ويوجد بمنطقة تمنطيط عدد آخر من خزائن المخطوطات لكنها صغيرة يقدر عدد المخطوطات في كل واحد منها ما بين 100 و150 مخطوط، والبكريون الموجودون بالمنطقة يرجعون إلى عائلتين عائلة البكراوي وعائلة البكري . ومن أهم المخطوطات الموجودة بالمكتبة البكرية التي زارتها الجمهورية، " شرح منظومة العمروسي على مختصر خليل للعالم علي بن احمد العمروسي"، "رياض الصالحين وتحفة المتقين لعبد الرحمن بن محمد الثعالبي " ، " أنوار كوكب انهج المسالك بمزج موطأ الامام مالك تأليف محمد بن عبد الباقي الزرقاني" ، " جواهر الحسان للشيخ الثعالبي " . كما يوجد نسخ من صحيح البخاري مكتوبة من ورق الذهب يعود تاريخها إلى 9 قرون . عن تأسيس المكتبة و المدرسة، يضيف الشيخ سالم أولاد بلقاسم أنها تأسست على يد سيدي البكري بن عبد الكريم، وذلك في أوائل القرن الثاني عشر الهجري، والشيخ سيدي البكري من مواليد 2 رمضان 1043 ه ، أخذ مبادئ الفقه و اللغة و النحو و الشريعة الإسلامية على يد الشيخ سيدي محمد بن علي الوقروتي بالمغرب ، ثم عاد لمنطقة تمنطيط ثم سافر من جديد إلى تونس فأسس هناك الزواية البكرية وعدة زوايا عبر بلدان المغرب العربي و دول عربية آخرى كالعراق و فلسطين حيث اشتهرت هذه الزاويا بالتدريس الطلبة و توفير الإيواء لعابري السبيل إضافة إلى تأسيس فروع على المستوى المحلي في منطقة توات وعين صالح و تقرت. وكان الشيخ سيدي البكري بن عبد الكريم رحمه الله عالما ، قد عاصر علماء أجلاء من بينهم الشيخ المقري التلمساني والشيخ الأجهوري المصري. وتعاقب على حلقات التدريس بالمدرسة علماء معروفون بالعلم و الوقار و الدهاء و الذكاء من بينهم الشيخ سيدي عبد الكريم الحاجب، الشيخ سيدي محمد العالم، الشيخ سيدي عبد الله .وفي مطلع القرن الرابع عشر الهجري برز الفقيه الجليل، العالم التحرير صاحب الفضل الكبير والباع الطويل في نشر العلم و تدريسه منهم الشيخ سيدي أحمد ديدي رحمه الله أصفي على المدرسة مجدا جديدا و حولها منارة للعلم النفيس و عززها بنظام كامل فريد لم تشهد توات له مثيل جسده في النظام الداخلي للمدرسة ، وتخرج منها علماء فطاحل و رجال أفداد كانت لهم اليد الطويلة في نشر العلم و تحفيظ القرآن الكريم و تدريس علوم الدين و علوم النحو و اللغة و من بينهم توسيع هياكلها من سنة 1950 الى غاية 2000 م ،ليواصل مهمة الاشراف عليها أحفاد الشيخ البكري إلى حد الساعة .