ثلاث حلقات فقط بقيت من المسلسل الماراطوني للمنتخبين المترشحين للاستحقاقات المحلية المسبقة و3 أيام فقط تفصلنا عن الصمت الانتخابي استعدادا لمعركة الحسم، مع اقتراب نهاية سباق الإقناع وجمع الأصوات، باختلاف أساليب الاتصال التي اعتمد عليها المترشحون في خطاباتهم السياسية للتأثير على المواطنين . ونحن اليوم كإعلاميين ومن هذه الزاوية بالذات، سنحاول أن نركز على نقطة هامة لا يمكن أن نتجاهلها أو نتركها تمر مرّ الكرام، نقطة سجلناها أثناء فترة تنافس المترشحين وتنقلاتهم من بلدية لأخرى ومن حي لآخر، نقطة تفرض علينا أن نعري ممارسات بعض الانتهازيين والطفيليين، خاصة وأن كل الإصلاحات والبرامج التي سطرتها الدولة منذ حل البرلمان لإعادة ترتيب البيت، تدعو إلى استئصال جذور العهد الفاسد وطي آخر صفحة من كتاب النظام السابق ووضع حد لسامسرة الأصوات. ولنكون أكثر وضوحا ودقة، لا نقصد هنا الحديث عن النشاطات الرسمية للأحزاب والقوائم الحرة من تجمعات شعبية وتدخلات على مواقع التواصل الاجتماعي طيلة 18 يوما من عمر الحملة الانتخابية ولا نوجه أصابع الاتهام لشخص ما، أو فئة معينة بقدر ما نسعى إلى تحسيس المواطن وتوعيته بالطرق الاحتيالية، أو حتى الأساليب الدنيئة التي تتبعها بعض الأطراف في منافستها غير الشرعية. وما وقفنا عليه الأسبوع الفارط خلال زيارتنا لدواوير بئر الجير في إطار التغطيات التي تقوم بها الجريدة يؤكد ذلك، حيث استغل حينها مترشحون وضعية سكانها وراحوا يوزعون دلاء الزيت على المارة مقابل دعمهم في الانتخابات ، كطريقة منهم لشراء الذمم. لم نتعجب من تصرفاتهم، لأننا على يقين أن المال الفاسد سرعان ما يُهدر ويزول بطريقة أو بأخرى، لكن ما يحز في أنفسنا أن تصبح كرامة المواطن لا تتعدى 1000 أو حتى 2000 دينار لمن يسعون وراء كرسي المير ويحاربون من أجل أن يرسو المزاد عليهم، فمهلا الحساب قادم لا محالة، يا من "همّكم أصواتهم".