اليوم يكون قد انقضى اسبوعين من العمر الافتراضي للحملة الانتخابية المحدد بواحد وعشرين يوما ، وكغيرها من ولايات الوطن تعيش ولاية تيسمسيلت الحدث التشريعي بدخول المترشحين أوما يسمى بالكائنات السياسية في " صفا ومروى انتخابية " إعلانا منهم بحلول موسم جني الأصوات من خلال حجّهم الى المداشر والقرى النائية والأحياء الشعبية وحتى الأسواق الأسبوعية حاملين صورهم ودفاتر برامجهم المليئة معظمها بالوعود الكاذبة ومنها تلك المستهلكة التي أضحت بمرور الوقت ميتة لتوزيعها على المواطنين أملا أو طمعا منهم في نيل رضاهم وقطف أصواتهم التي تعتبر بمثابة فيزا دخول قبة " بر الأمان " ومن ثمة الحصول على وظيفة " شارب ماكل راڤد " ، لكن بالمقابل بدت الحملة في شوطيها الأول والثاني في انتظار الثالث باهتة باردة لا تعني المواطن في شيئ ذي بال وهو ما عكسه السكون المريب والرهيب الذي خيم على مجمل المكاتب عفوا " الدكاكين الحزبية " التي قام المترشحون بكرائها و فتحها خصيصا لاستقبال شعيب الخديم وتعليق منشوراتهم وبما أن نفور المواطن من ولوج هذه المقرات التي سكنتها الأشباح كان سيد الموقف في غالب الأحايين عمد بعض المترشحين الى كسر الصمت بالأناشيد الوطنية الكلاسيكية فيما شغّل آخرون أسطوانات تحمل أغاني رايوية وسطايفية حتى بدى الأمر وكأنه يتعلق بعرس عائلي وليس انتخابي ، وللأمانة فقد لجأ احد متصدري القوائم الى تشغيل سيديهات تحمل أغاني " الشيخ المماشي والشيخة الجانية الحقانية بنت سعيدة " لجلب محبي أغاني الڤصبة ، وبخصوص كيفيات إدارة الحملة فقد تباينت من حزب لآخر فمنهم من اعتمد على العمل الجواري بعيدا عن الأضواء وأقلام الصحافة ومنهم من استعان بعشرات السيارات بما يشبه مواكب الأعراس والتجوال في الأحياء والبلديات للفت انتباه المواطن فيما اهتدى البعض الآخر الى تنشيط تجمعات داخل القاعات هذا دون نسيان بعضا من قادة الأحزاب الذين زاروا الولاية ، وبالمقابل فقد غاب عنصر الطهارة عن الحملة بعد أن ندّسها ولطّخها عدد من المترشحين نظير استعمالهم للغة المال سعيا منهم لشراء ذمم المواطن وفي هذا الإطار نقلت ألسنة ساكنة بعض الدواوير لجوء هؤلاء الى توزيع مواد غذائية من سميد وسكر وزيت وغيرها حملت تسمية " قفة برلمان " على شاكلة قفة رمضان ، وخلاصة فان الهملة الانتخابية رافقتها تعليقات المواطنينن التي لم تخرج عن دائرة التنكيت بعد أن صنع مترشحون الحدث بسقطاتهم و كرنفالاتهم في أكثر من مناسبة بفعل قصر نظرهم السياسي وابتعاد خطاباتهم عن انشغالات المواطن لدرجة أن احدهم قام بإدارة حملته خارج حدود الولاية ، وفي انتظار ما سيحمله الشوط الثالث من الحملة من جديد يواصل السواد الأعظم من سكان ولاية تيسمسيلت مضغ حكمة الصبر لإشباع أجسامهم وتمكينها من مجابهة ثالوث الفقر والبؤس والحرمان على مختلف الجبهات بعد أن ضبط معظم المسؤولين والمنتخبين بوصلاتهم باتجاه قبلة الفوط. ج.رتيعات