عهد جديد دخلته وهران ابتداء من يوم أمس... فبعد انتظارٍ وترقّبٍ وكواليسَ وحسابات، تم تنصيب أعضاء المجلس الشعبي الولائي لوهران وانتخاب السيد محمد شلبي من حركة البناء الوطني رئيسا له، وتنصيب أعضاء المجلس الشعبي البلدي لوهران وانتخاب أمين علوش من حركة مجتمع السلم رئيسا له. وكيفما كان المُنَصَّبون الجدد بالمجلسين، فهم مَنْ رَغِبُوا في عضويّة هذه المجالس، وتبارَوْا من أجل انتزاع مقعدٍ من مقاعدها... استمالوا المواطن الوهراني وترَجَّوْا خدمته.. ومهما كان الوَجهان اللذان حَظِيا برئاسة المجلسين. (ونؤكد على الفعل المثنّى حظِيا) نعم حَظِيا، لأنّهما انتُخِبَا بعد تحالفات في السّر والعلن، كان الفصلُ فيها للصندوق.. وكلٌّ حارب وصارع لنيل الزّعَامة.. وفي الأخير ابتسمت لهما هذه الزعّامة كما أرادا. إذن فما أفْقَدَكُمَا النُّعَاسَ لليالٍ، وشغل بَالَكُمَا وأوقاتكما لأيّامٍ، هو الآن بين أيديكمَا... ووهران اليوم هي أمانة في رقابكم. لقد أنتقدتم جميعُكم، منتخبون ورؤساء جُدد، المنتخَبين السّابقين للمجلسين الولائي والبلدي لوهران، وها أنتم تَحُلّون مَحَلّهم، لقد وعدتم بالتغيير وتصحيح الحال الذي تركهُ السّابقون، كما قلتم، وهو ليس بالحال الذي يُرضي أو يُعجِب، لقد التزمْتُم بالإخلاص والتَّفَاني في خِدمة المدينة والولاية، لقد عَاهدتمْ بالإنصاتِ للمُواطن وسماعِ همومهِ وآهاتهِ... هذا دَيْنٌ عاهدتُمُونا على تأدِيته أمام الوطن والتاريخ... وها هي وهران التي آوَتْكُمْ وساندتْكُمْ وآزرتْكُمْ ورافقتْكُمْ، تنتظر وجْهَهَا الحَسَنَ منكُمْ.. تنتظر وِشَاحَهَا المَليحَ الذي يُبوِّئُهَا مكانتها كعاصمة اقتصادية وسياحيّة للجزائر، وكعروسٍ للبحر الأبيض المتوسّط، كما صنّفها الأجنبي قبل الصّديقِ، هي الصّورة البهيّة الجميلة التي رسمناها في مِخيالنا لمَدينتنا وولايتنا منذ الصّغر... رافَقْنَا بحكم مِهْنَتِنَا العديد من المجالس المنتخَبَة ووعود أعضائها ورؤسائها، ولم يفِ هؤلاء بما أخذوه من عهود ولا التزامات... هي وهران أيُّها المنتخَبون، هي التُّحفة الجميلةُ التي نفخرُ بها، ونسعى لتكون وتتحقّق وتتجسّد وتبقى... لقد وعدتُمُونَا، وبين العهد والوفاء.. الرجولة والمواقف.