تمّ تعليق الدراسة بصفة استثنائية واحترازية لمدّة عشرة أيام في الأطوار التعليمية الثلاث « ابتدائي، متوسّط وثانوي» جرّاء انتشار وباء كوفيد 19، بعد إجتماع تقيمي جمع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون مع أعضاء اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي الفيروس وكذا الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان ومدير ديوان رئاسة الجمهورية وعدد من أعضاء الحكومة ومسؤولي الأجهزة الأمنية، حيث تقرّر توقيف الدراسة بسبب الارتفاع المذهل لعدد الإصابات خاصة في الوسط الدراسي. ويأتي القرار بعد تقييم الوضع الوبائي في الجزائر، حيث يعرف عدد الإصابات ارتفاعا كبيرا خلال الآونة الأخيرة متجاوزا بذلك سقف الألف وخمس مئة إصابة يوميا فيما بلغ عدد الوفيات قرابة 20 وفاة يوميا، وهو ما استنفر الجهات المختصة والتي اكتشفت أنّ الوسط المدرسي هو المكان الذي عرف في الآونة الأخيرة عدد كبير من الإصابات بسبب العدوى وتفشر وباء كوفيد 19 بين التلاميذ، مما خلق نوع من البلبلة وزرع الشك لدى الأولياء والأسرة التربوية. ونزل قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بعد اجتماعه باللجنة العلمية، بردا وسلاما على الأولياء وكذا على الأسرة التربوية، بعد الخوف والقلق وكذا التوتر الذي عاشته هذه الأخيرة منذ حوالي أسبوعين وهي المدّة الزمنية التي عرف فها تفشي الوباء مستوى كبير وأرقاما مخيفة، هذه المدّة التي حدّدتها السلطات المعنية بعشرة أيام، ستكون كافية في الوقت الحالي لاستدراك الوضع الصحي نوعا ما وهو ما من شأنه أن يعيد سلّم الأرقام إلى مستوى منخفض نوعا ما مقارنة بالأرقام المسجّلة مؤخرا. ورغم أنه تقرّر توقيف الدراسة لمدّة عشر أيام وهو ما أقدمت عليه السلطات المعنية كإجراء إحترازي، إلا أنه تبقى سبل الوقاية من وباء كوفيد 19 كإحترام المسافة الصحيّة والمحّددة بمتر وكذا استعمال المعقمات الطبية ووضع الكمامات والأقنعة وكذا غسل الأيادي بين الفينة والأخرى السبيل الوحيد للوقاية من وباء كوفيد 19 الذي انتشر بشكل مخيف في الجزائر في موجته الرابعة الذي حذّر منها المختصون والذين دعوا لضرورة التلقيح باعتباره السبيل الأمثل والأجدر للوقاية من وباء كورونا. ودقّ المختصون ناقوس الخطر منذ ظهور المتحوّر في شكله الرابع «أوميكرون»، ودعوا لضرورة الذهاب نحو التلقيح الذي يعتبر السبل الوحيد للخروج من الأزمة الوبائية من خلال بلوغ نسبة 50 بالمائة من الملقحين على المستوى الوطني للوصول إلى المناعة الجماعية والتي تقي بشكل نهائي من الإصابة بوباء كوفيد 19. كما، أكّد الاجتماع الذي جمع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون مع أعضاء من الحكومة وكذا أعضاء من اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة تفشي فيروس كوفيد 19 أن الوضعية الوبائية في الجزائر متحكّم فيها وذلك من خلال التكفّل الجيد بالمرضى عبر المستشفيات وكذا توفير كل مستلزمات الطبية والأدوية الخاصة بالعلاج سواء داخل المستشفيات أو عبر الصيدلية المركزية ومختلف الصيدليات عبر الوطن، حث أسدى السيّد الرئيس خلال الاجتماع تعليماته للوزير الأول وزير المالية ووزير الصحة، ب «توفير اختبارات الكشف، بكل أنواعها وبكميات وافرة مع تسهيل اقتنائها لفائدة المواطنين في جميع مناطق البلاد وفي كل الظروف». أما، ما تعلّق بقرار غلق الجامعات، فيعود إلى مسؤولي المؤسسات والمراكز الجامعية، مع مراعاة رزنامة الامتحانات وإمكانية إعادة برمجتها للطلبة، حسب ما جاء في البيان، ليأتي تصريح وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ليؤكّد كما جاء في البيان ويمنح قرار الغلق أو متابعة الدراسة الجامعية لمسؤولي الجامعات وذلك حسب مستوى تفشي الوباء في كل قطب جامعي. وحتى بالنسبة لبعض الرحلات الجوية القادمة إلى الجزائر، خاصة التي سجلت عددا كبيرا من حالات الإصابات، أكّد البيان، الصادر عن رئاسة الجمهورية، ضرورة تشديد الرقابة أكثر، مع تخفيض عدد هذه الرحلات إذا اقتضت الضرورة، باعتبار أنها تعتبر منفذ آخر لدخول الوباء للجزائر، حيث سجّلت الجزائر أوّل حالة للمتحوّر الرابع لدى أحد المواطنين الذين دخلوا للتراب الوطني عبر بوابة هواري بومدين قادما بلد أجنبي، وهو ما يسمح باتخاذ إجراءات فورية على مستوى الرحلات إذا استلزم الأمر طبعا. ليجدّد البيان في الأخر أن التلقيح يبقى الوسيلة الوحيدة لتحقيق المناعة الجماعية، خاصة بعدما تبين أن 94 بالمائة من حالات الوفيات جراء كوفيد-19 لم تتلق التلقيح، مشددا على ضرورة احترام جميع الإجراءات الوقائية في كل الفضاءات التجارية والمرافق العامة، مع تسليط عقوبة الغلق الفوري لكل من يثبت تقاعسه في احترام هذه الإجراءات بما في ذلك وسائل النقل الجماعي.