- المطالبة بالاستفادة من مياه السدود و الآبار دق العديد من فلاحي ولاية مستغانم ناقوس الخطر بفعل تواصل غياب الأمطار خلال هذا الشهر حيث عبروا عن مخاوفهم من موسم زراعي قد يكون كارثيا إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن خاصة بالنسبة لبعض الشعب الفلاحية التي تعتبر الولاية رائدة فيها وطنيا على غرار البطاطا و البرتقال ، المتواجدة بحاسي ماماش و ماسرى و سيرات و مناطق الظهرة وهي أماكن تتوفر على مساحات بآلاف الهكتارت من البساتين والمزارع. و أكد بعضهم انه تم تسجيل تراجع كبير في المغياثية خلال هذا العام مقارنة بالسنة المنصرمة، ما أثار قلق لديهم و لدى الموالين، كون حسبهم أن نجاح الموسم الفلاحي مرتبط مباشرة بسقوط الأمطار التي تساهم في زيادة الإنتاج ووفرته بعد نجاح عملية الحرث والبذر لهذا الموسم خلال فصل الخريف المنصرم، الذي رغم قلة تساقط الأمطار به أيضا إلا أنه أنقذ الموسم الفلاحي،في انتظار أمطار الشتاء التي كان يعول عليها الفلاحون بشغف كبير،و لم تتساقط لمدة 3 أشهر من ديسمبر إلى فبراير الجاري حسب ما أكده لنا أحد الفلاحين من خير الدين مؤكدا أن منسوب مياه الآبار الارتوازية لا تكفي لسقي المئات من الهكتارات الفلاحية والبساتين. بدوره عبر مرب للمواشي من حاسي ماماش عن مخاوفه من استمرار هذا الوضع وعدم تساقط الأمطار، ما ينبئ حسبه بغياب كلي للأعلاف الخاصة بالأغنام والمواشي، و أشار بأن الكلأ سيكون قليلا جدا ما سيجعل من توفيره للأغنام مهمة صعبة جدا، الأمر الذي قد يؤثر تلقائيا على إنتاجيتها وجودتها في إنتاج الحليب واللحم. ويسود تخوف كبير لدى الفلاحين حسب ما وقفت عليه «الجمهورية « إثر تأخر الأمطار، حتى لدى النحالين والفلاحين الصغار الذي لديهم مزارع للاستهلاك العائلي فقط ما يزيد من محنة الفلاح، خاصة أن غالبية بلديات مستغانم فلاحية بطابعها وتعتمد على الفلاحة وتربية المواشي كنشاط رئيسي لسكانها، وأن أغلب الفلاحين خصوصا الصغار منهم تتعلق حياتهم بالفلاحة وترتبط بما تجود به أراضيهم من خضر وفواكه متنوعة. ويأمل الفلاحون في الاستفادة من مياه السدود والآبار جماعية لسقي أرضيهم ما سيكون حلا نهائيا لمشاكل نقص التساقطات المطرية التي وفق تصريحاتهم أنها توشك على تحويل محيطات واسعة من المساحات الزراعية، خاصة بالنسبة للمحاصيل الكبرى على غرار القمح والشعير إلى محيطات جرداء، بفعل غياب الأمطار خلال شهري جانفي و فيفري، لاسيما في ظل انعدام السقي التكميلي و جفاف عدد كبير من السدود، و الذي يجعل عملية ضخّ مياه السقي نحو المحيطات والأحواض الفلاحية مهمة صعبة .