منذ مطلع شهر أكتوبر من السنة المنقضية إلى غاية منتصف شهر فبراير 2016 ظل الطقس ربيعيا ورطبا ، "الجفاف" هذه الكلمة التي يخشاها الفلاحون أصبحت اليوم حقيقة ، كونها تنبئ بتهديد المحاصيل الزراعية نتيجة النقص الفادح للأمطار عبر إقليم مستغانم من جهة وكذا انخفاض المياه الجوفية التي تهاوت ومنذ السنوات الخمسة الأخيرة إلى مستوياتها الدنيا ، أمام هذه التحديات اتبع فلاحو الجهة الشرقية طرق عدة منها التقطير لكنها باتت غير مجدية هي الأخرى لسقي المحاصيل الزراعية كون الحبوب بحاجة إلى كميات كبيرة من المياه ، أما المختصون في زراعة الأشجار المثمرة عبر بلديات بوقيراط ، سيرات ، الصفصاف ، السوافيلة ، ماسرى ، منصورة ، عين سيدي شريف وبلاد الطواهرية في الجهة الجنوبية الغربية يتألمون وهم يلاحظون حقولهم تجف بفعل نقص الأمطار ، الآبار الفلاحية الموزعة عبر هذه البلديات المذكورة والتي يتعدى البعض منها 100 م عمقا والمجهزة بالمضخات القوية باتت هي الأخرى غير قادرة على جلب المياه إلى السطح لسقي الأشجار المثمرة ، و لاستدراك المحصول طلب هؤلاء الفلاحون مؤخرا من الدولة التدخل لمساعدتهم على إنقاذ محاصيلهم الزراعية بمدهم بمياه السدود ( كراميس و قدارة ) أو مياه محطة التحلية لسونغتار ، أو على الأقل تقدير سقي أراضيهم بمياه مجمع فرناكة الذي يحوز على ملايين الأمطار المكعبة ، للعلم بالبلديات المذكورة توجد 1.500 هكتار من الأراضي المخصصة لزراعة الحمضيات ، نقص الأمطار انعكس سلبا وبطريقة مباشرة على السوق الذي ارتفع فيه سعر الكيلوغرام الواحد من البرتقال إلى 180 و 220 دج . مصالح الأرصاد الجوية لولاية مستغانم وحسب نشريتها مطلع هذا الأسبوع ، أكدت على أن الأمطار سوف تهطل وبشكل كبير عبر كامل إقليم الولاية إلى غاية نهاية الأسبوع ، في ظل ذلك تأمل كل من المصالح الفلاحية والفلاحين على حد سواء تدارك النقص المسجل الذي أثر وبشكل كبير على المحاصيل الزراعية ، 30 ملم هي نسبة الأمطار التي تساقطت بولاية مستغانم منذ شهر سبتمبر 2015 ، هذا المؤشر يوحي أن السنة الفلاحية بالولاية باتت مرهونة كون هذه الكمية من الأمطار تعد بعيدة تماما عن المعدل السنوي للمغياثية المحلية والمقدرة بنحو 350 ملم وفق قياس السنة الهيدرولوجية التي تحسب لذا مصالح الأرصاد الجوية من بداية شهر سبتمبر إلى غاية شهر سبتمبر للسنة المقبلة ، القطاع الفلاحي بولاية مستغانم ونتيجة النقص الكبير في تساقط الأمطار انعكست تداعياته على جل المحاصيل الزراعية ، لجأ عدد كبير من الفلاحين إلى التقنيات الاحترازية لسقي محاصيلهم الزراعية لإنقاذ الموسم وتفادي العام الأبيض ، أما في شعبة الحبوب فقد لجأ العديد من الفلاحين إلى السقي التكميلي واحترام المسار التقني للسقي ، كل هذه الحلول يراد منها مواجهة هذا التأثير السلبي الناجم عن نقص الأمطار ، وفي انتظار ما تحمله الأشهر القليلة المقبلة يبقى المنتوج الفلاحي رهينة الاضطرابات الجوية .