خرج فلاحو ولاية باتنة عن صمتهم وعبّروا عن مخاوفهم من شح الأمطار، ما ينذر بموسم فلاحي صعب جدا خاصة بالنسبة لبعض الشعب الفلاحية التي تعتبر باتنة رائدة فيها وطنيا على غرار المشمش والتفاح، المتواجدة بنقاوس، أريس، إشمول سفيان وأولاد سي سليمان وهي دوائر كبرى تتوفر على مساحات بآلاف الهكتارت من البساتين والمزارع. أدّى غالبية مساجد ولاية باتنة، مؤخرا، صلاة الاستسقاء بعد تسجيل تراجع كبير في التساقط مقارنة بالسنة المنصرمة، ما أثار مخاوف كبيرة لدى الفلاحين والموالين، كون نجاح الموسم الفلاحي مرتبط مباشرة بسقوط الأمطار التي تساهم في زيادة الإنتاج ووفرته بعد نجاح عملية الحرث والبذر لهذا الموسم خلال فصل الخريف المنصرم، الذي رغم قلة تساقط الأمطار به أيضا إلا أنه أنقذ الموسم الفلاحي،في انتظار أمطار الشتاء التي يتطلع إليها الفلاحون بشغف كبير، حسب ما أكده لنا الفلاح "عادل - ب« من بلدية بن فضالة في تصريح ل "الشعب"، مؤكدا أن منسوب مياه الآبار الارتوازية لا تكفي لسقي المئات من الهكتارات الفلاحية والبساتين. بدوره الموال "عثمان - ع« من بلدية تيلاطو جنوب الولاية، فعبر بدوره عن مخاوفه من استمرار هذا الوضع وعدم تساقط الأمطار، ما ينبئ بغياب كلي للأعلاف الخاصة بالأغنام والمواشي، وعليه فسيكون الكلأ سيكون قليلا جدا ما سيجعل من توفير كلأ للأغنام مهمة صعبة جدا، ما يؤثر تلقائيا على إنتاجيتها وجودتها في إنتاج الحليب واللحم. ويسود تخوف كبير لدى الفلاحين حسب ما وقفت عليه "الشعب" إثر تأخر الأمطار، حتى لدى النحالين والفلاحين الصغار الذي لديهم مزارع للاستهلاك العائلي فقط ما يزيد من محنة الفلاح، خاصة أن غالبية بلديات باتنة فلاحية بطابعها وتعتمد على الفلاحة وتربية المواشي كنشاط رئيسي لسكانها، وأن أغلب الفلاحين خصوصا الصغار منهم تتعلق حياتهم بالفلاحة وترتبط بما تجود به أراضيهم من خضر وفواكه متنوعة. ويأمل الفلاحون في إنجاز سدود وآبار جماعية تخصص للسقي الفلاحي تكون حلا نهائيا لمشاكلهم من نقص التساقط.