عانى القطاع الفلاحي بمستغانم من الجفاف خلال الأشهر الخمسة الأخيرة ما جعل عملية الحرث و البذر تتأخر عن موعدها خاصة و أن غياب الأمطار الخريفية ساهم بقسط كبير في تجميد بعض الفلاحين لعملية تقليب الأرض فيما اضطر البقية إلى استعمال السقي بالعتاد لتفادي الخسارة و إنقاذ محاصيلهم بعد أن تأخر سقوط الأمطار ، وهم الذين كانوا يعتمدون في السنوات السابقة على «الغيث» لسقي محاصيل الحبوب. في حين أن المزارعين الذين لا يملكون عتاد السقي يعتبرون الأكثر تضررا في حالة عدم تساقط الأمطار و غالبيتهم متواجدين بشرق مستغانم كعشعاشة و أولاد بوغالم و النقمارية و غربها مثل حاسي ماماش و عين النويصي و جنوبها في صورة سيرات و خير الدين . و بسبب التكاليف الباهظة لهذا النوع من السقي ، فان شعبة الحبوب حاليا بولاية مستغانم تفضل الاعتماد على السقي المطري حصريا ويخصص لها ما يزيد عن 47 في المائة من الأراضي الفلاحية بمعدل 50 ألف هكتار. أما البقية فإنها تتوزع على الاعتماد على مختلف مصادر المياه كالسقي التكميلي و الرش و المياه الجوفية و السدود. سنوسي : الأمطار المتساقطة كافية للانطلاق في الحرث و البذر» من جهته ، أكد سنوسي الخبير التقني في الفلاحة أمس ل«الجمهورية» ، أن تذبذب تساقط الأمطار الخريفية يسبّب تراجع الإنتاج الفلاحي للموسم الحالي، وهو الأمر الذي جعل العديد من المزارعين والفلاحين يرفضون توسيع مساحات زرع الحبوب بمختلف أنواعه اللين والصلب وحتى الشعير. مضيفا أن الأمطار المتساقطة في ال 24 ساعة الماضية بإمكانها أن تكون جرعة أكسجين للفلاحين الذين سيستغلون هذه الفرصة من اجل الانطلاقة في موسمهم الزراعي من خلال الشروع في عملية الحرث و البذر إلى جانب استعمال الأسمدة كالفوسفات و البوتاسيوم و البيكا الذي من شانه أن يساعد النبتة على النمو بشكل سليم و في منأى عن الأمراض. و أشار المتحدث أن هذه الكميات المتساقطة أمس على مستغانم تعد كافية للمزارعين الذين لا يملكون عتاد السقي من اجل الشروع في زرع الحبوب بعدما كاد اليأس أن يتسلل إلى نفوسهم بفعل تأخر سقوط الأمطار.لافتا إلى أن الاعتماد على المياه الجوفية يعد حلا مؤقتا لان هذه الأخيرة قد تستنفذ خاصة و أن العديد منها يستعملها للحياة اليومية بالمناطق النائية. شريف نجري : «السقي التكميلي يرفع المردودية لكن تكاليفه باهظة» من جانبه ، أكد شريف نجري المدير العام للمعهد الوطني للأراضي والسقي وصرف المياه بولاية مستغانم خلال لقاء إعلامي حول موضوع «التسميد و السقي التكميلي للحبوب « نظم مؤخرا بالمصالح الفلاحية بمستغانم على أهمية السقي التكميلي للحبوب ودوره في مضاعفة المردودية من 25 قنطار في الهكتار إلى أزيد من 50 قنطار في الهكتار في الموسم. وكشف أن السقي التكميلي يختلف عن السقي الذي يعتمد على الأمطار من حيث البذور والأسمدة والأدوية الفلاحية التي يستعملها المنتج في كل مسار تقني فضلا عن التكلفة المرتفعة للسقي التكميلي و مردوديته العالية. مشيرا في سياق آخر ، أن توسيع المساحات المخصصة للمحاصيل الكبرى ورفع مردوديتها مرتبط بالتحكم في المسار التقني لهذه الشعبة ولاسيما الاستعمال الصحيح لمختلف أنواع الأسمدة. و شدد على ضرورة أن يعرف منتج الحبوب هذه الأسمدة ونوعيتها وكميتها و مراعاة العناصر الأساسية التي تحتاجها التربة والنبتة في مختلف مراحل الإنتاج التي تمتد عادة من شهر ديسمبر إلى شهر ماي.