عقود طويلة وعلاقات واسعة ووشائج قوية تجمع بين الجزائروقطر الشقيقة وشعبي البلدين وهي في تطور مستمر ونمو مطرد بفضل المساعي الحثيثة لقيادتي البلدين في جو من الود والتفاهم والتعاون وتنسيق المواقف خدمة للقضايا المشتركة وقضايا الأمة العربية ولاشك أن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لدولة قطر بدعوة كريمة من أخيه الشيخ تميم بن حمد آل الثاني الذي زار بلادنا في فبراير2020ستزيد من التقارب ودفع التعاون الثنائي الذي يجسد بوضوح متانة العلاقات والمساهمة في إنجاح القمة العربية الجامعة المزمع عقدها خلال هذه السنة في الجزائر بالإضافة إلى العمل على إنجاح قمة الدول الست (6) المصدرة للغاز الطبيعي التي تحتضنها قطر هذا الأسبوع لتوحيد المواقف في وقت يزداد فيه الطلب على الغاز الطبيعي وسط تخوفات من اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا وتأثيراتها السلبية على إمدادات الغاز الطبيعي وتعتبر قطر نموذجا رائدا للدول الناجحة ذات التأثير القوي في العلاقات الدولية رغم صغر مساحتها وعدد سكانها فهي رائدة في مجال التنمية الاقتصادية والبشرية والثقافية والاجتماعية وتحتل مستويات مرتفعة وقد نالت استقلالها عن الحماية البريطانية سنة 1971 أي بعد استعادة الجزائر لاستقلالها سنة 1962ومع ذلك فقد دعم الشعب القطري الثورة الجزائرية بقوة كغيره من الشعوب العربية فهناك مسار طويل للتعاون والتفاهم والتواصل وقد توج بمجموعة من الاتفاقيات وبرتوكولات التعاون تشمل مختلف القطاعات كالاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة والمناجم والفلاحة والرياضة والعمران والبيئة ومن بين المشاريع المشتركة مشروع بلارة الجزائريالقطري للصلب بولاية جيجل المتربع على مساحة 216هكتارا وكلفة انجازه حوالي 2 مليار دولار وطاقته الإنتاجية خمسة ملايين طن سنويا من الصلب النقي ذي الجودة العالية الذي يوجد عليه طلب كبير من الخارج مما يسمح له بالتصدير وكذلك مؤسسة أوريدو للاتصالات والخاصة بالهاتف النقال التي كانت تحمل اسم نجمة وهناك مشاريع أخرى مشتركة بين رجال الأعمال من الطرفين وفي أفريل من السنة الماضية انعقد أول اجتماع لمجلس الأعمال الجزائريالقطري وأسفر عن نتائج طيبة في مجال الاستثمار والتعاون وإنشاء مجموعة من المؤسسات المشتركة ولاشك ان زيارة رئيس الجمهورية سيكون لها وقع ايجابي في المستقبل القريب وتعطي ديناميكية قوية للعمل المشترك وتحتضن قطر الشقيقة جالية جزائرية نشطة جدا وتضم كفاءات عالية المستوى تعمل في مختلف القطاعات التنموية كالنفط والغاز والطيران والإعلام والاقتصاد والتعليم العالي والبحث العلمي .