مرت رياضة الدراجات بوهران خاصة وبالجهة الغربية على وجه العموم بعدة مراحل صنعت تاريخها الفقير من حيث التتويجات والسجلات إلا بعض الألقاب التي تم تحقيقها من طرف بعض الدراجين المتألقين في فترات متعاقبة ، هذه الرياضة وكغيرها من الرياضات الأخرى كانت تمر بأزهى فتراتها خلال سنوات السبعينات والثمانينات بفضل كوكبة من الدراجين الذين تخرجوا من مدارس عتيقة ساهمت في الرفع من مكانة هذا النشاط على المستويين المحلي والوطني وأبرز هذه المدارس نجد فريق مولودية نفط وهران الذي كان آنذاك العمود الفقري لرياضة الدراجات من خلال إحتوائه على العديد من الإمكانات البشرية وحتى المادية جعله يتألق على مرّ السنوات في مختلف السباقات إذ كان يعد عملاق الملكة الصغيرة على الجهة الغربية والممثل الأبرز لها في السباقات الوطنية التي كانت تزين مختلف طرقات البلاد في فترات متقاربة فكان دراجوه قلما يتخلفون عن الركب والوقوف فوق منصة التتويجات وأحيانا كانوا يتوجون بالسباقات رغم المنافسة الشديدة من طرف نوادي أخرى كانت توصف بالعملاقة في تلك الحقبة من بينها مولودية نفط العاصمة ولا أحد ينسى ما كان يفعله الدراج الكبير حمزة مجيد الذي كان بمثابة رقم واحد في الجزائر بالنظر إلى تفوقه اللامتناهي في مختلف السباقات سواء الوطنية أو التي كانت تجرى خارج البلاد . أما عن الدراجين الذين بسطو سيطرتهم في المولودية الوهرانية وساهموا في تشريف هذه الرياضة وطنياً ودولياً نجد الدراج السابق غرابيو الذي يشرف حالياً على الرابطة الوهرانية لسباق الدراجات وهو الرئيس الوحيد ربما على المستوى الوطني الذي يعد من عائلة الرياضية ويتطلع الوهرانيون لأن يكون الرجل المناسب لإعادة الإعتبار لهذه الرياضة . وقد بدأت الملكة الصغيرة في الإنحطاط مباشرة بعد إقدام إدارة مولودية وهران على التخلي عن فرع رياضة الدراجات لأسباب مالية في قرار هزّ أركان هذا النشاط بوهران ليدخل الدراجون في بطالة منهم من إنسحب نهائياً من الممارسة والبقية تفرقت بين مختلف النوادي منها العاصمية لتبدأ مرحلة أخرى من مراحل الرياضة الموصوفة بالسوداء خلفت وراءها نتائجا سلبية وإخفاقات متتالية لاسيما في السباقات التي كانت تنظم على المستوى الوطني كطواف الجزائر حيث كان الجميع يتحسر على الإنجازات التي كان يصنعها دراجو المولودية الوهرانية قبل إنسحاب هذا الفريق طوعاً وكرها من عالم الرياضة وسعت بعدها أطراف غيورة على سباق الدراجات بوهران لتأسيس نوادي أخرى من أجل إعادة الإعتبار لهذا النوع من النشاط حتى يقتلع من جدوره وفعلا تم خلق العديد من الفرق الهاوية كانت في بداية الأمر عبارة عن مدارس تكوين المواهب قبل الشروع في حصد النتائج في المنافسات الجهوية والوطنية . ❊ من »الأمبيو« إلى الحماية المدنية وتبقى للمولودية الوهرانية إنجاز واحد حققته على المستوى الوطني والمتمثل في تتويجها بالبطولة الوطنية لأول مرة كان ذلك سنة 1984 تاريخ بروز النادي الوهراني في كل الإختصاصات من كرة القدم إلى اليد إلى باقي الفروع حيث سيطرت مولودية نفط وهران على المنافسة بكل جدارة وإستحقاق بفضل نخبة من الدراجين البارزين الذين كانت تزخر بهم التشكيلة الحمراوية في تلك الفترة الزاهية وهو اللقب الوحيد كما أشرنا لهذا الفريق وطنياً حيث بعدها إكتفت الأندية على مستوى غرب البلاد بالمشاركة من أجل المشاركة دون تحقيق نتائج أفضل في الأحداث الوطنية كالبطولة الوطنية والطواف الدولي للجزائر بسبب جملة من العراقيل ساهمت في محدودية هؤلاء النوادي ودراجيهم مما حال دون حصولهم على نتائج مرضية في شتى مشاركاتهم الوطنية ومن أهم هذه العراقيل نجد الأزمة المالية التي كانت تمر بها الفرق المتواجدة بالخصوص في الجهة الغربية كما كان لغياب التكوين سبب رئيسي في عدم ذهاب ممثلي الغرب بعيداً في مختلف البطولات المنظمة في تلك الفترة خاصة عند نهاية الثمانينات وبداية التسعينات . ❊ مرابط بن شريف يحمل المشعل بعد إندثار المولودية الوهرانية بسبب إقدام إدارة على سحب فرع رياضة سباق الدراجات من الفريق تدهور التمثيل الوهراني بشكل رهيب على المستوى الخارجي حيث تراجعت النتائج بصفة متتالية حتى كاد المتتبعين ينسون وهران في مختلف المنافسات الوطنية إلا أن جاء الدور على مؤسسة الحماية المدنية التي أخذت على عاتقها تكوين فريق تنافسي يحمل إسمها ويشارك في التظاهرات المحلية والجهوية والوطنية وقد إنضم إليه الدراج الواعد مرابط بن شريف الذي كان يعد رمز الدراجين بالباهية من خلال تألقاته المتكررة وتتويجاته المتتالية التي كان يحصدها من سباق لآخر كما أنه كان يحتل المراتب الأولى في مختلف الطواف المنظم سنوياً في الجزائر وساهم بقسط كبير وكبير جداً في التمثيل المشرف لرياضة الدراجات بولاية وهران التي كانت تعول كثير على فريق الحماية المدنية لتشريفها خاصة على المستويين الجهوي والوطني بفضل كوكبة من الدراجين تكونوا في هذا الفريق وحصلوا على نتائج كبيرة غير أنها لم تعد أن تكون إحتلال الصفوف الثانية أو الثالثة . ❊ فريق حمام بوحجر يحفظ ماء الوجه إلى جانب الحماية المدنية لوهران التي كانت خير سفير لرياضة الدراجات على المستوى الوطني ظهرت في العشرية الأخيرة تشكيلة من منطقة صغيرة وبالضبط بحمام بوحجر بدأت تسجل تألقها من منافسة لأخرى حتى وصل صداها إلى خارج الحدود ففريق حمام بوحجر لسباق الدراجات كان بمثابة العمود الفقري لهذه الرياضة على المستوى الجهوي بفضل سياسة التكوين التي إعتمدها هذا الفريق من أجل صنع المواهب على الرغم من نقص الإمكانات المالية لهذا النادي الذي إستطاع أن يذهب بعيداً في مختلف المنافسات الوطنية التي شارك فيها رغم أنه لم يحقق ألقاباً وطنية إلا أنه إستطاع أن يمثل الجهة الغربية بإمتياز رفقة الحماية المدنية بحسب إمكاناتهما البشرية والمادية وقد تواصل تألق رفقاء بوزيد من جانب الحماية المدنية في العديد من السنوات حتى أصبحت بلدية حمام بوحجر بضرب بها المثل في سباق الدراجات قياساً ببروزها المتواصل لاسيما على الجهة الغربية من الوطن حيث يمكن القول أن فريق إتحاد حمام بوحجر كان رائدا في هذه الرياضة وما زال لحد الآن ينشط لكن بمستوى أقل مما كان عليه . ❊ وهران بدون أكابر وبمرور السنوات قل نشاط رياضة الدراجات الهوائية على الجهة الغربية التي أصبحت بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب من حيث النتائج والتشريف وذلك بسبب التدهور الذي أصاب هذه الرياضة في هذه الجهة نتيجة الأزمات المالية التي ضربت كاهل النوادي المتواجدة على المستوى الغرب الجزائري والتي تسببت (هذه الأزمات) في إنسحاب العديد منها الأمر الذي جعل المنافسات الوطنية تخلو من النوادي الغربية بشكل كبير مما أثر على التمثيل الغربي بصفة محتشمة للغاية وأصبح الأمر حاليا في وضع كارثي بعدما تقلص عدد النوادي في وهران إلى 4 أندية منها نفطال وسيدي الشحمي لكن لدى الفئات الصغرى في غياب الأكابر وهو السبب المباشر في عدم مشاركة نوادي وهران في الطواف الدولي الذي إنتهى أمس الأربعاء بعدما أجرى 3 مراحل بالباهية وبمشاركة 97 دراجاً قدموا من 15 دولة وفي حضور 4 أندية جزائرية يتقدمهم المجمع البترولي وصافيك الذي يدربه الدراج المتألق حمزة مجيد صاحب التتويجات الكبيرة والعديدة التي منحها للرياضة في غابر السنوات إلى جانب بعض الدراجين الموهوبين نذكر منهم الوهراني غرابيو الذي سبق له المشاركة في السباقات الدولية مع النخبة الوطنية حيث سبق له تمثيل الجزائر في المنافسات الدولية منها التي جرت في إيران وأفغنستان وبقية البلدان العالمية أيام كانت رياضة سباق الدرجات تعرف أزهى نشاط لها حيث كانت رائدة على المستوى القاري والعربي ولا يفوتنا هنا أن نذكر البعض من الدراجين الذين ذاع يصتهم في المحافل الوطنية والدولية منهم بن صابر عبد القادر وطبجي ومرابط عبد القادر وحداد وغيرهم من الرياضيين الذين تشهد على بروزهم وتألقهم المسالك الجزائرية من الشرق إلى الوسط فإلى الغرب الجزائري . والآن يتبدل المسؤولون وعلى رأسهم رئيس الرابطة الولائية غرابيو مجهودات كبيرة من أجل الرفع من مستوى الرياضة بل إعادة الإعتبار لها بعدما أصابها الجمود لفترة طولية ضيعت مكانتها وموقعها على الصعيدين الجهوي والوطني وهو أمر يعد صعبا للرابطة من أجل بعض النشاط من جديد على مستوى الولاية .