❊ فنانون يؤكدون على ضرورة إستحداث متحف للفن المعاصر بوهران. أبدعت مجموعة من تلاميذ إكمالية الإمام الهواري بالحي الشعبي الحمري (وهران) في إنجاز أكبر تركيبة فنية تعرض في تظاهرة الحولية المتوسطة الثانية للفن المعاصر التي اختتمت فعالياتها أمس الأول بوهران. وزينت هذه التركيبة التي هي عبارة عن جذع شجرة يبلغ طوله قرابة ستة أمتار ويزيد سمكه عن 45 سنتيمتر بأكثرمن 33 ألف سدادة بلاستيكية وحديدية لقارورات المشروبات الغازية تم جمعها بمختلف الأحياء الشعبية المجاورة للحي المذكور. وتمكن هذا الفريق الذي يتشكل من 25 تلميذا فى ظرف خمسة أيام من المثابرة بتنميق هذه الشجرة التي تم جلبها من إحدى غابات المدينة بمواد مرمية في الطبيعة وأعيد استرجاعها واستغلالها في فن التركيبة أو "الكولاج" الذي يعد من الفنون المعاصرة التى أصبحت تلقى صدى كبيرا لدى الجمهور. وقد اكتست الشجرة ألوانا بيضاء وحمراء وزرقاء "أعادت لها الحياة بعد أن كان لونها باهتا وسقيمة الأغصان وجافة لتصبح مجسما من واقع الطبيعة" حسبما أوضحه أحد المتتبعين لفن التركيبات الجمالية مؤكدا أن هذا العمل سمح للتلاميذ باقتحام هذا النوع من الفنون الذي يحتاج الى صبر وتفاني ويحمل أكثر من دلالة. وتحاول هذه المجموعة من التلاميذ بأناملها أن تتفنن في تحويل تلك الخامات إلى شكل فني جديد لتصبح لوحة فنية معبرة توصل رسالة واحدة تتمثل أساسا في اشراك التلاميذ والأطفال في المحافظة على البيئة باعتماد مواد من الطبيعة واسترجاعها في صنع أعمال فنية. ويقترح الفريق المبدع الذي يشارك في هذه الحولية لأول مرة على سلطات البلدية وضع هذه التركيبة داخل الحدائق العمومية التي يرتاد عليها الزوار بهدف تثمين هذا العمل وكذا تشجيع النوادي العلمية المنتشرة عبر المؤسسات التربوية على التفكير في إنجاز أعمال فنية مماثلة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل الفني أشرف عليه أستاذة التربية الفنية فوزية منور والفنان ريزق كمال من مدينة باتنة وجمعية الفنون التشكيلية "حضارة العين" المنظمة لهذه الحولية التي يشارك فيها أكثر من 40 فنانا وطنيا وأجنبيا. من جهة أخرى، أكد فنانون مشاركون في الحولية المتوسطية الثانية للفن المعاصر على ضرورة استحداث بعاصمة غرب البلاد متحف للفن المعاصر واستغلال البناءات القديمة والمهملة الواسعة كفضاءات للعرض. وذكر الفنان بلمكي مراد رسام متخصص في تقنية "الدباغة" أن "وهران التي تزخر بفنانين متمرسين في مثل هذا الفن بحاجة إلى متحف تلتقي فيه مختلف أنواع الفن المعاصر ويجمع أجمل أعمال فناني الغرب الجزائري والذي سيكون أشبه بموسوعة وواجهة للفن بصفة عامة". كما اقترح فنانون استغلال البناءات القديمة كفضاءات لعرض الأعمال الفنية على مدار السنة مما سيسمح للفنان بالتعريف بإبداعاته وتبادل الخبرات لتطوير الفن وازدهار سوقه بالجزائر وتنظيمه ونشر الثقافة المرئية لدى الجمهور العريض. وحسب الفنان كور نورالدين المتخصص في الخط العربي فإن مثل هذه الفضاءات ستكون متنفسا للفنان المحترف والموهوب على حد السواء وكذا تمكين طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة من إبراز قدراتهم وكذا تنشيط الحركة التشكيلية بالمنطقة. وأوضح أن جميع الفنون من مسرح وموسيقى تتوفر على قاعات خاصة بها ما عدا الفن التشكيلي الذي لا يكلف كثيرا ولا يتطلب استثمارا كبيرا ماعدا الإضاءة. وللإشارة سمحت هذه التظاهرة التي دامت تلاثة أيام لهواة الفن التشكيلي بالإطلاع عن طريق أفلام وثائقية على بعض التجارب الأوروبية في مجال استغلال البناءات القديمة كفضاءات لعرض الأعمال الفنية حيث لقيت صدى كبيرا عند الفنانين وساهمت كثيرا في تطوير الفن ونشره لدى الجمهور. ومن جهة أخرى كانت هذه الحولية التي عرفت مشاركة أزيد من 40 فنانا وطنيا وأجنبيا من مختلف بلدان البحر الأبيض المتوسط فرصة لتبادل التجارب من أجل تطوير الفن المعاصر بهذه المنطقة الغنية بتاريخها وتراثها وثقافتها والتعريف بأعمالهم الفنية من منحوتات ولوحات وتركيبات فنية وإبداعات من الخط العربي وما تحمله من تقنيات جديدة. كما نظمت على هامش هذا الموعد سهرات فنية ومحاضرات وندوات حول الفن المعاصر وسوق الفن بالجزائر. وللتذكير أشرف على تنظيم هذه الحولية التى ضمت أكثر من 200 عمل فني جمعية "حضارة العين" بالتعاون مع بلدية وهران.