قال الفنان اللبناني الكبير وديع الصافي إن الساحة الغنائية فيها العديد من الأسماء الجيدة والأصوات الواعدة التي يمكن للمرء أن يتفاءل بها سعيا لتوسيع دائرتها وتضييق الخناق على المحاولات الفاشلة التي أساءت للأغنية العربية عموما. وأضاف الصافي في حوار مع وكالة الأنباء السورية- سانا- على هامش حفل تكريمه في الدورة الحالية من مهرجان أغافي الثقافي المتواصل في اللاذقية إن العديد من الأغاني التي تتردد اليوم في المشهد العربي لا تشكل أي إضافة للأغنية العربية إنما على النقيض من هذا أدت إلى تدهور هذه الأغنية جراء افتقادها للشروط الفنية الأساسية باستثناء قلة قليلة من الأعمال الجادة. وحول الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع أوضح الصافي أن الأغاني المعاصرة باتت تفتقد بصورة مؤسفة لأسس الفن وآدابه التي عرفت بها الأغنية العربية عبر تاريخها الطويل وهي شروط نحتاجها اليوم بإلحاح حسب قوله لتثبيت وجودنا كأصحاب فن حقيقي يستطيع التواصل مع الجمهور. وأشار الفنان الكبير إلى أن ما يحدث اليوم في ساحة الغناء العربي يمكن وصفه بأنه حال من التلوث الأخلاقي الذي أصاب النتاج الفني بالجملة وهو تلوث امتد ليطال الكلمة واللحن على حد سواء دافعا بالأغنية العربية إلى مرحلة من التراجع تستدعي معها الوقوف والتأمل طويلا في كل ما يزج به إلى الساحة الغنائية لإيجاد حلول سريعة لهذه الظواهر الفنية. وكرم مهرجان أغافي الثقافي وديع الصافي كأحد أبرز رموز الفن العربي المعاصر والذي أثرى المكتبة الفنية بأعمال سيخلدها الزمن لتبقى راسخة في الوجدان العربي من خلال صوت استثنائي لم تكشف الموهبة المعاصرة عن مثيل له حتى اليوم. وقال الصافي إن تكريمه في اللاذقية واحتفاء أهل سوريا به وهو على مشارف التسعين من العمر يأتي استكمالا للدعم الذي منحه إياه الجمهور السوري طوال مسيرته الفنية الموشاة بذكريات جميلة لا تعد ولا تحصى في ربوع هذا البلد الكريم وبين أهله الطيبين.