أفادت نتائج للدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية أن الاشتراكي فرانسوا هولاند سجل بحصوله على 28.4 بالمئة من الأصوات متقدما على الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي الذي حصل على 25.5 بالمئة وسيتنافس الرجلان على منصب الرئاسة في الدورة الثانية في السادس من ماي المقبل. كما نالت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان 20 بالمئة وحلت في المرتبة الثالثة أمام مرشح اليسار الراديكالي جان-لوك ملنشون الذي حصل على11.7بالمئة. وبلغت نسبة المشاركة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية 80.3% حسب إحصائيات رسمية أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية. وقد دعي حوالى 44,5 مليون ناخب الى التصويت لاختيار واحد من عشرة مرشحين في الدورة الاولى التي سيخرج منها مرشحا الدورة الثانية. وقد أدلى الناخبون الفرنسون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في ظل ضعف الاقتصاد الذي يمكن أن يجعل من نيكولا ساركوزي أول رئيس للبلاد يخسر معركة الترشح لولاية ثانية خلال اكثر من 30 عاما. وفي منافسة يحركها الى حد كبير استياء مما توصف بميول ساركوزي الاستعراضية وإخفاقه في خفض معدلات البطالة علاوة على اختلافات في السياسة يقدر أن ساركوزي ومنافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند سيتغلبان على المرشحين الثمانية الآخرين ليخوضا جولة الإعادة التي تجرى في السادس من ماي وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم هولاند فيها بفارق في خانة العشرات .وقد توجه ناخبون فرنسي أمس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي بدأ التصويت فيها السبت بالأقاليم الفرنسية ما وراء البحار وفي أمريكا الشمالية. والتزم المرشحون الى الرئاسيات الفرنسية البت بفترة استراحة عشية الدورة الاولى التي كان من المرجح ان تحمل الى الدورة الثانية الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ومنافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند. وقد بدأت عمليات التصويت فعلا السبت بالنسبة لنحو 900 الف فرنسي في الاراضي الفرنسية ما وراء البحار، او من المقيمين في القارة الاميركية. وقد فتحت مكاتب الاقتراع عند الساعة 10,00 بتوقيت غرينتش في بعض مناطق كندا وتشكلت طوابير انتظار في مونتريال. وفي الاجمال، دعى حوالى 44,5 مليون ناخب الى الادلاء باصواتهم لاختيار المرشحين اللذين سينتقلان الى الدورة الثانية. ومنذ انتهاء الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة ، التزم المرشحون العشرة الصمت بموجب القانون حتى الساعة الثامنة من يوم أمس أي عند ساعة اقفال اخر مراكز التصويت. وقد فضل معظم المترشحين تمضية يوم السبت في معاقلهم الانتخابي مثل فرنسوا هولاند في تول (وسط) حيث جال في سوقها تحت مطر غزير ما دفع احد انصاره الى القول سبت ماطر احد ناجح، او في منازلهم مثل نيكولا ساركوزي في باريس. وكانت معظم استطلاعات الرأي ترجح فوز فرنسوا هولاند في الدورة الثانية ب55% من الاصوات كمعدل وسطي، وهو يخوض الانتخابات من موقع قوة آملا في ان يصبح اول رئيس يساري منذ الرئيس الاشتراكي الراحل فرنسوا ميتران (1981-1995). لكن المرشح الاشتراكي فضل ان يبقى حذرا في تفاؤله. وقال في اخر اسبوع حملته لا شيء محسوما بعد، داعيا الى التعبئة لحشد الاصوات له خلال الدورة الاولى حيث أشارت معظم استطلاعات حينها الرأي تشير الى تقدمه بفارق بسيط على نيكولا ساركوزي (28% مقابل 26%). وخلال حملته الانتخابية منذ اكثر من سنة، شدد فرنسوا هولاند على اولوياته مثل ايجاد الوظائف للشبان، وتحقيق النمو، مؤكدا تصميمه على اعادة توازن الميزانية في العام 2017. وقد نجح الرئيس السابق للحزب الاشتراكي (1997-2008) في حجب غياب خبرته الحكومية وتحويل الانتخاب الى استفتاء ضد الرئيس المنتهية ولايته. اما نيكولا ساركوزي وعلى الرغم من اعترافاته العديدة باخطائه فلم يتمكن من جهته من محو تدهور شعبيته وصورته كرئيس للاغنياء. وكثف نداءاته الى شعب فرنسا وركز حملته الانتخابية على الامن والهجرة مقدما نفسه على انه الرئيس الذي جنب فرنسا الغرق في ازمة اقتصادية مثلما حدث لليونان. واشار الى ان حملة اخرى ستبدأ الاثنين خصوصا ان احتل الطليعة في دورة اولى اساسية كما عنونت صحيفة لوفيغارو المحافظة السبت. ثم تأتي بعيدا في المرتبة الثالثة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن (43 عاما) مع الخطيب المفوه اليساري الراديكالي البارع جان لوك ميلانشون (60 عاما) واللذين يقدر حصولهما على حوالى 15% من نوايا التصويت. وقد صمدت مارين لوبن وريثة جان ماري لوبن مؤسس الجبهة الوطنية في حملتها الاولى امام محاولة ساركوزي لاستقطاب اصوات ناخبي الجبهة الوطنية كما فعل في 2007، لكن يبدو انها غير قادرة على الانتقال الى الدورة الثانية كما فعل والدها في 2002. اما جان لوك ميلانشون الذي يعد مفاجأة الحملة مع مهرجاناته الحاشدة، فقد حجب مرشحي اليسار المتطرف فيليب بوتو (الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية) وناتالي ارتو (النضال العمالي) اللذين لم يتجاوزا ال1%. وكذلك مرشحة الخضر ايفا جولي التي لم تتجاوز نسبة التأييد لها ال3%. وهذا ما يعد احتياطي مضمون من الاصوات لفرنسوا هولاند في الدورة الثانية. وكتبت صحيفة ليبراسيون مبتهجة اليسار القوي لتحاكي بسخرية شعار نيكولا ساركوزي فرنسا القوية. وأشارت استطلاعات الرأي الى ان نيكولا ساركوزي لن يستطيع الاعتماد من جهته سوى على جزء من ناخبي مارين لوبن والوسطي فرنسوا بايرو الذي تراجعت اسهمه الى 10 او 12% من نوايا التصويت والذي كان السباق في طرح موضوع تصنيع البلاد في صلب الحملة الانتخابية. والمرشحان الاخيران السيادي اليميني نيكولا دوبون اينيان وجاك شيميند غير المعروف فيرجح ان يحصل الاول على نحو 2% والثاني على 0,5 %. واكدت الصحف الصادرة السبت انها لم تعد تتوقع اي مفاجأة حتى وان لفتت الى احد العناصر المجهولة في التصويت وهو مستوى التغيب عن التصويت الذي قد يتجاوز 25% مقابل 16% في 2007. اما العنصر المجهول الاخر فيتمثل في التساؤل: هل ان تقديرات النتائج ستنشر على الانترنت الاحد قبل اقفال صناديق الاقتراع عند تمام الساعة 20,00 بالتوقيت المحلي. وقد تعهدت الاذاعات والتلفزيونات بابقائها سرية حتى التوقيت القانوني فيما هددت السلطات بملاحقة المخالفين.