تأخذ أوروبا حاليا مكانتها بكل قوة وسط ما يجري حول الرئاسيات الفرنسية لا سيما بين المتنافسين الإثنين على الحكم إلى جانب الرأي العام الفرنسي وكذا جميع المجالات الإقتصادية الأوروبية الهامة ليصل بها الحد إلى التأثير على أخذ القرارات بالنسبة لرؤساء الأحزاب البارزة بفرنسا لتحديد مسارهم الإنتخابي. الأزمة الإقتصادية التي مست أوروبا السنوات الأخيرة تم تسيرها بمنهجية تعتمد على نقاط رئيسية أهمها أخذ الإحتياطات اللازمة والسيّر على المحك بكل صرامة مع التقليل من مصاريف الدولة، وهي المنهجية المسيرة من قبل ليدر شيب الفرنسي الألماني (ساركوزي وماركال) تحت راية صندوق النقد الدولي (FMI) وبنك القرض الأوروبي (BCE). الأمر الذي تسبب في نقص نمو الأنظمة الإقتصادية، إنفجار البطالة 24٪ بإسبانيا و10٪ بفرنسا بمعدل 18.7 ٪ بأوروبا مع تدهور الرواتب، إذ لم يتوصل لحد الآن المسيرين الكبار للمجموعة الأوروبية بما فيهم ساركوزي إلى أي حلول مرتقبة للتخلص من الأزمة الإقتصادية وإكتفوا بإتباع نفس المنهجية، وهو ما تضمنه برنامج العهد القادمة لساركوزي. أما البرنامج التي تقدم به أولند فقد جعله مفضلا لدى الجميع فقد تخلّل حلولا على رأسها تحسين النمو وهو ما قد يجنب الشعب الفرنسي تكاليف إضافية، هذا الحل الذي ظهر للجميع خلال الشهور الماضية بالحل السراب وكان قد هزّ الأماكن الإقتصادية والبورصة »كالاسيتي« وفرانك فورت وباريس بدأ مؤخرا يجد صدى إيجابي لدى بعض المسيرين الأوروبين بينهم الوزير الأول الإيطالي الذي وجد الحل بالمثالي وإقترح مدّ يد المساعدة لأولند لإعادة فتح التفاوض حول الإتفاق المبرم سابقا من قبل (ماركل). ومن بين المواضيع المتناولة خلال نقاش المناظرة التي جمعت بين فرانسوا أولند ونيكولا ساركوزي الأربعاء الماضي أخذت المسألة الأوروبية حصة الأسد وسمحت لأولند بالتقدم بصفة إيجابية على منافسة نيكولا ساركوزي. ليعلن مساء أول فرانسو بيغو وبعد تفكير عميق بأنه سوف يقدم دعمه للمترشح الإشتراكي أولند مخادعا بذلك مدة عشرين (20) سنة من تقاليد حزب الوسط اليميني القرار الذي نزل كالصاعقة على معظم الشخصيات البارزة داخل حزبه كآرفي مورا HERVE MORINE الذي إنضم إلى نيكولا ساركوزي وأيضا الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جي سكار جيستان إلى جانب ما اعتبره الرأي العام والصحافة الوطنية بالقرار التاريخي الذي فاجأ الجميع على رأسهم الرئيس الخارج نيكولا ساركوزي.