رفضت المنظمات النقابية لعمال فرنسا في إحتفالاتها ظهيرة أمس بالشوارع الباريسية وصولا إلى ساحة »لاباستي« أخذها كرهينة من قبل الأحزاب السياسية لا سيما اليمين الحاكم للرئيس الخارج نيكولا ساركوزي حيث رفعوا رياتهم الحمراء وشعارات تندد برحيل ساركوزي والوقوف ضده معتبرين بذلك إحتفالات الفاتح ماي من صنيع نقابات العمال منذ الأزل للتعبير عن مطالبهم والدفاع عن حقوقهم وطرح إنشغالاتهم موضحين بأنهم عمال حقيقيون ولا ينتظرون أي تقييم من قبل ساركوزي. الأمر الذي دفع رئيس المنظمة النقابية (سي جي تي) (CGT) بيرنار تيبو إلى الإعلان رسميا بأنه سوف يصوت يوم السادس ماي على الإشتراكي فرانسو أولند ، مما سيجد الآخرين إلى إتباعه وعدم الإنحياز إلى ساركوزي ، هذا وقد كان إلى جانب هؤلاء العمال والنقابات الذين بلغ عددهم حسب رجال الشرطة 48 ألف، وحسب المنظمين 250 ألف بباريس كل من الشخصيات البارزة باليسار الفرنسي والحزب الإشتراكي كمارتين أوبري وسيڤولان روايال. إلى جانب جون لوك ميلانشان وإيفاجولي اللذين قاما قبل الإلتحاق بموكب المنظمات النقابية بإعطاء تكويم للفقيد المغربي الذي تم رميه من نهر لاسان من قبل أنصار الجبهة الوطنية سنة 1995، ليفضل من جهته مترشح اليسار الفرنسي إجتباب كل هذه الصراعات السياسية وعدم الوقوع في فخ ساركوزي والإبتعاد عن باريسيين بإنتقاله إلى بلدية نافر nevers لوضع إكليل ورد على ضريح الوزير الأسبق بيار برڤفواي الذي إنتحر سنة 1995، حيث ألقى من جهته فرانسو أولند كلمة بالمناسبة على نفس المنصة التي خاطب منها فرانسو ميتيران العمال منذ 19 سنة داعيا هؤلاء للإلتحام فيما بينهم والدفاع عن حقوقهم بأخذ القرارات وحسن الإختيار يوم الحسم. أما مارين لوبان فقد إجتمعت كعادتها بمناضلي الجبهة الوطنية سباحة أوبيرا بعدما كرمت رمز الوطنية والسيادة الفرنسية جان دارك في ذكراها ال 600 سنة حيث دعت هؤلاء العمال إلى عدم الإنحياز إلى أي مترشح من بين الفائزين اللذين دام حكم حزبيهما لليمن واليسار أكثر من ثلاثين (30) سنة بفرنسا معلنة بأنها سوف تنتخب بطاقة بيضاء يوم السادس ماي القادم. وعن نيكولا ساركوزي الذي جمع 200 ألف مناصر فقد تحدث لهؤلاء بنفس أفكار مارين لوبان من ساحة تروكدرو TROCODERO جاعلا من تلك الساحة المشهورة بباريس مسرحا كبيرا عرض من خلاله مختلف أنواع التفرقة والعنصرية تحت شعار خدمة البلد الأعظم فرنسا داعيا بذلك العمال إلى وضع الراية الحمراء ورفع راية ألوان العلم الفرنسي بحثهم إلى مقاطعة التصويت على فرانسو أولند وإجتناب اليسار والإلتحاق بصف اليمين الحاكم والتصويت عليه. وفي ذات السياق كان قد صرح جون لوك ميلانشان بعد إنتهاء ساركوزي من لقائه بأن هذا الأخير أصيب بعدوى مارين لوبان التي زرعت السّم والحقد كرأس الأفعى وسط العمال منذ الأزل وأضافت إيفا جولي مشاطرة إياه نفس الرأي بإعلانها أن فرنسا مريضة وهي تصارع الموت بعدما أصبح الآن يوجد التفرقة والعنصرية في أعلى هرم بالدولة التي كانت تفتخر بتنوع أجناسها المختلطة.