صرح الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند في كلمة أمام الآلاف من أنصاره في ساحة لاباستيل بباريس بأن انتخابه هو بداية حركة صاعدة في كامل أوروبا وربما في العالم مضيفا بأن ذلك سيحفز شعوبا أخرى على التغيير. فيما يبدأ اليوم سلسلة من المشاورات مع القادة الأوروبيين سعيا منه لدفع مشروعه القاضي بإعادة مفهوم النمو إلى صلب الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من سياسات التقشف. واعلنت وزارة الداخلية الفرنسية ان الرئيس المنتخب فرنسوا هولاند نال 51,62% من الاصوات مقابل 48,38% لنيكولا ساركوزي بحسب الفرز النهائي للاصوات. وبحسب هذا الفرز الذي شمل اكثر من 46 مليون ناخب مسجل و37 مليون مقترع فان هولاند نال اكثر من 18 مليون صوت مقابل 16,9 مليون صوت لساركوزي فيما صوت 2,1 مليون شخص بورقة بيضاء او لاغية. واعلن الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند منتصف ليل الاحد-الاثنين ان فوزه في الانتخابات الرئاسية هو بداية لحركة صاعدة في كل اوروبا وربما في العالم، وذلك في خطاب القاه امام جموع غفيرة من انصاره احتشدت في ساحة الباستيل للاحتفال بالانتصار. وقال هولاند في كلمة مقتضبة مخاطبا عشرات الالاف من انصاره هذه هي رسالتي. انتم بالتأكيد اكثر من مجرد شعب يريد التغيير، انتم حركة صاعدة في كل اوروبا، وربما في العالم، لحمل قيمنا وتطلعاتنا ومطالبنا بالتغيير. شكرا، شكرا، شكرا. واضاف وقد بدا عليه التعب تذكروا كل حياتكم هذا التجمع الكبير في ساحة الباستيل لانه سيحفز كذلك شعوبا اخرى في اوروبا على التغيير، متعهدا الانتهاء من التقشف. وتابع أنه في كل العواصم، ابعد من رؤساء الحكومات والدول، هناك شعوب بفضلنا تأمل، تتطلع الينا وتريد منا الانتهاء من التقشف. ووصف هولاند نفسه بانه رئيس الشباب في فرنسا. وكان الرئيس المنتخب وصل منتصف الليل الى ساحة الباستيل حيث احتشدت جموع غفيرة من انصاره للاحتفال بفوزه في الانتخابات الرئاسية في نفس الساحة التي احتفل فيها الاشتراكيون قبل 31 عاما بفوز اول رئيس اشتراكي للبلاد هو فرنسوا ميتران. ووصل هولاند الى الباستيل وبرفقته صديقته فاليري تريرفايلر وكان في انتظاره معظم اركان حزبه الاشتراكي. واضاف الرئيس المنتخب مخاطبا انصاره :لقد سمعتكم، لقد سمعت ارادتكم في التغيير، قوتكم، املكم، واعرب لكم عن بالغ امتناني. شكرا، شكرا لكم لانكم سمحتم لي بان اصبح رئيسا للجمهورية. وتابع أنه يريد ايضا ان ايطلب منكم الا تثبط عزيمتكم، هناك الكثير لفعله في الاشهر المقبلة واولها اعطاء رئيس الجمهورية اغلبية، في اشارة الى الانتخابات التشريعية المقررة يومي 10 و17 جوان. ويجري الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند منذ أمس مشاورات مع قادة العالم ولا سيما الاوروبيين سعيا منه لدفع مشروعه القاضي باعادة مفهوم النمو الى صلب الاتحاد الاوروبي بعد سنوات من سياسات التقشف. ومن المتوقع ان يتسلم مهام الرئاسة قبل 15 ماي، غير انه سيباشر العمل سريعا على احداث تغيير في موقف اوروبا التي اختارت انتهاج التقشف في اعقاب الازمة المالية الخطيرة عام 2008. وقال هولاند مخاطبا انصاره في معقله تول بوسط فرنسا قبل ان ينضم الى عشرات الاف الفرنسيين المتجمعين في ساحة الباستيل للاحتفال بعودة اليسار الى السلطة ان اوروبا تنظر الينا. في الوقت الذي اعلنت فيه النتيجة، انني واثق من ان شعورا بالارتياح، بالامل، عم الكثير من الدول الاوروبية، فكرة ان التقشف لم يعد اخيرا حتميا. وقال :في كل العواصم، ابعد من رؤساء الحكومات والدول، هناك شعوب تأمل بفضلنا، تتطلع الينا وتتوق الى الانتهاء من التقشف. وذكر هولاند انه سيخص المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بزيارته الاولى الى الخارج. واتصل به الرئيس الاميركي باراك اوباما مهنئا ودعاه الى لقاء ثنائي في البيت الابيض قبل قمتي مجموعة الثماني والحلف الاطلسي المقررتين في غضون اسبوعين في الولايات المتحدة. وكان من المقرر ان يجري اتصالا مع رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي والرئيس المنتخب. وتفادى القادة المحافظون الاوروبيون التباحث مع هولاند خلال الحملة الانتخابية، وخصوصا انغيلا ميركل التي دعمت ساركوزي وهي التي لطالما رفضت دعوة هولاند الى تبني سياسة تنمية اقتصادية على الصعيد الاوروبي. ويعطي الرئيس المنتخب الاولوية لاعادة التفاوض في ميثاق الانضباط المالي الرامي الى احتواء ازمة اليورو لاضافة شق انمائي اليه. وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي منذ مساء الاحد علينا الان ان نقر ميثاق نمو من اجل المزيد من التنافسية متقدما بذلك خطوة في اتجاه هولاند. ومن جهته قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه باروزو لدينا هدف مشترك واضح: تحريك الاقتصاد الاوروبي لتحقيق نمو دائم. وعلى هولاند ان يباشر العمل على تشكيل حكومته ولا سيما اختيار رئيس الوزراء فيما دعت اوساطه الفرنسيين منذ الاحد الى تاكيد وتصعيد الانتصار الاشتراكي في الانتخابات التشريعية في 10 و17 جوان، فيما حذر اليمين من تركيز السلطة بشكل مسرف بيد طرف واحد.