ينظم قسم العلوم الإنسانية بجامعة عمار ثليجي بالأغواط الملتقى الوطني الأول حول مكتسبات الثورة الجزائرية وتفعيلها بين التحدي والانفتاح يومي 21 و 22 ماي الجاري. يسعى الملتقى جسب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور جمال بن برطال إلى الإجابة عن تساؤلات كثيرة تتعلق بالثورة الجزائرية وحول ما إذا كانت هذه الثورة قد حقت كل أهدافها بعد بل وعقب الاستقلال خاصة و أن الثورة الجزائرية تعتبر معجة القرن العشرين، على الرغم من أنها لم تكن وحيدة زمانها إلا أنها فعلا وحيدة زمانها وهل تمكنت الأقلام الجزائرية بمختلف أطيافها من معالجة جميع الجوانب المتعلقة بالثورة و ما سايرها، وما أيسر السبل وأقصرها لنقش روح الوطنية الحقة في قلوب شبابنا، وكيفية استثمار عظمة الثورة الجزائرية في بناء جزائر قوية بتاريخها المجيد واثقة بأهداف ثورتها المظفرة ومبادئها، ناهيك عن مناقشة أسباب نجاحها ، وتدارس الكتابات التاريخية التي سايرتها . الملتقى الذي ينظم في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال و الشباب يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها الخروج من التأريخ الشفوي إلى التدوين التاريخي، تشجيع الكتاب و المؤرخين الجزائريين لكتابة التاريخ، والربط بين جيل الثورة والجيل الحالي مع ترسيخ الولاء لمكتسبات الثورة الجزائرية الكبرى. وتهتم محاور الملتقى حسب الصحافية فائزة ريان بكار أستاذة بشعبة الاعلام و الاتصال بالإحاطة بظروف التحضير للثورة الجزائرية و اندلاعها، و دور الإعلام و الاتصال إبان هذه الثورة، بالإضافة إلى دور الحركة الإصلاحية في الحفاظ على الهوية الوطنية، كما سيتم تدارس مساهمة الثورة الجزائرية في حركات التحرر العالمية، ومكانة الثورة الجزائرية في الكتابات التاريخية والأدبية والدراسات السوسيولوجية، و دور المؤسسات الإعلامية في تفعيل مكتسبات الثورة الجزائرية، زيادة على مناقشة الطموح والرغبات التي بنيت على مكتسبات الثورة وأثرها في الولاء للوطن ومكتسبات الثورة بين المنهج السردي والمنهج النقدي. حضر الملتقى إلى جانب السلطات المدنية و العسكرية و على رأسها والي الولاية يوسف شرفة والمنتخبين، مجموعة من الأساتذة والمؤرخين من مختلف جامعات الوطن وعدد من الشخصيات الوطنية والثورية بينهم المجاهد لمين بشيشي والعقيد عمار معمري أحد مؤسسي الإذاعة الجزائرية وعبد القادر نور كاتب في تاريخ الثورة الجزائرية والمجاهد عبدالعزيز شكيري الذي قام بإنزال العلم الفرنسي من مبنى الإذاعة و التلفزيون الجزائري جمع غفير من المواطنين و الطلبة. كما أكد الدكتور عبد الرازق قسوم في كلمته الافتتاحية على أن الحديث عن مكتسبات الثورة ينبغي أن يكون مسبوقا بالحديث عن آلامها وويلاتها التي كانت سببا حقيقيا في السعادة التي ينعم بها الشعب الجزائري و من هذه المكاسب استطرد قائلا إعادة الإنسانية إلى الانسان في هذا الوطن، ليعتز بلغته ودينه وهويته التي هي مقومات تحقق الانتماء الذي يحصن له ضد الزلازل التي تحدثها مختلف الاديولوجيات، مما يستوجب تحيين التطعيم الروحي بالافتخار بتاريخ الجزائر الذي يستدعي بحسبه من الشاهد أن يقدم الحقيقة بكل أمانة، وعلى الكاتب والباحث أن ينقلها بكل صدق وموضوعية مجرة من العاطفة والتعصب. الملتقى الذي أعطى إشارة انطلاقه والي الولاية وأصغى فيه الحضور لتلاوة المقرء الدكتور حسيني وعليلي مجاز في القراءات الخمسة، واستمتع فيه الجميع بقصيدة حول الموضوع للدكتور زيد الخير مبروك، سيدوم يومين تتخلله جملة من المداخلات من أهمها مجازر فرنسا في الجزائر للدكتور محمد الأمين بلغيث من جامعة الجزائر و انطلاق الثورة الجزائرية للأستاذ الدكتور محمد لحسن زغيدي من جامعة الجزائر، ومن ثمة التوزع إلى 04 ورشات تتناول كل منها أحد محاور الملتقى المتمثلة في الثورة الجزائرية "التحضير و الاندلاع" ودور وسائل الاعلام والاتصال أثناء وبعد الثورة، ومكانة الثورة الجزائرية في الكتابات التاريخية و الأدبية و الدراسات السوسيولوجية، و دور الثورة الجزائرية في حركات التحرر العالمية. وسيتوج الملتقى بتوصيات وتكريم المشاركين، وزيارة روحية للزاوية التجانية بعين ماضي.