كشف مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، التاريخ وعلم الإنسان الدكتور سليمان حاشي عن الخطوط العريضة لمجموع الملتقيات التي سيتولى المركز تنظيمها في إطار ما أسماه ب"سنة إفريقيا". وقد أحصى المتحدّث خلال ندوة صحفية عقدها أمس، سبعة ملتقيات تستهل بالملتقى الدولي حول "الانتروبولوجيا الافريقية" الذي ينظّم من الفاتح إلى الرابع جويلية المقبل بمركب "الهادي فليسي"، ويعدّ هذا الملتقى الأوّل من نوعه الذي يجمع الدول الإفريقية للحديث عن نفسها بعد أن تعوّدت أن تُدرَس بدل أن تَدرُس مجتمعاتها، موضّحا في سياق متّصل أنّ هذا الملتقى سينظّم تقديرا لأربع شخصيات إفريقية هامة قدّمت الكثير لهذا العلم وسعت إلى دراسة انثروبولوجية شعوبها في مقدمتهم جومو كنياتا الانثربولوجي المعروف الذي قال "كنا أرانب تجارب وسنصبح صيادين"، واحمدو همياتي با وكذا شيخ أنتا ديوت المعروف بدراسته للثقافات الإفريقية القديمة إلى جانب الكاتب والباحث الجزائري مولود معمري. ومن المنتظر أن يشهد الملتقى، حسب مدير المركز، حضور 62 انتروبولوجيا من 24 بلدا إفريقيا لمناقشة أربعة محاور أساسية، تتناول بداية "الثقافة غير المادية في إفريقيا" ويشمل كلّ ما له علاقة بالأدب الشفوي والتقاليد الروحية والدينية، إلى جانب "تطوّر الهياكل الاجتماعية والسياسية" في هذا المجال، "الهوية وتطوّرها في المجتمعات الإفريقية"، و"الابستيمولوجيا والمنهجية المستعملة في هذه الدراسات"، وأوضح في هذا السياق أنّ الأساتذة المحاضرين سيسعون في هذه النقطة إلى دراسة المناهج التي كانت تستعمل من طرف الباحثين الغربيين الذين سعوا إلى دراسة المجتمعات الإفريقية من منطلق أنّها مجتمعات لا تملك حضارات وإنّما ثقافات مختلفة وأكثر من ذلك كانت تعتبر أنّ شعوب إفريقيا وآسيا والمحيط والأمريكيتين هي أدنى درجة من البيض وريث التراث الإغريقي اللاتيني واليهودي -المسيحي. وفي حديثه عن المسعى من تنظيم الملتقى، أشار الأستاذ يوسف نسيب المشرف على اللجنة التحضيرية للملتقى أنّه سيمنح فرصة للانترولوجيين الأفارقة للتعارف فيما بينهم وكذا فحص ودراسة المناهج المستعملة واكتشاف الهياكل المتوفّرة والموزّعة وأخيرا بحث آفاق التعاون بين مختلف معاهد البحث وكذا إمكانية تسطير برنامج عمل مشترك يجمع كلّ الانثرولوجيين الأفارقة. أمّا ثاني ملتقى دولي يتولى تنظيمه المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ فيتمثّل في "ملتقى فرانتز فانون" المنتظر أن تحتضنه المكتبة الوطنية في الفترة ما بين 7 إلى 8 جويلية المقبل، وسيشهد حسب الأستاذ حداب المشرف على اللجنة التحضيرية مشاركة 35 باحثا من الذين عرفوا فرانتز فانون ودرسوا فكره من خلال أربعة محاور رئيسية هي "حياة المفكّر الطبيب"، "راهنية فكر فرانتز فانون"، "مناهج العلاج النفسي" التي تبناها الطبيب والتي كانت تقوم حسبه على التحرّر، كما سيناقش الباحثون في محور أخير "البعد النفسي والسوسيولوجي" لصاحب "بشرات سوداء وأقنعة بيضاء"، وقبل ذلك سيعرف الملتقى عرض فيلم وثائقي للمخرج عبد النور زحزح أنجزه حول فرانتز فانون. وإلى جانب هذين الملتقيين تحمل جعبة المركز خمسة ملتقيات دولية كبرى أخرى، يناقش اولها "المؤسسة الاستعمارية والحركات التحرّرية الوطنية في افريقيا" ما بين 13 إلى 16 جويلية المقبل، "المرأة الإفريقية وتطوّرها" ، وملتقى "أفريقيا ما قبل التاريخ" الذي ينظم من 25 إلى 27 أكتوبر المقبل بمدينة سطيف بحضور باحثين من إفريقيا، أوروبا وأمريكا، كما سينظّم المركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ الطبعة السادسة لملتقى الصوفية الذي سيناقش هذه المرة الطريقة القادرية والتجانية وذلك بمدينة أدرار شهر نوفمبر المقبل، وآخر ملتقى مبرمج هو ملتقى "الثقافة الشفهية في إفريقيا" شهر ديسمبر المقبل، والذي ينظم في طبعته الثانية بعد أنّ سبق للمركز أن نظمه في طبعة أولى سنة 1989 .