يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيده العسكري الخطير ضد قطاع غزة حيث نفذ هذا السبت عدة غارات على مدنه بحجة الرد على صواريخ المقاومة الفلسطينية في تطورات تهدد بانهيار تفاهمات تمت مؤخرا بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لاستعادة حالة التهدئة . وشنت مقاتلات حربية إسرائيلية فجر هذا السبت سلسلة غارات على عدة أهداف في قطاع غزة مما أدى إلي استشهاد فلسطيني وإصابة أكثر من 20 آخرين. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة اليوم عن استشهاد طفل (6 سنوات) وإصابة آخرين بقصف مدفعي إسرائيلي . وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية ان القصف الإسرائيلي استهدف ملعبا في بلدة عبسان بخان يونس مما ادى الى استشهاد الطفل واصابة اخرين. كما قالت إذاعات محلية ان طائرات الاحتلال قصفت في حوالي الساعة الثانية فجر اليوم بصاروخين مبنى الصيانة وملعب تدريب الأمن الوطني الكائنين في مبنى السرايا وسط مدينة غزة مما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من رجال الأمن وأربعة فلسطينيين من المدنيين. وقال شهود عيان ان القصف الاسرائيلي على مبنى السرايا ألحق اضرارا مادية كبيرة بعدة سيارات مدنية وعسكرية وكذلك بعدد من الأبراج السكنية ومنازل الفلسطينيين والمحال التجارية المجاورة. وأغارت طائرات الاحتلال على موقع تابع لكتائب القسام على ساحل دير البلح وسط القطاع مما أدى إلى إصابة فلسطيني من المارة . وكان فلسطيني استشهد وأصيب اثنان آخران مساء الجمعة إثر استهداف طائرة استطلاع إسرائيلية لمجموعة من الفلسطينيين شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. وفي نفس الليلة شنت مقاتلات حربية اسرائيلية ثلاث غارات على اهداف لحركة حماس اسفرت عن سقوط عشرين جريحا. وتأتي هذه الغارات بعدما اعلن الجيش الاسرائيلى ان صاروخين اطلقا الجمعة على اسرائيل بدون ان يتسببا باصابات او اضرار. وتوعد الجيش الإسرائيلي بمواصلة ضرباته الجوية في حال استمرار القذائف التي تطلقها المقاومة في غزة والتي حملت بدورها إسرائيل المسؤولية عن استمرار التصعيد العسكري في القطاع. وجاءت هذه التطورات بعد يومين على سريان تفاهم جرى التوصل إليه برعاية مصر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لاستعادة حالة التهدئة في قطاع غزة ابتداء من منتصف ليلة الأربعاء الى الخميس الماضية بشكل متبادل بعد ثلاثة أيام من التوتر بين الجانبين أسفرت عن استشهاد تسعة فلسطينيين. واما هذا التصعيد دعا صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, روسيا وفرنسا وبريطانيا لاستمرار بذل الجهود بهدف تثبيت تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة في قطاع غزة. جاء ذلك أثناء لقاء عريقات يوم /السبت/ مع ممثل روسيا الاتحادية لدى السلطة الكسندر رادكوف, والقنصل الفرنسي العام فردريك دوسيجنيه والقنصل البريطاني العام السير فنست كل على حدة. وأكد عريقات أن تثبيت التهدئة بشكل شامل ومتبادل ومتزامن يعتبر مصلحة لكافة الأطراف ذات العلاقة مشددا على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستمر في بذل كل جهد ممكن لتثبيت التهدئة وحماية أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وشدد على أن تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع وتكثيف النشاطات الاستيطانية وفرض الحقائق على الأرض وخاصة فيما يتعلق بمدينة القدسالشرقيةالمحتلة وزيادة الجرائم الاستيطانية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربيةوالقدس بما في ذلك حرق المساجد والمزارع والممتلكات إضافة إلى تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان " للتخلص" من الرئيس عباس ورفض الإفراج عن الأسرى والمعتقلين وخاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994 تشكل في مجموعها انعكاسا لسياسة ولبرنامج الحكومة الإسرائيلية التي تتحمل المسئولية الكاملة عن انهيار عملية السلام ولنتائج وتبعات هذه السياسات.