بحضور جمع من المثقفين المبدعين في الأدب القصصي والشعري والفن التشكيلي ، وبقاعة المحضرات لدار الثقافة ، شهدت ولاية بشار ميلاد أول ناد للثقافة والإبداع الأدبي ،والفكري ، كفرع للجمعية الوطنية الجاحضية ، حفل التنصيب أشرف عليه ( السيد الأستاذ محمد تين )رئيس الجمعية ، كما أعلن عن تنصيب الأديبة ( علاوي مليكة ) أستاذة الأدب العربي بثانوية أبي الحسن الأشعري، كرئيسة لهذا الفرع ، مع بقية الأعضاء المكونين لمكتب النادي من الأدباء والمثقفين الشباب ، وفي كلمة له لدى افتتاحه لهذا الحفل الثقافي ،أشار الأستاذ تين محمد رئيس جمعية الجاحضية ،إلى الوضعية الراهنة للمثقفين ، من خلال العزلة التي يعيشون فيها ، داخل القطاعات التي ينشطون فيها ،وهذا واقع لم يلائم ولم يساعد على تشكيل نخبة تفتح الأبواب ، وتجنب الأمة لما وقعت فيه منذ عشرون سنة ،على حد تعبير رئيس الجاحضية ، الذي أضاف بأن تأسيس هذه الأخيرة قام على أساس ( لا إكراه في الرأي )، أما عن المغزى من تأسيس هذا النادي ببشار ، فيرى الأستاذ تين محمد بأن كل النشاطات تكاد تكون مركزة بالعاصمة ، مع أنه وعلى امتداد ربوع الوطن هناك مواهب ونوابغ تبحث عن الظهور ولكنها لم تجد لذلك سبيلا ، فقررت الجمعية أن تتنقل ،وتتواجد بكافة أنحاء الوطن، من أجل تسليط الضوء على هذه المواهب ، وهذا عمل طوعي من طرف أعضاء هذه الجمعية ،وبمساعدة هؤلاء المتواجدين بكافة بقاع الجزائر العميقة ، يقول رئيس جمعية الجاحضية ، ويضيف بأن الجاحضية ومنذ مؤتمرها الأخير قد نظمت عملها على أساس نوادي متخصصة على المستوى المركزي ، وأخرى على المستوى المحلي ، يلتحق بها كل من له استعداد للنشاط الثقافي والإبداعي، وهذا هو الإطار الذي جعلنا ننشئ نادي الإبداع الثقافي اليوم ببشار ، وذلك لما تزخر به المنطقة من طاقات ثقافية هائلة ، وخاصة توفرها على مكتبة زاخرة بالقنادسة ، والتي تعتبر منارة للعلم ،فالتراث هو الأساس والقاعدة التي تنطلق منها أي أمة .وأن تأسيس هذا الفرع اليوم ببشار ما هو إلا انطلاقة ،وأن الجاحضية تمد يدها لكل الجزائريين مهما كانت قناعتهم ،ومهما كان مستواهم الذي بلغوه في العطاء الثقافي أوالفكري أو الإبداعي ،فالجاحضية تأخذ بأيدي الجميع من أجل تواصل الأجيال . كما تخلل هذا الحفل عدة قراءات قصصية وشعرية لمبدعين من بشار ،كالأستاذ القاص عطاوي الذي قدم قصة قصيرة ( على الهامش ) من مجموعته القصصية ( أوهام لم تتحقق )، كما قدمت الأديبة الصاعدة والقاصة الشابة والموهوبة العيشاوي فاطمة الزهراء قراءة لمقتطفات من قصصها الصغيرة ك (زمن غريب وأناس أغرب )و( أنا قريب بمسافات )و( اكتفيت باثنين ) و( قسائم الروح ) ،أما الأستاذ عبد القادر بن سالم فقد قدم مداخلة تعرض فيها إلى المراحل التي مرت به الحركة الثقافي والأدبية ببشار ، إبتداء من المرحلة التي كان يمثله مجموعة من الكتاب منهم محمد ولد الشيخ ، ومحمد ولد السهول المعروف باسم يسمينه خضرة،والروائي الرابحي الذي هاجر إلى فرنسا في الأربعينات ، فالروائية الطبيبة مليكة مقدم ،ثم تأتي المرحلة الثانية والتي يمثلها الروائي الصامت فزيوي والذي يرى المحاضر بأن كتاباته كانت جلها مثيرة ، ومن كتبه نذكر كتاب( من أكواخ القنادسة إلى ناطحات نيويورك ) ، فالكاتب والروائي الصامت أيضا جابري الأستاذ بثانوية القنادسة ، والذي يكتب الأدب الكلاسيكي على غرار نجيب محفوظ وغيره ، فالمرحلة التي ينتمي لها جيل الروائي والقاص الأستاذ حسين فلالي والأديب عبد القادر بن سالم وآخرون ، فالجيل الحالي أو جيل الشباب ويمثله مجموعة من الكتاب من بينه الأستاذ عطاوي الطيب ن والشاعرة بلوفة حليمة والشاعرة القاصة جميلة طلباوي والأديبة مليكة علاوي، أما الشاعرة ( النانة لبات الرشيد ) التي جاءت من مخيمات اللاجئين الصحراويين ، وكانت قد زاولت دراستها الثانوية بمدينة بشار ،وقبل أن تقدم مساهمتها بهذه المناسبة ،تعرضت بالحديث عن تجربتها في الكتابة الأدبية والفكرية فتقول:- ( أنها تخوض غمار الرفع من المستوى الثقافي في منطقة استثنائية بكل المقاييس وهي منطقة اللاجئين الصحراويين ، منطقة استثنائية لأن أهلها لاجئون فروا من وطنهم ،وهو عنوان عندما تنضوي تحته صور كثيرة من المرارة ،صور كثيرة من الخصوصية ،صور كثيرة من المعاناة والعوز وما إلى ذلك ،فأن ترفع من المستوى الثقافي في المخيمات شيء ليس بالسهل في وقت الثقافة هي حاجة ،كما هي الحاجة إلى مقتضيات الحياة ، ولكننا في ظروف تبقى فيها الأولويات متر تبة ، وفي رأي أن ضحالة الواقع الثقافي في أي منطقة كانت تعود بالأساس إلى تقاعس المثقف