*الفلاحون يأملون أن تدرج المادة ضمن الزراعات الإستراتيجية بعدما وصل سعرها إلى 300 دج للكلغ تشير أرقام ونسب رسمية أخذناها من شبكة الأنترنت لتطور البورصة العالمية في أسعار البقول الجافة، أن أسعار الحمص بصورة خاصة إرتفعت خلال شهري جويلية وأوت المنصرمين إلى 120 بالمائة على ما كانت عليه خلال السنوات الفارطة. ويرى العارفون بالقطاع بولاية عين تموشنت أن دخول بعض الدول المصدرة لمادة الحمص في مشاكل سياسية داخلية، حالت دون تصدير هذه المادة الأساسية إلى البلدان التي نتعامل معها، من ذلك نجد سوريا المتعامل الإقتصادي الأول للجزائر في مادة الحمص وهو عامل آخر زاد في الطين بلة. وبالإضافة إلى أن هناك عاملا آخر يتعلق بعدم ترقية زراعة الحمص إلى زراعة إستراتيجية يعوّل عليها، بإعتبار أن عدة ولايات لها خصوصية مناخية تتلاءم مع غراسة هذا النوع من البقوليات الذي يعد أساسها على طاولة كل الجزائريين، منها ولاية عين تموشنت التي تحقق سنويا نتائج إيجابية في المردود والإنتاجية وأفضل دليل عن ذلك حصولها السنة الفارطة على جائزة من قبل الوزارة الوصية بعدما حقق الإخوة بلغراس إنتاجا يفوق ال 25 ألف قنطار وهي كمة كافية لتلبية إحتياجات الولاية، ناهيك عن المستثمرين الذين زرعوا وأنتجوا عبر مختلف البلديات. * تحقيق 66 ألف قنطار وفي إتصال مع مدير قطاع الفلاحة الذي أفادنا بلغة الأرقام أن ولاية عين تموشنت، تعرف تطورا مستمرا سنة بعد سنة وهذا نتيجة السياسة المنتهجة في قطاع الفلاحة. وفي هذا الإطار تم غرس في سنة 2008 ما مساحته 6150 هكتار من الحمص وفي الموسم الموالي تم غرس نفس المساحة وفي سنة 2010- 2011 تم غرس 6800 هكتار لتعطينا إنتاجا يعادل 97575 قنطار بمعدل 8,4 قنطار في الهكتار. أما الموسم الحالي 2011 - 2012 فقد غرس 8800 هكتارا أنتجت 66300 قنطار بمعدل 8,30 قنطار في الهكتار. ولعل المتمعن في الأرقام سيجد أن هذا الموسم كان الإنتاج فيه ضئيلا بالنظر إلى المساحة الأخرى التي تفوق بكثير المساحة المغروسة بالحمص للسنة الفارطة، وهذا راجع حسب السيد مدير المصالح الفلاحية إلى شح السماء وعدم تساقط الأمطار نهاية شهري أفريل وماي المنصرمين، وهي الفترة التي تنمو فيه الحبّة وتكون جاهزة وملائمة. ولكي نعود إلى الفكرة الأولى التي مفادها أن زراعة الحمص لا تدخل في الزراعات الإستراتيجية الموجودة في الجزائر، فإن هذا الموقف بالذات يراه مهندسو الفلاحة والعارفون بأمور البقوليات سلبيا على الولايات التي تمتاز بخاصية مناخية فريدة من نوعها على مستوى التراب الوطني، وذلك كونها مؤهلة بمعطيات جيوليوجة تجعلها رائدة في زراعة البقوليات باعتبارها منطقة ميكروزون تتوفر فيها التهوية وبها تربة ثقيلة تحفظ نسبة من الماء، تستعلمها عند الحاجة إليها. وفي هذا الوضع نجد أن معظم أو جميع الفلاحين يعتمدون في زراعة الحمص على وسائلهم الخاصة دون تدعيم لهذه المادة بإعتبارها ما تزال لم تسجل من قبل الوزارة كمادة استراتيجية لها حقوق بالتعبير المجازي، وهذا لتطويرها . وقد إستطاعت ولاية عين تموشنت توفير كمية هامة من الحمص هذه السنة لتعاونيات البقول الجافة حيث تم تسليمها 200 قنطار من الحمص منها 150 قنطارعبارة عن بذور. وعن سؤال حول ما إذا كان إنتاج الحمص يفي بحاجيات سكان الولاية ويغطي إحتياجاتم الغذائية فإن الجواب كان سهلا، حيث قام مسؤول القطاع بتقسيم عدد سكان عين تموشنت البالغ 38900 ساكن على الإنتاج المحصل عليه هذه السنة والمقدر ب 66300 قنطار حيث تبين أن كل فرد بإمكنه إستهلاك 09 كلغ من الحمص ويبقى الفائض. وتساهم ولاية عين تموشنت من15 إلى 18 بالمائة في الإنتاج الوطني، وهي كمية جد معتبرة، ومن الممكن جدا أن ترتفع في غضون السنوات القليلة القادمة، بإعتبار أن مديرية المصالح الفلاحية تقوم على مدار السنة بسلسلة من الإرشادات يستفيد منها الفلاح وذلك عن طريق مرافقته وتتبع عمله الفلاحي وهو داخل أرضه بدء بعملية الحرث التي عادة ما تكون ناجحة إلى مرحلة الزرع ثم كيفية الإعتناء بالبذرة وهي داخل التربة وأثناء نموها إلى غاية ضرورة نزع الأعشاب الضارة ثم الجني. ومن الأمور الجديدة والتقنيات الحديثة التي أدخلت في عملية زرع الحمص، هو إستعمال آلة تضبط تحت النبتة وتقوم بصورة آلية بنزع حبات الحمص، عكس العمل السابق أين كان الفلاح يستعين بيد عاملة بأسعار باهظة بإعتبار أن قطفه ونزع الحبة جد صعب تتخلله إصابات بجروح على مستوى اليدين. لكن المشكل الوحيد الذي يبقى يحوم على هذه الشعبة هو عدم إدراجها ضمن إستراتيجية كمادة تخصص لها أغلقة مالية للتوسع على مساحات أخرى تكون مسقية. * مناطق رائدة ومن ضمن البلديات الرائدة في إنتاج مادة الحمص بولاية عين تموشنت نجد بلديات عين تموشنت وعقب الليل وأغلال وعين الكيحل بالإضافة إلى عين الطلبة، وهي مناطق تبقى فيها العائلات تستهلك هذه المادة على مدار السنة خاصة في أيام الشتاء والربيع، بإعتبارها عائلات فلاحية تعتمد على الموادالتي تنتجها للإسترزاق وتتغذى بها ونفس الشيء يقال عن الفول والعدس والفاصولياء حيث تعد هذه المواد ضرورية لتحقيق الإكتفاء الذاتي على مدار السنة، بالإضافة إلى الخضر الموسمية بدء بالطماطم والجلبانة والكرمب والشوفلور والخرشف وغيرها من خضروات التي لا تحتاج بعض العائلات الفلاحية لشرائها من الأسواق. ورغم الإنتاج الوافر الذي حققته ولاية عين تموشنت في مادة الحمص، إلا أن هذه الأخيرة عرفت في الأوقات الراهنة ندرة وغلاء حيث وصل سعره إلى 250 دج للكلغ الواحد في الدكاكين والأسواق الأسبوعية، أما العائلات الفلاحة فتبيعه ب 150 دج للكلغ الواحد. وقد أرجع أهل الإختصاص سبب هذه الظاهرة إلى إقبال الوكلاء وتجارالجملة على شراء الحمص من الحقول مباشرة بأثمان مضاعفة رفعت من شأنه وجعلت العائلات تدخر إلا القليل منه. أما باعة أكلة الكارنتيكا والمتواجدين بكثرة بولاية عين تموشنت، فقد حسموا الأمرمسبقا ورفعوا سر قطعة الخبز إلى مابين 15 إلى 20 دج، بعدما كان ما بين 5إلى 10 دج، وهي معادلة منطقية إذا نظرنا إلى ثمن الحمص الذي يشتريه هؤلاء الباعة. * شعبة قديمة والجدير بالذكر أن ولاية عين تموشنت لها مستقبل زاهر في غراسة الحمص بإعتبارها عمل قام به الأجداد منذ الحقبة الإستعمارية، وكان هذا الحمص لجودته ومذاقه المتميز يباع بأضعاف ثمنه في فرنسا وإسبانيا وحتى إنجلترا حسب ما ذكره لنا البعض من الفلاحين نقلا عن أبائهم وأجداداهم، حيث كان السكان لا يشترون هذه المادة، وبدورهم كان التجار لا يقدمون على جلبها إلاّ نادرا. أما العائلات المعوزة فإن عولتها من الحمص وجميع البقول الجافة تأتي من العائلات الفلاحية التي تزكي من محصولها ومن غنائم وبفضل الكريم، وهكذا كانت الحياة الإقتصادية بولاية عين تموشنت قبل أن تصبح ولاية قائمة بذاتها، بعد ذهاب الإستعمار الفرنسي. * للتذكير فإن الوزارة تكرم حسن المنتجين هذه السنة ومنهم سبعة (07 ) فلاحين مستثمرين بولاية عين تموشنت إستطاعوا أن يتحصلوا على إنتاج وافر في مادة القمح بنوعيه الصلب واللين بمعدل 50إلى 51 قنطارا في الهكتار الواحد عكس السنة الفارطة أين تم تكريم وإعفاء جائزة للإخوة بلغراس عن إنتاجهما المميز والجيد في مادة الحمص. وحسب السيد بلغراس فإنّ العمل الفلاحي الجيد يقتضي أن نقوم بغرس مادة الحمص مرّة كل سنتين على نفس الأرضية الفلاحية حيث تم غرس السنة الفارطة مساحة كبيرة من هذه المادة، وهذه السنة تم غرس القمح حتى ترتاح التربة وتكون لها أغذية وأسمدة في جوفها تساعد هذه السنة على إعادة غرس الحمص وهي تقنية فلاحية عالمية معمول بها في كبريات الدول المنتجة للبقول الجافة خاصة الحمص، الذي أصبح الحديث عنه في المقاهي ومكاتب العمل لإرتفاع سعره المفاجئ وغير المنتظر.