ألقت مصالح الأمن لولاية عين تموشنت القبض على أكبر تاجر مخدرات على المستوى الوطني حتى الدولي مسقطين بذلك القناع على وجه كان بالأمس القريب من أشرف مواطني الولاية وأنبلهم. القضية كانت تستدعي من المدير الولائي من عين تموشنت إجراء ندوة صحفية في ساعات متأخرة من مساء أمس على مستوى مقر الأمن وهذا لشرح حيثياتها وتفاصيلها التي بدت في الوهلة الأولى كأحد سناريوهات الأفلام الإيطالية لذكاء وعبقرية أبطالها. القضية تعود إلى حوالي شهر عندما ألقت مصالح الأمن القبض على شخص قام بتزوير جواز سفر بإستعمال إسم لشخص ميت وأراد الخروج به إلى المملكة المغربية وكان محل بحث من قبل رجال الأمن بتهمة المتاجرة بالمخدرات، حيث ألقي عليه القبض وتبين أنه يقطن بولاية مشرية، فإلى هنا بدت القضية عادية ، لكن تبين فيما بعد أن لهذا الشخص الذي أحيل على العدالة أخ بعين تموشنت، وأفضت تحقيقات إلى أن أخ المتورط فاحش الثراء ومعروف بإحسانه وصحبته للمسؤولين، بلا أكثر من ذلك فهو من الشرفاء والنبلاء... هذا الأخ إستقر رفقة عائلته سنة 2004 أين كان محل بحث من قبل مصالح الأمن لتورطه في قضية المتاجرة بالمخدرات رفقة أخرين له. ولدهاءه قام بإستخدام إسم ولقب صهره المسمى (ب.ب) والقاطن بمدينة مشرية أما إسمه الحقيقي فهو (ب. م) وإستطاع منذ ذلك الوقت وبطريقة التمويه أن يحرك أعماله المتمثلة في تبييض الأموال والمتاجرة بالمخدرات، وشراء أكبر عدد من الفيلات داخل عين تموشنت وبضواحيها أما السيارات من نوع 4X4 فحدث ولا حرج عن عددها وعدد السيارات الفاخرة، وأمّا داخل أسرته فقد كان أولاده ينادونه بإسم «خالي» أي أخ أمهم ، وهم جميعا على دراية بالمكيدة، ومن هنا بدأت التحقيق في الحالة المدنية وبالتالي تمكن المتورط بالتلاعب في الوقت الذي بقيت مصالح الأمن لعدد من الولايات تبحث عنه بإسمه الحقيقي وهو (ب. م) وعندما تأكدت ذات المصالح الأمنية من معرفة هويته خاصة عندما تم حجز 40 قنطارا من الكيف بمكمن بن عمار بمشرية عندئذ سافر المتورط في حدود الساعة الثانية صباحا لا لشيء وإنما كون البضاعة تعود لأحد من أصهاره وأثناء البحث عن هوية المتورط بمدينة مشرية وصل إلى مسمامع المتورط الخبر، فغير بعين تموشنت مسكنه وسياراته وأماكن جلوسه وحتى في شخصيته، إلا أن لقي القبض عليه في مكان ما بعين تموشنت، وعندما واجهته مصالح الأمن بإسمه الحقيقي وهو (ب.م) أنكر وقال أن إسمه (ب.ب) وهنا قدم له الدليل القاطع عن طريق وثائق إثبات فأغمي عليه.