كشفت مصادر أمنية عن تفكيك شبكة إجرامية دولية امتد نشاطها من الجزائر العاصمة إلى غرداية، نفذت عملياتها التي تراوحت بين القتل والتهريب والمتاجرة في الهروين والبشر عبر 12 ولاية، بعد إلقاء القبض على 22 من عناصرها فيما ما يزال 10 آخرين في حالة فرار. حسب المعلومات التي حصلت عليها »صوت الأحرار« فإن التحقيقات المشتركة بين مصالح الأمن والدرك الوطني تعود إلى ثلاثة أشهر ماضية بعدما تجاوزت جرائم هذه الشبكة كل الحدود وبعد تلقي عدة شكاوي من الضحايا، حيث تم تسجيل 95 جريمة ارتكبتها هذه الشبكة، منها ما يتعلق بالنصب والاحتيال وكذا المتاجرة في المخدرات والقتل والتهريب فضلا إلى جانب الدعارة. وتؤكد المصادر الآنفة الذكر أن اتساع المجال الجغرافي الذي تنشط فيه هذه الشبكة والذي امتد إلى 12 ولاية صعّب من التحقيقات وجعلها تأخذ كل هذا الوقت، أي ثلاثة أشهر، قبل أن تتمكن مصالح الأمن مؤخرا في وضع يدها على أهم رؤوس الشبكة فيما لا يزال البحث جاريا بشأن 10 آخرين في حالة فرار. وقد بدأت مصالح الأمن تحقيقاتها استنادا إلى المعلومات الأولوية من مراقبة ورصد فيلا بعين البنيان، تبين لاحقا أنها ملك لنائب سابق في البرلمان، ولم تكشف مصادرنا فيما إذا كان النائب متورطا في الشبكة أم أن الأمر يقتصر على استغلال عناصر الشبكة للفيلا التي يملكها هذا النائب والتي كانت مخزنا لكميات من الهروين يتم ترويجها انطلاقا من هذا المكان، وقد ألقت مصالح الأمن القبض على 12 من عناصر الشبكة داخل الفيلا، وبعد التحقيق معهم تبين أنهم ينتمون لشبكة دولية منظمة تنشط عبر عدد من الولايات وتقوم بالاتجار في لمخدرات والبشر . وانطلاقا من المعلومات التي أدلى بها الموقوفون في فيلا النائب الأسبق بعين البنيان نجحت مصالح الأمن في توسيع تحقيقاتها وتمكنت من الوصول إلى عناصر الشبكة الذين ينشطون بولاية وهران والذين يحضرون المخدرات من الحدود الغربية بين تلمسان والمغرب، ليعاد تسويقها في العاصمة ، حيث نجحت مصالح الأمن في استرجاع كميات من القنب الهندي ومن حقن الهيروين. كما قادت التحقيقات إلى ولاية غرداية ثالث أهم مركز للشبكة بعد التحقيق مع رعيتين إفريقيتين كانا ضمن الشبكة التي تم إلقاء القبض عليها بالعاصمة وبعد عملية التحري معهم تم الكشف أنهم قدموا من مالي بوثائق مزورة وقاموا بتهريب أزيد من 30 إفريقيا نحو الجزائر بهويات ووثائق مزورة واستنادا إلى المعلومات التي قدمها الأفارقة الذين كانوا ضمن الشبكة فإن عملية تزوير وثائق الهوية كانت تتم بالعاصمة بإحدى الورشات بباش جراح وهي الورشة التي فككتها مصالح الأمن وحجزت فيها وثائق هوية وجوازات سفر وتأشيرات مزورة كانت تحمل أسماء الأفارقة الذين تم تهريبهم من مالي ومن بوركينافسو وأوغندا والنيجر، قبل تهريبهم إلى الضفة الأخرى للمتوسط عبر السواحل الجزائرية. أما الرأس المدبر للشبكة، تؤكد مصادرنا أن مصالح الأمن حددت هويته وهو جزائري كثير التردد على فرنسا يدعى له سوابق عدلية في مجال المتاجرة بالمخدرات وصدر في حقه 12 أمرا بالقبض من طرف العدالة إضافة إلى مذكرة بحث من طرف الأنتربول وقالت مصادر على إطلاع بالقضية أنه يوجد حاليا خارج الوطن.