من بشائر القدر أن نحتفل معا هذه الأيام بثلاث مناسبات طيبة عزيزة ومجيدة نستقبل في مستهلها عيد الأضحى المبارك وبعده مباشرة ذكرى إسترجاع السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون ثم ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة لقد بذلت الإذاعة الجزائرية في السنوات الأخيرة مجهودا كبيرا في سبيل النهوض بمستواها تنظيما وأداء ويرمي جانب كبير من هذا الجهد إلى تحسين ظروف العمل وتمكين عمالنا من فرص التكوين والتأهيل ومن ثمة تمكينهم من فرص النجاح يتم كل هذا عن طريق تكثيف برامج التكوين وهو المجهود الذي بدأنا نجني ثماره من خلال مركز التكوين الكائن في مقر إذاعة تيبازة الجهوية والذي احتضن في فترة شهور قليلة فقط سلسلة من الدورات التكوينية التي أشرف على البعض منها خبراء أجانب والبعض الآخر كفاءات من أبناء المؤسسة. هذا إلى جانب إستكمال المجهود الإصلاحي المتعلق بكسب رهان التكنولوجيا الرقمية بحيث نعتز بكوننا نجحنا في رفع تحدي الإنتقال الكامل من النظام التماثلي إلى النظام الرقمي اعتمادا على إحدى أنجع الدعائم الرقمية المتمثلة في نظام "NETIA" الذي يتعين على القنوات الوطنية تطبيقه بصفة كاملة إبتداء من يوم 28 أكتوبر الجاري وهو النظام الذي يمكننا من التحكم أكثر في الأداء الجوهري المرتبط بالمحتوى الذي نحرص فيه كل الحرص على تعزيز مجال الخدمة العمومية منتفعين بالتوسع الهائل الذي عرفته الإذاعة الجزائرية بفضل شبكة إذاعاتها الجهوية التي صارت الآن تغطي كامل التراب الوطني وبالجودة العالية التي يوفرها نظام التعديل الترددي FM. إن فرصة الإذاعة في إمتلاك سلاح الإعلام الجواري التفاعلي بلا منازع يفرض عليها نسقا عاليا من المجهود المهني حتى تحافظ على تميزها الدائم الذي يؤهلها لأن تكون وسيطا إجتماعيا بحق خمسون سنة ومما أدراك ما الجزائر، الجزائر التي حباها الله بنعم الوئام والمصالحة والرقي والإستقرار في ظل القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في زمن عصفت فيه رياح الفتنة بأوضاع بلدان ومصائر شعوب...