تواصلت أول أمس العروض ، المندرجة في إطار فعاليات المهرجان الدولي الرابع للمسرح ببجاية التي لا تزال تستقطب إهتمام الجمهور لاسيما الشباب منذ إنطلاق هذه التظاهرة بعدما أضفت حركية غير عادية على المدينة وقد تميز اليوم ما قبل الأخير من عمر المهرجان بعرض مونولوج «قوم يابا» لمسرح إسطنبولي من لبنان الذي أبدع في تقديمه الممثل والمخرج وأيضاً مؤسس هذا المسرح قاسم إسطنبولي تمكن من خلاله من إمتاع جمهور المسرح الجهوي لبجاية على مدار أزيد من ساعة من الزمن بحضوره المتميز وأدائه الجيد على الخشبة في عرض كان متكاملاً أداء وإخراجاً تحدى فيه قاسم اسطنبولي الذي أخذ على عاتقه تكاليف ومشقة سفره إلى الجزائر وكذا كل المشاكل التقنية التي صادفته أثناء تقديمه للمونولوج ، لم تفقده صبره ولا تركيزه بل زادت من إصراره على التألق فنال منها وأرهقوها بالإرتجال والتواصل مع الجمهور من حين لآخر الذي كان سيد الموقف حتى لا يفقد العرض توازنه «قوم يابا» مونودراما حاول من خلالها ممثل لبناني أن يسرد معاناة الشعب الفلسطيني وكلاهما يتقاسمان مأساة وتنكيل الحروب التي سلبت الأرض وحتى الهواء وأثرت في نفوس وعقول الكبار والصغار على حد سواء منذ 1948 وحتى يومنا هذا يظل الشعب الفلسطيني يكابد ويلات وهمجية الإحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي لازال لا يفرق بين الزعتر والبارود في معبر الحدود !! . ضحك الجمهور كثيراً خلال هذا المونولوج الذي سلط الضوء على التشتت العربي وعدم وحدتهم والتفاهم حول قضاياهم القومية في قالب ساخر يحمل الكثير من الإستهزاء حيال الشعارات الجوفاء والمظاهر الخداعة في فيلم رخيص من إنتاج إسرائيلي واخراج أمريكي وتمثيل عربي يقول الممثل في هذا العرض من تأليف الكاتب الفلسطيني سلمان الناطور والذي يندرج ضمن مسرح الشارع ومسرح الشنطة اذ شرع اسطنبولي في عرض هذه المسرحية المتميزة ببيروت أثناء العدوان على غزة في الشوارع الرئيسية والساحات العمومية وأمام مبنى السفارة الأمريكية في عوكر وكذا في المخيمات الفلسطينية وكل الجامعات المتواجدة بلبنان وسوريا وعرضت أيضاً في مهرجان دعم غزة المنظم سنة 2008 وشاركت في مهرجان يوم الأرض سنة 2010 وفي ذكرى النكبة التي تم احياؤها في الآونة الأخيرة بالعاصمة الإسبانية مدريد . مونولوج «قوم يابا» ترك النافذة مفتوحة على أمل منتظر وغدا فصل ، وحرص قاسم على إهدائه إلى المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد التي تعتبر رمزاً للكفاح والنضال والمقاومة والصمود في العالم برمته كما أهداه أيضاً لكل الشعوب المظلومة والمضطهدة . للعلم قدم قاسم اسطنبولي منذ تأسيسه للمسرح الذي يحمل اسمه عدة أعمال متميزة على غرار مسرحية «نزهة في ميدان المعركة» و «هوامش» و «حكمة الشعب» و «تجربة الجدار» و «زنقة زنقة» التي قدمها أثناء الثورة المصرية وهي بمثابة لوحة الغضب عرضها الفنان أمام السفارة المصرية وكذا بيت الأممالمتحدة ببيروت ومن أعماله أيضاً مسرحية «عرس النصر» و «نساء بلا هوية» التي تحكي معاناة المرأة من الاحتلال لا سيما في العراق وفلسطين .