توجه أمس الناخبون الأميركيون إلى مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس رقم 45 لبلادهم في انتخابات تتوج حملة مضنية بين الرئيس الديمقراطي الطامح لولاية ثانية " باراك أوباما ومنافسه الجمهوري " ميت رومني الذي قرر تمديد حملته حتى آخر لحظة. ويبدو أن التقارب الكبير باستطلاعات الرأي والتنافس المحموم بين مرشحي الرئاسة الأميركية " باراك أوباما " وميت رومني قد يؤخر بعض الوقت حسم نتائج المعركة لكن الأميركيين الذين يتابعون النتائج قد يبدؤون في قراءة مؤشرات أوليه لهوية الفائز. وستكون فرجينيا واحدة من أهم ساحات المعركة الانتخابية من بين أوائل الولايات التي سينتهي فيها التصويت وتليها ولاية أوهايو التي توصف بأنها الجائزة الكبرى. وأظهرت استطلاعات الرأي أن السباق متقارب في كلتا الولايتين وقد لا يتم تحديد الفائز لساعات طويلة لكن أداء أقوى من المتوقع لأي من المرشحين من شأنه أن يكون مؤشرا مبكرا إلى اتجاه رياح السياسة. ويعيد التقارب في استطلاعات الرأي إلى الأذهان ذكريات انتخابات عام 2000 المتنازع عليها بين المرشحين الجمهوري جورج بوش والديمقراطي آل غور التي اتسمت بتوقعات خاطئة لوسائل الإعلام في فلوريدا وعمليات لإعادة فرز الأصوات ومعارك قضائية على مدى شهر. ويمكن أن تؤدي تلك الذكريات إلى إبطاء توقعات الشبكات لمن سيفوز في الولايات المتأرجحة. ويقول متابعون إنه لن يكون هناك سباق على إعلان الفائز في الولايات بسرعة، لأن الشبكات الإعلامية ومراكز الإحصاءات ستكون حذرة للغاية هذه المرة. ولكن يبقى السؤال لماذا هذه الولاية أهم من أخرى في السباق الانتخابي وخصوصا أنه ليس ضروريا أن يكون الفائز بمنصب الرئيس هو الحاصل على الغالبية المطلقة لأصوات الناخبين على المستوى الوطني. خصوصية الاقتراع : ويعود ذلك إلى نظام انتخاب الرئيس الذي يتم بالاقتراع العام غير المباشر، حيث يختار الأميركيون هيئة كبار الناخبين التي أنشئت عام 1804 وتضم 538 ناخبا كبيرا يقومون بدورهم بانتخاب الرئيس ونائب الرئيس. والفائزان في الانتخابات هما اللذان يحصلان على الغالبية المطلقة أي 270 من أصوات كبار الناخبين. ويمثل كل ولاية عدد من كبار الناخبين يوازي عدد الشيوخ والنواب الذين يمثلونها في الكونغرس. ومنذ 1961 أضيف إلى مجموع هؤلاء ثلاثة ممثلين عن دائرة العاصمة الفدرالية واشنطن (ديستريكت أوف كولومبيا) التي ليس لها مندوب له حق التصويت في الكونغرس. وتحتل ولاية كاليفورنيا (أكثر الولايات كثافة سكانية) المركز الأول بعدد الناخبين الكبار (55)، أما الولايات الأقل سكانا مثل وايومينغ (غرب) فلها ثلاثة ناخبين كبار كحد أدنى. وفي حال التعادل (269 لكل معسكر) يقوم مجلس النواب الجديد الذي سينتخب في يوم الانتخابات الرئاسية نفسه بانتخاب الرئيس الجديد، وهو ما حدث في 1800 و1824. ويعود إلى مجلس الشيوخ في هذه الحالة انتخاب نائب الرئيس. ويمكن وفقا لهذا النظام أن يفوز مرشح بالرئاسة بدون أن يحصل على الغالبية المطلقة لأصوات الناخبين على المستوى الوطني، وهو ما حصل عام ألفين حين فاز الجمهوري جورج بوش على الديمقراطي آل غور. وهذه الحالة الاستثنائية ممكنة لأنه في جميع الولايات تقريبا باستثناء ولايتي ماين ونبراسكا اللتين تعتمدان نوعا من النظام النسبي، فإن المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى الولايات، يحصل على جميع أصوات كبار الناخبين الممثلين لهذه الولاية. وبسبب هذا النظام يعطي أوباما ورومني أولوية لحوالي عشر ولايات محورية تشمل أوهايو وفلوريدا وأيوا وكولورادو يمكن أن تنتقل من معسكر إلى الآخر وأن تحسم نتائج الانتخابات. ويجتمع الناخبون الكبار في عاصمة كل ولاية لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس في أول يوم اثنين يلي ثاني أربعاء من ديسمبر، وهو يوافق ال17 من الشهر المقبل. ولا يلزم الدستور كبار الناخبين باحترام التصويت الشعبي، غير أن بعض الولايات تلزمهم بذلك. وسبق أن طرح حوالي سبعمائة اقتراح في الكونغرس في القرنين الماضيين لتعديل هيئة كبار الناخبين أو إلغائها واتباع الاقتراع العام المباشر ولكن دون جدوى.