عندما يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع للتصويت من أجل انتخاب الرئيس، يعتقد كثيرون أنهم سيشتركون في انتخاب مباشر لرئيس الجمهورية. من الناحية الفنية، ليست هذه هي الحال وذلك بالنظر لوجود الهيئة الانتخابية التي هي تراث دستوري من القرن الثامن عشر. الهيئة الانتخابية هي الاسم المعطى لمجموعة من "المنتخبين" الذين يكون قد تم انتخابهم من قبل ناشطين سياسيين وأعضاء حزبيين داخل كل ولاية أمريكية، وفي يوم الانتخاب فإن هؤلاء المنتخبين، الذين تعهدوا بتأييد مرشح أو آخر، يُنتخبون شعبيا. وبعد شهر من اليوم، وعقب الاقتراع الرئاسي، يجتمع المنتخبون -أعضاء الهيئة الانتخابية- في عواصم ولاياتهم ويدلون بأصواتهم، باقتراع سري، لاختيار رئيس الجمهورية ونائب الرئيس. ولكي يُنتخب رئيس الجمهورية، فإنه يحتاج إلى 270 صوت من أصوات الهيئة الانتخابية. وفي التاريخ الحديث لم يحدث أن جاء تصويت أعضاء الهيئة الانتخابية مغايراً لنتيجة الانتخابات بالتصويت الشعبي، ولأسباب عديدة، فإن اقتراع الهيئة الانتخابية، الذي يميل، لأسباب فنية، في صالح من يكسب الانتخاب الشعبي، يزيد الأغلبية الظاهرة للمرشح الفائز ويضفي شرعية على الاختيار الشعبي. على أية حال، يظل هناك احتمال في سباق يقترب فيه المرشحون من بعضهم البعض أو سباق بين أحزاب متعددة، بأن لا تعطي الهيئة الانتخابية 270 صوت لصالح أي مرشح. وفي مثل هذه الحالة فإن مجلس النواب سيختار رئيس الجمهورية القادم. 10 ولايات تملك كلمة الفصل بين أوباما ورومني هي عشر ولايات ستفصل بين أوباما ورومني وتحدد من سيحكم أكبر قوة في العالم، الولاياتالمتحدة، للأربع سنوات المقبلة. أول الولايات الحاسمة هي فلوريدا بالجنوب شرقي، وتحوز على 29 صوتا من كبار الناخبين، ويتوّقع المحللون فوز ميت رومني بسبب أزمة العقارات ومعدل البطالة الذي يفوق المعدل الوطني. بنسلفانيا ب 20 صوتا من كبار الناخبين، الولاية منقسمة بين وسطها الريفي المؤيد للجمهوريين والمدينتين الكبريين فيلادلفيا وبيتسبرغ، حيث السود والعمال صوتوا بشكل كبير لصالح أوباما في 2008 . أوهايو بالشمال، لها 18 صوتا من كبار الناخبين ولاية تقليدي للجمهوريين، حيث فازا بها جروج بوش في انتخابات 2004 و2008، ويطمح روني لإبقائها في معسكرهم، ما جعله يخصص لهذه الولاية وقتا أكثر من أي ولاية أخرى، كما زارها أوباما مرات عدة. كارولاينا الشمالية بالجنوب الشرق، 15 لها صوتا من كبار الناخبين، فاز فيها أوباما في العام 2008 ب13 ألف صوت من أصل 4,2 مليون بفضل أصوات مدن كبرى مثل شارلوت وراليه، ويتوقع أن تتحول في انتخابات أمس إلى الجمهوريين، ما جعل أوباما يضاعف جهوده لتعبئة الناخبين من أجل الاقتراع المبكر. فرجينيا ب 13 صوتا من كبار الناخبين، كان انتصار أوباما في العام 2008 في هذه الولاية المحافظة، الأول للديموقراطيين منذ 1964 ما دفع رومني إلى تكثيف جهوده لإقناع الناخبين بها وخاصة من العسكريين. ويسكونسن في الشمال ب 10 أصوات من كبار الناخبين، لم يكن الديموقراطيون يتخيّلون أن هذه الولاية يمكن أن تقع بأيدي الجمهوريين، إلا أن تسمية بول راين المنحدر منها على قائمة رومني غيّر المعطيات، كما بات الحاكم الجمهوري سكوت ووكر معروفا على صعيد البلاد بسبب معركته ضد النقابات. كولورادو لها 9 أصوات من كبار الناخبين، الولاية الجبلية التي تميل عادة إلى الجمهوريين، وتبقى لرومني فرص في كسبها لصفه. ايوا بستة أصوات من كبار الناخبين، كانت هذه الولاية انطلاقة ترشيح أوباما في العام 2008 بعد انتصاره في الانتخابات التمهيدية ضد هيلاري كلينتون، تضم ايوا العديد من الناخبين من الإنجيليين والمزارعين، والذين يعتمدون على دعم الدولة، ما يجعل الحظوظ تميل إلى أوباما. نيفادا بستة أصوات من كبار الناخبين، أصواتها مشتتة بين المرشحين الاثنين، فسكانها ذي الغالبية من أصل لاتيني يصوتون لأوباما، أما المجموعة الصغيرة من المورمون تؤيد رومني. نيو هامشير لها أربعة أصوات من كبار الناخبين، يمكن أن تميل لصالح رومني، خصوصا أنها لم تصوّت سوى مرتين لصالح مرشح ديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الست الأخيرة.