اعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مساء السبت ان السرطان عاوده، ما سيتطلب "تدخلا جراحيا جديدا" في هافانا التي سيتوجه اليها مساء الاحد. وقال تشافيز عبر الاذاعة والتلفزيون "بسبب عوارض اخرى، قررنا مع الفريق الطبي القيام بفحوص (...) ومع الاسف كشفت الفحوص السريعة وجود بعض الخلايا الخبيثة الجديدة". وعين الرئيس الفنزويلي نائبه نيكولاس مادورو كخليفة محتمل له، داعيا الفنزويليين الى التصويت له اذا اصبح عاجزا عن مارسة مهام الرئاسة. وقال تشافيز "اذا حدث اي شىء يجعلني عاجزا باي شكل، فان موقع نيكولاس مادورو يسمح له بحكم الدستور" تولي الرئاسة بالنيابة قبل الدعوة الى انتخابات جديدة. تمكن هوغو تشافيز الذي اعلن السبت ان السرطان عاوده ما سيتطلب خضوعه لعملية جراحية في هافانا، من فرض نفسه في موقع الرجل القوي في فنزويلا منذ انتخابه في المرة الاولى عام 1998 وهو يطمح الى انجاز مشروعه "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" على رأس بلاده التي تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم. وقد فاز هذا المظلي السابق الذي يبلغ اليوم 58 عاما من العمر في كل الانتخابات التي شارك فيها بالرغم من اتهام معارضيه له ب"التسلط". لكن اضعفته العلاجات الطبية التي خضع لها اثر اصابته بسرطان تم تشخيصه عام 2011. وستجرى له عملية جراحية عاجلة في هافانا التي يتوجه اليها اليوم الاحد بسبب معاودة مرضه مرة اخرى. وفوزه الثالث في الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بغالبية 54,42% من الاصوات يضمن له -- ان سمح له وضعه الصحي -- البقاء في الحكم حتى 2019 على اقل تقدير على رأس بلد يملك اكبر احتياطي نفطي في العالم، ليواصل مشروعه القاضي باقامة "اشتراكية القرن الحادي والعشرين". وقد اكد تشافير الذي عرف في الماضي خطيبا لا يكل، انه "تعافى تماما" من مرضه اثناء الحملة الانتخابية لكنه بدا مضعفا في الاشهر الاخيرة وقد فقد شعره وزاد وزنه كثيرا بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في 2011 و2012 في كوبا على اثر تشخيص ورم سرطاني في منطقة الحوض. ولد تشافيز في 1954 لابوين معلمين بولاية باريناس (جنوب غرب). وهو اب لاربعة ابناء ويدين بالكاثوليكية. وقد طلق مرتين. بدأ تشافيز منذ 1982 يعد مشروعه الاشتراكي المستوحى من سيمون بوليفار الشخصية الرمز في الكفاح من اجل استقلال البلاد من الاسبان. وفي 1992 نفذ اللفتنانت كولونيل في سلاح المظليين هوغو تشافيز انقلابا فاشلا على الرئيس كارلوس اندريس بيريز الذي القى به في السجن سنتين، الامر الذي جعله يحظى بشعبية كبيرة. وبعد ست سنوات قاد تحالف احزاب يسارية الى الفوز بالانتخابات الرئاسية ب56 بالمئة من الاصوات. وبنى هوغو تشافيز الذي يقود اكبر دولة مصدرة للنفط في اميركا الجنوبية، شعبيته على عدة برامج اجتماعية في مجال الصحة والتربية حتى اصبح الناس الاكثر فقرا يشعرون بامتنان لا حدود له ويكررون انه اعاد لهم "كرامتهم" رغم تضخم كبير. في المقابل يأخذ عليه منتقدوه انه يفرض حضورا طاغيا ويسخر موارد الدولة في خدمة قضية واحدة هي البقاء في الحكم. وتشافيز الذي كان متقد الحيوية والنشاط قبل مرضه، لا يرحم خصومه ويتمتع بكاريسما قوية ويمكنه ان يمزج في خطاب واحد اغنيات شاعرية وشتائم وثقافة واسعة، طور اسلوبا في الحكم غير تقليدي يستند فيه الى حدسه وما تعلمه من تدريبه العسكري. وتعتبر المؤرخة مرغاريتا لوبيث مايا التي كانت حليفته قبل ان تنتقل الى المعارضة ان "تشافيز مزيج متناقض من اليسارية والنزعة العسكرية ولديه اقبال مفرط على السلطة. واحد اكبر دوافعه هو البقاء في الحكم بلا حدود". وبعد محاولة الانقلاب التي تعرض اليها في 2002، قرر الرئيس ان العالم ينقسم الى فئتين: اصدقاء وخصوم واصفا معارضيه بانهم "خونة" و"بلا وطن". لكن خارج حدود بلاده ينظر اليه على انه نموذج -- وممول -- لعدة زعماء يساريين في اميركا اللاتينية. وهو من اشد انصار وحدة اميركا اللاتينية. وقد اقام هيئات للتكامل الاقليمي ونسج تحالفات استراتيجية مع روسيا والصين وايران ولا يفوت فرصة لدعم قادة مثيرين للجدل مثل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد. وفي الوقت نفسه اثبت تحليه بالبراغماتية فلم يعمد يوما الى تعليق امدادات النفط الى الولاياتالمتحدة رغم انتقاداته اللاذعة "للامبريالية الاميركية".