تمكن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز من الظفر بعهدة رئاسية ثالثة لست سنوات إضافية بعد أن فاز بالانتخابات الرئاسية، التي جرت أول أمس رغم الصعود القوي لقوى المعارضة الليبرالية التي لم تتمكن من تغليب كفة الناخبين إلى جانبها. وقد اعترف هنريكي كابرليس رودونسكي مرشح ائتلاف المعارضة بهزيمته رغم حصوله على أفضل نتيجة يحرزها منافسو شافيز منذ أول انتخابات خاضها سنة 1999 والتي تمكن خلالها من اعتلاء كرسي الرئاسة في هذا البلد الأمريكو-لاتيني وأحد أكبر المعارضين للسياسة الأمريكية في قارة أمريكا اللاتينية. وحسب عمليات الفرز النهائية لأوراق المصوتين، فقد انتخب لصالح الرئيس شافيز 54,66 بالمائة بينما لم يحصل منافسه كاربيليس سوى على 44,73 بالمائة رغم الدعم، الذي لاقاه من مختلف قوى وأحزاب المعارضة في انتخابات أكدت إحصاءات رسمية تسجيل نسبة مشاركة قياسية قدرت بأزيد من 84 بالمائة من إجمالي عدد المسجلين. وحصل شافيز على أصوات 7,7 ملايين ناخب مقابل حصول منافسه كابرليس على 6,3 ملايين ناخب. وشهدت العاصمة كاراكاس بمجرد الإعلان عن النتائج النهائية خروج آلاف المؤيدين لشافيز في مسيرة ابتهاج لإعادة انتخابه رئيسا، الذي ظهر على شرفة القصر الرئاسي رفقة طاقم حكومته لرد التحية لهم. ورد هؤلاء بصيحات "شافيز لن يذهب" في إشارة إلى ما روجت له المعارضة بعدم قدرته على البقاء في الحكم بسبب مرضه بداء السرطان وعودته -مؤخرا- من كوبا، حيث خضع لجلسات علاج كيميائي، قال إثرها إنه استعاد عافيته وتحدى الجميع بترشحه لخلافة نفسه وكان له ما أراد. لكن شافيز لم يغلق الباب أمام المعارضة وقال إن تحقيق الوحدة الوطنية سيكون هدفه وأنه يمد يده إليها "لأننا جميعا أبناء بوليفار" زعيم التحرر الجنوب أمريكي. كما تعهد بأن يكون رئيسا مثاليا في بلاده وأنه سيعمل من أجل مواصلة عملية التحول تجاه الاشتراكية الديمقراطية للقرن الواحد والعشرين. وليؤكد نهجه التحرري ارتأى شافيز، الذي بدت عليه علامات العلاج الكيماوي، حمل سيف سيمون بوليفار أحد أقطاب التحرر في أمريكا اللاتينية، وقال إن هذا السيف هو الذي سيحرر أمريكا لأنه سيف الشعب. وشكر في الأخير الشعب الفنزويلي على الثقة التي وضعها فيه وعبر عن أمله في أن يمد الله في عمره وعافيته من أجل مواصلة خدمة الشعب الفنزويلي.