أغرقت الأمطار قبل أيام معدودة من العام الجديد بغداد، ما فجّر جدلا عراقيًا وعربيًا وخارجيًا عن جدارة العاصمة العراقية بحمل اللقب الثقافي واستضافة مشاريعه المدرجة على مدى العام، ولم يتردد بعض سكان المدينة في الإجابة من موقعهم الغارق في الوحل بالنفي، واصفين مدينتهم "بفينيسيا الشرق المنكوبة". ووضع العنف الذي لم يغادر المدينة إلى اليوم في مرتبة أسوأ مدينة للعيش عالميًا، التصنيف الذي وثقته تقارير عدة، منها الصادر عن مجموعة ميرسير الأميركية للاستشارات، منطلقًا بتقييمه من التفاصيل اليومية للحياة العراقية. من جهتها، تصر المصادر الحكومية على قدرة بغداد بالاحتفاء بالثقافة العربية، معلنة عن مشاريع جديدة تم تشييدها وأخرى ترميمها، كالمسرح، ومعرض الكتاب الدولي، ومتحف بغداد، الذي أعيد افتتاحه. ويبرز وجه العراقي المصر على البقاء في الصف الثقافي عبر مبادرات شعبية فردية، آخرها تظاهرة "أنا عراقي.. أنا اقرأ"، التي انطلقت من حدائق بغداد، وانتشرت منها إلى باقي المدن العراقية.