حقق أمس منتخبنا الوطني تعادلا تاريخيا أمام نظيره الإنجليزي بملعب كاب تاون بجنوب إفريقيا لحساب المقابلة الثانية من المجموعة الثالثة، وقد شرّف محاربو الصحراء الأعلام الوطنية بمردودهم الكبير فقد لعبوا بشجاعة وبرجولة وبدون عقدة نقص. أما بخصوص الشوط الأولى فقد ظهر فيه المنتخب الجزائري بمستوى راق للغاية، أداء جماعي محكم، سرعة في التنفيذ، تنويع في اللعب بتمريرات قصيرة في عمق دفاع الإنجليز وكرات عالية إعتمادا على الأجنحة عبر زياني المائل على الجهة اليسرى وقادير من الجانب الأيمن، وبعض المغامرات بالتسديد من بعيد بفضل بودبوز الوجه الجديد للمنتخب وبفضل الإنضباط التكتيكي الكبير لمحاربي الصحراء فإن الدفاع بقيادة برج المراقبة بوڤرة شل وبشكل كبير تحركات الثنائي هسكي وروني، قبل أن يعلن الحكم الأوزبكستاني آفشاين إنطلاقة اللقاء بالمعقل الكروي الجميل ڤرين بويت لاحظنا إرتباكا على ملامح الحارس مبولحي الذي عوض المصاب شاوشي وكان هذا أمر طبيعي، فالحارس صغير في السن 23 سنة فقط، يلعب لأول مرة كأساسي في المنتخب الوطني وفي كأس العالم وأمام من؟ المنتخب الإنجليزي، هذا الإرتباك لولا حسن الحظ لدفعنا ثمنه غاليا في الدقيقة 4، مبولحي صدّ الكرة بطريقة سيئة لكن روني لم يحسن استغلالها. شجاعة الجزائريين ظهرت في الآن حيث قاد مطمور هجوما مضادّا ولولا سوء تركيز بودبوز لتم هزّ شباك الحارس العجوز دافيد جيمس، الرسم التكتيكي للناخب الوطني سعدان كان واضحا بالإعتماد على خطة (4 3 2 1) وقد كانت ناجحة طيلة 45 دقيقة فبالرغم من »الريتم« الخفيف الذي حاول رفاق جرارد فرضه علينا إلا أن أبناء الجزائر قابلوهم »بريتم« أسرع معتمدين على خطة الهجوم بأكبرعدد والدفاع بشكل جماعي وإن كان هناك لاعب يلام في كتيبة سعدان فهو المدافع الأيسر بلحاج فبالرغم من الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في الملاعب الإنجليزية بفضل فريقه السابق بورسموث إلا أنه كان فاقد التركيز وسبب لنا عدة متاعب في الخط الدفاعي لمنتخبنا، الوجه الممتاز للخضر جعل الآلة الهجومية للإنجليز تختفي تماما إلى غاية الدقيقة 30 أين سد جرارد كرة قوية من خارج 18م لكن مبولحي كان لها بالمرصاد بعدها بلحظات مبولحي يتألق مرة ثانية وينقذ مرماه من هدف محقق بعد تسديدة لمبارد، ردّ الجزائريين مرة أخرى بقوة عن طريق زياني الذي تخلص بسهولة من المدافع الأيمن جونسون وسدد كرة قوية مرت جانبية عن إطار المرمى، وإذا احتكمنا إلى لغة الأرقام، فإن المرحلة الأولى كانت للجزائر ب 51٪ حيازة للكرة. المرحلة الثانية لم تختلف كثيرا عن سابقتها فقد واصل الرجال سيطرتهم على الإنجليز بشكل كامل بتوزيع محكم فوق أرضية الميدان وأداء جماعي راق للغاية هو ثمرة التربصين المقامين بسويسرا وألمانيا. فقد أثبت الخضر أن الهزيمة الأولى أمام سلوفينيا كانت صدفة وأن المنافس سرق الفوز فباستثناء بعض المحاولات المحتشمة لجرارد وروني وشون راي فليبس، والتي تكسرت جميعها أمام صلابة الصخور الجزائرية بوڤرة وحليش وعنتر يحيى، بل كان بإمكاننا الفوز من خلال الحملات الهجومية التي صنعها لاعبونا بفضل الثنائي الرائع يبدة ومهدي لحسن ويتقدمهم اللاعب الواعد بودبوز ومطمور وزياني، شكرا لكم فقد أخرجتهم الشارع الجزائري أمس إلى الأزقة والطرقات فرحا بما قدمتوه وإن شاء الله تأشيرة التأهل تضمن أمام الأمريكان.