كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء عندما وصلنا إلى مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالمدينةالجديدةبوهران استقبلنا عون الأمن حارس المؤسسة بصدر رحب حيث ودون أن نخبره بأننا إعلاميين جئنا لتغطية مباراة الجزائرإنجلترا، قال لنا وبالحرف الواحد: "مرحبا بالصحافة تاعنا عندناً، بعدها مباشرة دخلنا إلى السجن، وعند المدخل، وجدنا الضابط المناوب في انتظارنا أظهرنا له البطاقة المهنية وكذا الأمر بمهمة وهذا حتى يدون جميع المعلومات الخاصة بنا في سجل المؤسسة، لم يكن هذا الإجراء طويلا. حيث و مباشرة بعد أن سلمنا حارس المؤسسة العقابية المكلف بمراقبة الداخلين والخارجين من الحبس هواتفنا النقالة.. توجهنا إلى مكتب مدير السجن السيد نور الدين جموعي رحب بنا واستقبلنا استقبالا حسنا يليق بمقام جريدتنا الغراء، وجدناه صراحة في حالة عصبية وهستيرية عجزنا حتى عن وصفها قال لنا هذه مباراة العمر، يا إما نفوز ونشرف الجزائر والعرب أو ننكسر ويتشفى فينا الأعداء، وأضاف السيد جموعي والسيجارة لم تفارق فاه، راني مقلق يا خوتي، القهوة تاعي ماقديتش نشربها، دخلنا بعدها في صميم الموضوع، وأخبرنا بأن "القصبة" تحولت في هذا المونديال إلى ملعب تشاكر حيث غيّر هذا الحدث الكروي العالمي يوميات المساجين وبعث فيهم الروح، فأنستهم مشاركة المنتخب الجزائري وحشة العائلة وروتين الزنزانات القاتل. أخبرنا بأنه قام بمناسبة هذا الحدث الرياضي الهام بتدعيم قاعات الإحتباس ال 22 والزنزانات ال 80 بأجهزة تلفاز إضافية وهذا حتى يسمح للنزلاء بمشاهدة المونديال في ظروف حسنة ولائقة، وأضاف نفس المسؤول بأن إدارة السجن، وحتى تدخل في نفوس المساجين البهجة والسرور في أنفسهم وبغية الصفح عن عشرات المحبوسين المعاقبين الذين ارتكبوا مخالفات لا نظامية ولا انضباطية داخل المؤسسة العقابية سمحت بمشاهدة كأس العالم رفقة زملائهم في قاعات الإحتباس، وهو الأمر الذي لم يصدقه هؤلاء النزلاء الذين كانوا يعتقدون أنهم سيشاهدون المونديال في أذهانهم ومخيلتهم فقط دون التمتع بفنيات لاعبينا الجزائريين من وراء شاشة التلفزيون، كما أعلمنا نفس المتحدث بأن إدارة السجن اتخذت جميع الإحتياطات اللازمة وجندت كعادتها طبيبا مناوبا وسيارة الإسعاف للوقوف والسهر على صحة المساجين لاسيما المصابين بمرض ضغط الدم، حيث قال لنا بأنه لم يتم ولحسن الحظ تسجيل أية إصابات من هذا القبيل قبل وأثناء وبعد مباراة الجزائر سلوفينيا.. * عمّي جموعي ديرنا دراجي وفي معرض حديثه عن أجواء المونديال الجنوب إفريقي تفاجأنا بالسيد جموعي نور الدين وهو يخبرنا بالثقافة والحدس الرياضي الذي يتمتع به المساجين في هذه المؤسسة العقابية حيث أكد لنا بأن الكثير منهم طلب منه مشاهدة المعلق الجزائري الشهير في قناة الجزيرة الرياضية حفيظ دراجي باعتباره يملك صوتا جياشا وكلمات رنانة تترك المشاهد ينفعل ويعيش المباراة وكأنه في داخل الملعب، ولكن هيهات هيهات فإن الجزيرة الرياضية واحتراما لها لدفتر الشروط المبرم مع التلفزيون الجزائري لم تقم سهرة أول أمس ببث المباراة في قنواتها غير المشفرة ليتابع المساجين المقابلة على الأرضية وهم أمل في تحقيق نتيجة إيجابية أمام رفقاء اللاعب روني الإنجليزي. * جولة خفيفة ودون إطالة أمر مدير المؤسسة العقابية للمدينة الجديدةبوهران قام ضابط المناوبة "باقتيادي" إلى الإحتباس لمشاهدة المباراة مع المساجين، ونحن في الطريق، سمعنا صيحات النزلاء تدوي جدران الحبس،"وان توثري فيفا لالجيري" "رابحين، رابحين الله أمين"، اعتقدنا أننا في ملعب 5 جويلية أو تشاكر كانت فعلا أجواء مشوقة، كنا لا نريد ودون أن نشعر بذلك سوى دخول قاعات السجن لمشاهدة أجواءالمونديال مع النزلاء، دخلنا رفقة المدير والضابط المناوب الى الإحتباس لتبدأ مغامرتنا التي جئنا من أجلها، وبطلب من السيد جموعي نور الدين اقترح علينا أن نقوم بجولة خفيفة إلى بعض قاعات المحبوسين، ففضل أن نصعد إلى الطابق الأول، حيث توجهنا مباشرة إلى القاعة رقم 6 ب ، ومن منظار باب الزنزانة الحديدي شاهدنا صورة جميلة للمحبوسين وهم متسمرين أمام شاشتي التلفاز وكأنهم في مقهى من مقاهي المدينةالجديدة والحمري، وقد حدث مدير السجن أحدهم قائلا "راكم ملاح ما خاصكم والوا!" فرد عليه وهو مبتسما " رانا ملاح عمي جموعي ما خاصنا والوا" وفي الجهة الأخرى سمعنا من قلب القاعة المقابلة هتافات وتصفيقات حارة على الفريق الوطني الذي كان وقتها قد دخل أرضية الملعب رفقة اللاعبين الإنجليز، توجهنا إلى باب هذه القاعة وقام أحد الحراس بفتحه حتى يسمح لنا بالتحدث إليهم، حينئذ وقفنا على منظر مؤثر لن أنساه ما حييت، حيث وبمجرد أن بدأ النشيد الوطني يُعزف في أرض جنوب إفريقيا المناضلة حتى شرع جميع المساجين بإنشاء السلام الوطني على هيئة رجل واحد فرحين ومبتهجين بمنتخبهم وهو يمثلهم في بلاد العم مانديلا لتتعالى معها تكبيرات الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله الموت كاينة، حينئذ شعرنا بقشعريرة رهيبة وهي تحكم قبضتها على جسدنا، كان بالفعل مشهدًا مؤثرًا ومزلزلا.. * رايات في "مدرجات" القصبة! عندئذ حلّت ساعة الحق والحقيقة، دخلنا إلى إحدى القاعات المتواجدة في الطابق الأرضي، تفاجأنا ونحن ندخل بهو القاعة بتلك الأجواء الفنية الرياضية التي صنعها المساجين معظمهم كان مرتديا أقمصة لاعبي الفريق الوطني كزياني وبلحاج وبوڤرة، واندهشنا لتلك الرايات الوطنية الخفاقة التي زينوا بها القاعة ومن مختلف الأحجام صغيرة.. متوسطة.. وحتى كبيرة الحجم المهم هو مناصرة الفريق الوطني اعتقد السجناء الذين كانوا بداخل القاعة في الوهلة الأولى بأننا من النزلاء الجدد الذين استقبلتهم المؤسسة العقابية حيث كان الجميع ينظر إلينا نظرة فيها نوع من الريبة والتعجب.. كيف لهذا المسكين أن يُقتاد وفي هذا الوقت الحساس إلى السجن، لماذا لم يدخله قبل أو بعد المباراة... ماذا فعل حتى جيئ به إلى هنا.. لا خوف عليه سيجد عائلة ثانية هنَا !!! وفعلا تأكدت من هذا الإحساس، عندما التقيت بجار لي كان يقطن معي في الحي الذي أسكن فيه حاليا، وخاطبني ماذا فعلت هواري!!؟ هل سرقت.. هل زورت.. هل ارتكبت جريمة فأجبته جئت فقط لأتابع معكم مباراة الجزائر - انجلترا وأنقل للرأي العام المشاهد الجميلة التي تعيشونها داخل المؤسسة العقابية للمدينة الجديدة، لم أتمم حديثي حتى قام بعض النزلاء بتجهيز وتهيئة مكان خاص بي حتى أشاركهم فرحتهم المونديالية.. * "داندة " قائد الجوق غادر مدير السجن رفقة الضابط المناوب القاعة وتركنا لوحدنا نعم لوحدنا مع المحبوسين، كانت صراحة أجواء استثنائية لم أشاهدها قط من قبل، تصفيقات أهازيج وحتى أغاني لايعرف سرها إلاّ هؤلاء النزلاء، وقد كان منشط تلك السهرة السجين (ع.ب) المدعو داندة من حي مديوني، حيث كان مرة على مرة يقوم ويصرخ في وجه زملائه "هيا نوضو، مالكن ساكتين"، حتى تنفجر القاعة "وان توثري فيفا لا لجيري"، "لا إله إلاّ هو ربي سبحانه"... الجميع مركزا في تلك المباراة الأسطورية، حيث كان الكثير منهم يصفق على لقطات زياني، بودبوز، وحتى مطمور، ويصفر على هجمات اللاعبين الإنجليز الذين وجدوا أمامهم حصنا منيعا مشكلا من المدافعين المقاتلين بوڤرة وحليش وعنتر يحيى الذين وقفوا الند للند لرفقاء روني المغرور... كما صفق كثيرا المسجونون على التدخلات القوية للحارس مبولحي الذي حمى وحافظ على عذرية شباكه كالأسد المفترس والنسر الكاسر. * حمامة البركة بها رابحين ونحن نتابع هذه المباراة الحاسمة سهرة أول أمس، كانت أعصاب المساجين تغلي وتحترق من الداخل، حيث كانوا يأملون من صميم قلوبهم أن يسجل رفقاء زياني هدف السبق في الشوط الأول حتى يدخلوا الشوط الثاني بكل ثقة في النفس ومتخوفين في الوقت نفسه أن يفاجئنا الإنجليز بهدف قاتل من شأنه أن يخلط أوراق المدرب الوطني الشيخ سعدان لكن ونحن نشاهد المقابلة تفاجأنا جميعا بتلك الحمامة البنية اللون التي كانت جاثمة على شباك الحارس مبولحي وكأنها إشارة إلهية من سبحانه عز وجل تنذر رفقاء المحارب عنتر يحيى بأنه لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ستلعبون وتبهرون وتسحرون العالم أجمع بلعبكم الجميل ورباطة جأشكم في الميدان أمام الإنجليز المغرورين ولم تفت سوى بضع ثوان حتى انفجرت القاعة بأكملها "فلوسة البركة، حماسة البركة، رانا رابحين اليوم" هذه إشارة من عند الله، سنفوز عليهم ونقهرهم في موقعة بولوكوان كما فعلها المجاهدون في موقعة ومعركة الجزائر التاريخية حينئذ عمت السكينة وساد الترقب والإنتظار لما ستكشف عنه أطوار هذه المباراة التاريخية الحاسمة.. * الدخان والقهوة لتهدئة الأعصاب من قال إن مباراة الجزائرانجلترا كانت بردًا وسلامًا على الجزائريين عامة وسجناء القصبة بالمدينةالجديدة فقد كذب كان الجميع متوترا بداخل القاعة، الخوف، القلق والترقب كانوا أسياد الموقف سهرة أول أمس الجمعة، ولتهدئة هذه الجمرة التي كانت تحرق أفئدة المساجين في تلك المقابلة المصيرية كانت الوسيلة الوحيدة هي ارتشاف القهوة وتدخين السجائر، حيث كانت علبة السيجارة الواحدة تنتهي في بضع دقائق، منهم من دخن 4 سجائر في الشوط الأول ومنهم من دخن علبة بكاملها في كامل المباراة ومنهم من فضل تأدية صلاة المغرب حتى يخفف من حدة التوتر الذي أصابه من شدة صعوبة تلك المقابلة. مباشرة بعد انتهاء الشوط الأول سادت أجواء من التفاؤل والرضا على المستوى الذي قدمه زملاء بودبوز في تلك المقابلة، حيث أعجب جميع النزلاء بالمباراة البطولية التي قدمها رفقاء بودبوز في الشوط الأول، وبعدها ببضع دقائق، جاء حارس مصلحة الإحتباس رفقة ضابط المناوبة وقاموا بإخراجي و"اقتيادي" إلى مدير السجن وجدناه في حالة نفسية مضطربة كان مرتبكا وقلقا قالها بصريح العبارة "ڤلبي راه ضارني" "راني حاب نكمي"، "خلاص لي الدخان واش رايح نكمي". * دعاء ملائم جلسنا إلى جانبه شربنا كوبا من الماء وسألناه كيف تقيم مستوى اللاعبين في الشو ط الأول؟ فأجابنا مباشرة لعبنا جيدا روني لم يظهر له أي أثر، "كابيلو حاب يتكلم بالعربية ما فهم والو" ليضيف إنها فعلا ملحمة بولكوان تماما مثل ملحمة أم درمان وقد أخبرنا بأنه في ليلة مباراة الجزائر مصر في الخرطوم السودانية اتصل بأحد الزملاء في إذاعة وهران الجهوية وطلب منهم أن يذكروا هذا الدعاء الجميل والعجيب لصالح الفريق الوطني "اللهم وسع شباك أعدائنا الفراعنة وضيق شباكنا، اللهم اجعل الكرة في رجل زياني صاروخا، اللهم انصر أحفاد الملك شيشناق العظيم" وهو ما كان له ذلك، حيث تم ذكر هذا الدعاء مباشرة على أثير إذاعة وهران ليتحقق النصر المبين أمام الفراعنة المصريين.. * شوط حماسي سمحت لنا فترة الإستراحة مابين الشوطين من استرجاع الأنفاس وهدئة الأعصاب، وقد التمس منا مدير السجن أن نبقى معه لمشاهدة ما تبقى من أطوار هذه المباراة الحاسمة ولكننا وبلباقة اعتذرنا له وطلبنا منه أن يسمح لنا بمتابعة المقابلة مع المساجين وقد كان لنا ذلك، حيث نادى في الجهاز اللاسلكي ضابط المناوبة كي "يقتادنا" مرة أرى إلى قاعة الإحتباس، دخلناها وكلنا أمل أن نحقق نتيجة إيجابية علّ وعسى نسكت بها أفواه المنتقدين والمشككين في قدرات الفريق الوطني، كانت الأجواء حماسية مثلما تركناها في الشوط الأول، تصفيقات هتافات وتكبير على رفقاء المحاربين زياني، عنتر يحيى ومهدي لحسن الذين أدوا شوطا ثانيا ممتازا وعلى جميع الأصعدة، بدنيا تقنيا، فرديا وحتى جماعيا، ولم ينسى النزلاء حتى المصريين، الذين واجهناهم في تصفيات المونديال، حيث كان المساجين في كل مرة يقوم زياني أو مطمور بلقطة فنية رائعة يهتفون وبصوت مرتفع "كحل يا المصري كحل"، "مازال مازال... مازال لالجير"، كانوا فعلا كالعائلة والأسرة الواحدة، نسى جميعهم عقوبة السجن ووحشة العائلة والخلاف، توحدوا على كلمة واحدة ألا وهي مناصرة الخضر وتشجيعهم حتى من خلف قضبان القصبة، كانت الأجواء إلى جانبهم حميمية وشيقة، نسينا صراحة بأننا كنا في السجن والإحتباس، لاحظنا فيهم روح الوطنية وحب الجزائر بالرغم من ارتكابهم لبعض الأخطاء والأفعال المنافية للأخلاق والآداب العامة عشنا حلما مدته 90 دقيقة ما كدنا أن ننهيه حتى جاء حارس الإحتباس ومعه الضابط المناوب وطلب منا الخروج من قاعة النزلاء، حيث قضينا معهم قرابة ال 20 دقيقة من عمر الشوط الثاني ناصرنا معهم الفريق الوطني، هتفت بحياة زياني ومطمور وقادير كأنني أعرفهم منذ سنوات، نهضت من مكاني الذي كنت جالسا فيه، سلمت عليهم جميعا تمنيت لهم وللفريق الوطني التوفيق لما تبقى من عمر هذه المقابلة، وأنا أهم بالخروج من القاعة، حتى أوصاني جاري السجين أن أبلغ سلامه الحار لعائلته التي اشتاق إليها كثيرا.. كان فعلا مشهدا دراماتيكيا. * لحظات لا تنسى مع موظفي السجن فضلت متابعة ما تبقى من عمر المباراة مع موظفي مؤسسة إعادة التربية والتأهيل للمدينة الجديدة، توجهت رفقة الضابط المناوب الى نادي الموظفين، وبمثل الأجواء التي كانت بداخل قاعات الإحتباس، عايشنا كذلك الدقائق الأخيرة من المقابلة مع جنود الخفاء لذات المؤسسة كلها حماس وأعصاب وخوف، حيث كانت الأجواء بداخل النادي مشحونة مجنونة كلهم كان يترقب ويأمل في نتيجة إيجابية للجزائريين ضد الإنجليز، وكم كانت الدقائق الأخيرة للمباراة صعبة ومنهكة للجميع ولم يسترجع الموظفون أعصابهم إلاّ وهم يسمعون صفارة نهاية المقابلة، حيث خرج الجميع متعانقا، فرحا ومبتهجا لهذا الإنجاز التاريخي لرفقاء عبدون أمام رفقاء روني ولينون... بعد إنتهاء المباراة توجهنا إلى مكتب مدير السجن السيد جموعي، وجدناه فرحا وسعيدا بهذا التعادل الثمين للخضر وقد أخبرنا بأن الإدارة ستقوم بإعادة بث المباراة مرة أخرى للمساجين وهذا بغية الترفيه عنهم وجعلهم يتمتعون مرة أخرى بهذه المقابلة الجميلة للفريق الوطني، حيث أخبرنا بأنه تم تسجيلها كاملة وسيعاد بثها بشعار القناة المصغرة لآفاق الباهية التابعة لمؤسسة إعادة التربية والتأهيل، انتهت هذه التغطية الحصرية الأولى من نوعها لجريدة "الجمهورية" لهذه المباراة غادنا السجن وعند باب المؤسسة العقابية أبى المدير سوى أن يوجه شكره للجريدة وكذا العمال و الموظفين الذين سهروا ليلة أول أمس على ضمان الحماية والأمان لسجن المدينةالجديدة باعتبار أن عملهم في تلك الأمسية لم يسمح لهم مشاهدة مباراة الجزائر ضد انجلترا، فتحية تقدير لهم منا نحن كذلك على المجهودات الجبارة التي يقومون بها لصالح الدولة الجزائرية الأبية.