شعور بالندم، اعتراف بالخطأ، حنين إلى الحرية، شوق إلى الأهل والأقارب ورضى بالقدر، هي الأحاسيس التي لمسناها عند سجناء مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، الذين زارتهم "المساء" ورافقتهم في يوم رمضاني. نساء، رجال ومراهقون حرموا من أغلى شئ في الدنيا هو الحرية، بسبب أخطاء ندموا عليها حيث لا ينفع الندم ورمت بهم للعيش وراء القضبان، سنوات ضيعوها من عمرهم بين أربعة جدران استفاد منها البعض في تحسين مستواهم التعليمي والحصول على شهادة جامعية أو تكوينية في إطار برنامج إعادة إدماج المساجين اجتماعيا. كانت الساعة تشير إلى حدود الواحدة والنصف زوالا لما اقتربت سيارتنا من مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، عندما رأينا مدرعة للشرطة متوقفة أمام جدار المؤسسة لتلفت أنظارنا فيما بعد الطوابير الطويلة للعائلات وخاصة النساء اللواتي أتين لإحضار قفة رمضان لذويهن المسجونين قبل الإفطار. توقفت بنا السيارة أمام المدخل الرئيسي للسجن، عرفنا بأنفسنا ودخلنا وكان الجميع أمام المدخل من عائلات المسجونين والمحامين الذين جاؤوا لرؤية موكليهم ينظرون إلينا متسائلين في أنفسهم من نحن، وما الذي جاء بنا وما سر دخولنا قبلهم، ما دمنا لسنا من عائلات السجناء ولا من أسرة المحاماة؟ انتظرنا لحظات قليلة حتى جاء الحارس الذي عين لمرافقتنا في الزيارة، وبمجرد أن دخلنا أسوار السجن وقدمنا بطاقاتنا المهنية وهواتفنا النقالة في غرفة الاستقبال، لمحنا دخول سيارة للشرطة كانت تقل ثلاثة أشخاص لا تتعدى أعمارهم 30 سنة، جيء بهم لسجن الحراش بأمر من وكيل الجمهورية الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت بتهمة حيازة المخدرات في انتظار محاكمتهم. كبار أغروا بهم ليجدوا أنفسهم في السجن مشينا قليلا وكلما خطونا بعض الخطوات إلا ويقابلنا باب عال من الحديد لابد من فتحه للدخول. كانت وجهتنا الأولى جناح الأحداث الذي يضم 56 طفلا تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة، وجدناهم في الساحة، البعض منهم يلعب الكرة والبعض الآخر يتفرج، كان الجميع يستفسر عن سر مجيئنا، خاصة لما رأوا آلة التصوير.. وقبل الحديث إليهم استقبلنا السيد زبير المسؤول عن الجناح بالقاعة المخصصة للأشغال اليدوية، التي عرضت بها أجمل الأعمال التي صنعها الأحداث، وكان الشاب المراهق "فوندام" كما سمى نفسه لشغفه ببطل أفلام الرعب، ينظر إلينا ويقترب منا شيئا فشيئا وكأنه يريد أن يفتح قلبه لنا، وبمجرد أن تحدثنا معه لمسنا حالة من الندم وشعور بالقلق في نفسيته، كان يتكلم معنا وعيناه تعبران عن حالته النفسية المصدومة والمتأثرة بمشاكله الاجتماعية والعائلية... "فوندام" كما يسميه الجميع هناك صاحب ال 17 ربيعا، متواجد بسجن الحراش منذ شهرين ونصف بتهمة الضرب والجرح العمدي باستعمال السلاح الأبيض وهو حاليا رهن الحبس المؤقت ولم تتم محاكمته بعد، ومن المنتظر أن يتنقل إلى الجناح المخصص للكبار في شهر نوفمبر القادم لما يصبح عمره 18 سنة.. ولما اقتربنا منه وسألناه عن سبب حبسه، اعترف " فوندام" بأنه ضرب شابا بعد شجار دار بينهما خلال فصل الصيف بمدينة اسطاوالي أمام مقر سكناه، قائلا " أخرجت سكينا وأعطيته بتشميتة في الوجه" على حد تعبيره. وكان "فوندام" يروي مشكلته وعيناه تتحركان بطريقة غير عادية ويقول "أنا قلق جدا لأن أهلي لم يأتوا لزيارتي منذ أن دخلت إلى هنا، ماعدا أخي الذي كان يأتي في البداية لكنه توقف عن زيارتي ولا اعرف أي خبر يطمئنني عن عائلتي التي تعيش في مشاكل كبيرة، وأنا أعرف أن هذه المشاكل هي السبب في عدم زيارتي". وأكد المسؤول عن فرع الأحداث، أن إدارة السجن تعمل من أجل حل هذه المشاكل وتخصص أطباء نفسانيين لمعالجة الصدمات النفسية لدى الأحداث حتى لا تؤثر عليهم سلبا. تأملنا قليلا وسط الشبان الذين كانوا بالساحة ولفت انتباهنا محمد الأقصر قامة وسط المجموعة وأصغرهم سنا، رقيق الصوت، نحيف القامة وآثار التعب من الصيام بادية عليه حتى أن رفاقه أخبرونا أنه صغير ولا يتجاوز عمره 14 سنة ولا يصوم دائما لأنه لا يستطيع ويتعب كثيرا. سألنا محمد عن سبب تواجده بمؤسسة إعادة التربية بالحراش، فأجاب "لأن أصحابي الأكبر مني سنا طلبوا مني سرقة هاتف نقال بحي درقانة وضبطت متلبسا". وتكررت مثل هذه الوقائع عند معظم الأحداث الذين تحدثنا معهم، فمعظمهم دخل السجن بسبب السرقة مثل مسعود البالغ من العمر 16 سنة، الذي اعتدى على رجل بباش جراح وسرق منه هاتفه النقال ومبلغا ماليا قدره 3 ملايين سنتيم.. غير أن أغلبية هؤلاء الأحداث أكدوا أن رفاقهم الأكبر منهم سنا يستعملونهم ويضغطون عليهم لتحقيق ما يريدونه من خلال تكليفهم بالسرقة. أما عبد القادر 17 سنة فأخبرنا أنه ندم كثيرا على ما قام به، لأنه اعتدى على شرطي وضربه ولا تزال قضيته في التحقيق إلى حد الآن. وقبل أن نغادر جناح الأحداث، اتفق الجميع على تأدية أغنية لنا مرددين " نحن أطفال كل الدنيا طالبين عيشة هانية، نحن أحداث مؤسسة إعادة التربية والتأهيل شعار الإدماج فيها أمل به نبني المستقبل..." وهي مقاطع عبرت عن تغير سلوك هؤلاء وندمهم الشديد وأملهم في العيش في حرية. ويمكن القول أن معظم الأحداث الموجودين بسجن الحراش متورطون في قضايا السرقة وحيازة المخدرات، وهي القضايا التي تتكرر بنسبة 98 بالمائة، ولا تتجاوز مدة العقوبة التي يقضونها هناك عادة سنة، حسبما أكده المسؤول عن الجناح. مشيرا إلى أن أغلبية الأحداث لما يصلون السجن في الأيام الأولى، يكون سلوكهم غير عادي ورافض للبيئة ولا يتأقلم مع المحيط، غير أن المؤسسة تخصص لهم أطباء نفسانيين ومرشدا دينيا وتنظم لفائدتهم دورات رياضية والعابا فنية وترفيهية ذات أهداف تربوية وتحسيسية، لإعادة إدماجهم وإبعادهم عن الجريمة. السجناء العمال يستفيدون من إجازة 10 أيام وجهتنا الثانية كانت المطبخ الذي كانت فيه حركة كبيرة لتحضير لتوزيع وجبة الفطور المتمثلة في طبق شربة فريك، زيتون باللحم وسلاطة، بالإضافة إلى جبن وقهوة، مع توزيع الحليب والبريوش في السحور.. إلى جانب تخصيص وجبات خاصة بكل أنواع الحمية الغذائية ووجبات للأطفال الرضع الموجودين في حضانة أمهاتهم السجينات." وعرفت هذه الوجبة تحسنا مقارنة بالسنوات الماضية"، حسبما قاله السجناء الذين قضوا عدة سنوات بسجن الحراش. كما عرفت الميزانية المخصصة لوجبة الفطور هذه السنة زيادة ب 40 دينارا لكل وجبة، حيث انتقلت من 80 إلى 120 دينار حسبما أكده لنا السيد "م. م" مدير مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش. وبمجرد الانتهاء من توزيع وجبة الفطور التي انطلقت على الساعة الواحدة زوالا إلى غاية الساعة الثالثة، باشر عمال المطبخ من المساجين تنظيف المكان والتحضير لليوم الموالي وقطع اللحم وتركه في الثلاجات من اجل تحضير أطباق اليوم الموالي. ولما سألنا هؤلاء المساجين من الطباخين عن كيفية اختيارهم العمل في المطبخ، قالوا أنهم تقدموا بطلب عمل لإدارة المؤسسة وتم اختيارهم حسب كفاءة كل منهم، علما أن السجناء العمال يستفيدون من بعض المزايا كإجازة تصل إلى 10 أيام في السنة بالنسبة للمحكوم عليهم يمكنهم خلالها زيارة أهاليهم ويشتغل بالمطبخ 24 عاملا موزعين على ثلاث فرق. سجناء يحلمون بمهنة المحاماة خرجنا من المطبخ متجهين إلى الجناح المخصص للرجال الذي كانت ساحته مليئة بالحركة والطوابير للرجال الذين كانوا ينتظرون استلام قففهم أو إرجاعها بعد إفراغها من الوجبة التي أحضرها لهم أهاليهم.. دخلنا إحدى القاعات المخصصة للرجال المحكوم عليهم بتهمة القتل، السرقة، والمخدرات، استقبلنا الجميع بابتسامة عريضة.. وفي دردشة قصيرة معهم وصفوا لنا أجواء رمضان في السجن وكيف يقضون أيامهم في جو تضامني وأخوي في ظل تحسن الأوضاع مقارنة بالسنوات الماضية، مثلما قال لنا سجين في الأربعينات من عمره قضى 5 سنوات من العقوبة المحددة له بسجن الحراش والتي تصل إلى 20 سنة، بسبب سرقة محل مجوهرات بالعاصمة، وكله أمل في أن يتم تقليص مدة عقوبته، حيث قدم في هذا الصدد طعنا في الحكم الصادر في حقه أمام المحكمة العليا وينتظر الاستئناف.. هذا السجين اعترف أن ما قام به خطأ يبقى راسخا في ذهنه طيلة حياته. مضيفا أنه لم يضيع وقته بالسجن بل استفاد من الدراسة، حيث نال شهادة البكالوريا شعبة آداب وعلوم إنسانية، وهو ينوي الالتحاق بكلية الحقوق والتخصص في المحاماة للدفاع عن المتهمين "لأنه يعرف جيدا مجتمع السجن". بعدها التحقنا بقاعة المحادثة المخصصة للرجال والتي تتسع ل 25 سجينا بعد إعادة ترميمها، حيث لم تكن تتسع إلا ل 10 سجناء فقط من قبل، وذلك في انتظار إنهاء أشغال بناء القاعة الثانية التي تتسع هي الأخرى ل 25 سجينا أيضا من الرجال، يفصلهم جدار من الزجاج عن الأشخاص الذين يأتي لزيارتهم ويتكلمون معهم عن طريق الهاتف لمدة 20 دقيقة في اليوم المخصص للزيارة. فرحة وشوق كبيرين لمسناهما عند السجناء لدى رؤية أقاربهم والحديث معهم بقاعة المحادثة، حيث كان يختلف الحديث من شخص لآخر عن ظروف الحبس، جلسات المحاكمة، أجواء رمضان، والسؤال عن الأهل والأقارب وغيرها... أما النساء فيستفدن من الزيارة المقربة التي منحها لهم القانون على عكس الرجال، إذ بامكانهن لقاء أهاليهن لمدة 20 دقيقة أيضا في قاعة والحديث إليهم مباشرة دون هاتف مثلما لاحظناه في إحدى القاعات، حيث وجدنا سجينة من جنسية افريقية سجنت بسبب الهجرة السرية وتواجدها بطريقة غير قانونية على التراب الجزائري، وكانت تتحدث مع زوجها الذي جاء لرؤيتها. "رمضان بالسجن عادي ولا ينقصنا أي شئ ما عدا الحرية" مباشرة بعدها انتقلنا إلى الجناح المخصص للنساء اللواتي وجدنهن في فترة استراحة بالساحة، وبمجرد وصولنا بدأنا نلاحظ بعض الحركة والتساؤل وهروب بعضهن منا بعدما لاحظن آلة التصوير، في حين رحبت الأخريات بنا وتحدثن معنا مثل عقيلة الموجودة رهن الحبس الاحتياطي منذ ثلاث سنوات، والتي يبلغ عمرها 50 سنة.. ونحن نتحدث إلى عقيلة، لم نشعر ولو للحظة أننا بالسجن أو مع سجينة، إلا بعدما انفجرت بكاء متحسرة عن القدر الذي رمى بها إلى مكان لم تكن تنتظره يوما بعيدا عن المجتمع الذي ترعرعت فيه وبعيدا عن مهنتها، حيث كانت تشتغل كإطار سام لتجد نفسها بين عشية وضحاها وراء القضبان.. عقيلة وهي تتحدث إلينا طلبت منا تصحيح الصورة السائدة لدى عامة الناس الذين ينظرون إلى السجناء نظرة نقص. مشيرة الى أن لكل ظروفه وقدره في الدنيا. وعن أجواء رمضان في السجن، أجمعت العديد من السجينات اللواتي التقينا بهن ممن قضين أكثر من خمس سنوات، على أنها أجواء عادية وعرفت وجبة الإفطار تحسنا كبيرا مع برنامج إصلاح وأنسنة السجون، مقارنة بالسنوات الأولى لهن بسجن الحراش "وما ينقصنا حاليا هو الأهل والحرية فقط" تضيف إحدى السجينات. ودائما في إطار أنسنة السجون، يستفيد حاليا السجناء المحكوم عليهم من مكالمات هاتفية مرة واحدة في كل 15 يوما مدتها 5 دقائق للحديث مع عائلاتهم. وتتولى إدارة السجن الاتصال بنقابة المحامين لتخصيص محام للسجناء الموجودين رهن الحبس الاحتياطي، والذين لم تتم محاكمتهم بعد وذلك بتعيين محام للدفاع عنهم. ضغط الدم الأكثر انتشارا عند السجينات بسبب القلق وخلال زيارتنا توقفنا بالعيادة الطبية المخصصة للنساء، وفي حديث مع ممرضة بالعيادة عن الأمراض الأكثر انتشارا لدى السجينات، أخبرتنا أن أكثر الأمراض المتكررة هي ضغط الدم الذي يصيب السجينات بسبب القلق والتفكير في مشاكلهن. مسابقة دينية وثقافية في رمضان ونظمت إدارة سجن الحراش مسابقة دينية وثقافية خاصة بشهر رمضان، في إطار برنامج التعاون الذي يجمع المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومنظمة الكشافة الإسلامية الجزائرية، وذلك بتوزيع استمارة أسئلة خاصة بالرجال، والنساء والأحداث، تتضمن أسئلة دينية وتثقيفية يعلن عن نتائجها في ال27 من رمضان في سهرة الاحتفال بليلة القدر.. وخصصت عدة هدايا للفائزين في المسابقة. وبمناسبة شهر رمضان، سمحت إدارة السجن للسجناء بالاستفادة من القفة التي كانوا يتلقونها مرة في الأسبوع في الأيام العادية مرتين في الأسبوع. قناة الأمل والبرامج التلفزيونية أما بالنسبة للبرامج التلفزيونية، فيسمح للسجناء بمشاهدة القناة الوطنية وقناة "أم بي سي" والاستماع إلى إذاعة البهجة، بالإضافة إلى قناة الأمل الخاصة بمؤسسة إعادة التربية، والتي تقوم بتسجيل أفلام وبرامج توعوية تحسيسية وتربوية بالدرجة الأولى، لإعادة بثها على السجناء وتختلف هذه البرامج من النساء إلى الرجال إلى الأطفال.. علما أن مصلحة التركيب وإعادة بث البرامج تمارس ما يعرف بسياسة المقص، وذلك بنزع الأفلام واللقطات التي لا يمكن للسجين رؤيتها، خاصة ما تعلق بالعنف والقتل، وبث الأفلام التي تلقن دروسا أخلاقية. ولتفادي المشاكل بين السجناء في اختيار مشاهدة البرامج، حيث يفضل البعض التلفزيون الجزائري لمشاهدة برنامج رمضان بعد الإفطار، في الوقت الذي يفضل فيه البعض الآخر قناة"أم بي سي" لمشاهدة مسلسل" باب الحارة"، تعمل قناة الأمل الخاصة بالسجن يوميا على تسجيل مسلسل "باب الحارة" لإعادة بثه بعد مسلسل "البذرة" الذي يبث في التلفزيون الجزائري لتمكين السجناء من مشاهدة المسلسلين معا. كما تبث قناة الأمل خلال شهر رمضان، برامج قرآنية، منوعات، أشرطة وثائقية، ونشرات الأخبار. إلى جانب تنظيم سهرات فنية من عزف السجناء الذين يتدربون على الآلات الموسيقية الموجودة بالمؤسسة. مكتب توجيه للتكفل بالمفرج عنهم ومن أجل استئصال الجريمة، تسعى إدارة المؤسسة العقابية إلى جعل السجين ينفر من العودة إلى العمل الإجرامي أو السرقة بعد خروجه من السجن، وذلك بتخصيص مكتب توجيه يتولى توجيه المساجين الذين استفادوا من الحرية ويبحث لهم عن عمل أو مساعدتهم بمنحهم قروضا تمكنهم من القيام بمشروع معين، حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم من جديد ويندمجوا في المجتمع بدون نقص. وفي نهاية جولتنا التي استغرقت خمس ساعات، تنقلنا فيها من جناح إلى آخر دون أن نتمكن من زيارة كل الأجنحة، نظرا لاتساع سجن الحراش وكثرة عدد مساجينه الذي يصل إلى 4 آلاف سجين، لفت انتباهنا رجل يبلغ من العمر أكثر من ستين سنة يرتدي بدلة السجن الصفراء اللون، يجلس على كرسي متحرك يصرخ من شدة الألم ويضع يده على قلبه، ولما اقتربنا منه وسألنا الحارس أخبرنا أنه ينتظر سيارة الإسعاف لنقله إلى المستشفى لأنه مصاب بمرض القلب منذ سنة، وكثيرا ما يصاب بأزمات تستدعي نقله على جناح السرعة للمستشفى لتلقي العلاج اللازم حتى يرتاح. خرجنا من مؤسسة إعادة التربية والتأهيل لحظات قبل موعد الإفطار، وبمجرد وصولنا أمام الباب الخارجي توقفت أمامنا سيارة للدرك الوطني وهي تنقل رجلين من جنسية افريقية يقيمان بطريقة غير شرعية تم إدخال أحدهما، في حين سارت سيارة الدرك بالآخر الى سجن آخر حسبما يبدو...