سيصدر بعد ايام قليلة عن دار قانة للطباعة والنشر بمدينة باتنة كتاب جديد للاستاذ رضوان شافو استاذ التاريخ بالمركز الجامعي بالوادي يحمل عنوان بحوث ودراسات في تاريخ وادي ريغ ، في طبعة ثانية منقحة بعد الطبعة الأولى التي صدرت سنة 2007، والتي تخللتها بعض الأخطاء ، و تاتي هذه الطبعة حسب المؤلف مختلفة عن سابقتها من حيث النوع والكم في المواضيع، وذلك من خلال التعديلات والتصحيحات والإضافات التي مستها ولعل من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت الاستاذ شافو إلى إصدار هذا الكتاب في طبعته الثانية هو خوض بعض الباحثين المحليين من غير الاختصاص بارتجالية في وصف أحداث تاريخية تفتقر إلى القواعد المنهجية للبحث التاريخي، مما نتج عنه تزييف وتأويل للكثير من الحقائق التاريخية من جهة، بالإضافة إلى تراكم العديد من الأبحاث والمحاضرات حول تاريخ منطقة وادي ريغ من خلال نشاطاته البحثية ورحلاته العلمية إلى دور الأرشيف الأجنبية التي قادته الى كل من تونس، فرنسا، مصر في إطار تحضيره لأطروحة الدكتوراه حول تاريخ منطقة ورقلة من بداية الاحتلال ولغاية استرجاع السيادة الوطنية وتحقيق الاستقلال الوطني من جهة أخرى، ولعل ما يضفي اللّمسة النوعية والجديدة على هذه الطبعة هو الوثائق الأرشيفية التي تخص جوانب من تاريخ منطقة وادي ريغ ، والتي تنشر لأول مرة. وفيما يخص التعديلات التي خصت هذه الطبعة، فقد تمثلت في إعادة ترتيب المواضيع، وتقسيمها إلى أربعة فصول رئيسية حسب التسلسل التاريخي للأحداث، حيث سيحمل الفصل الأول عنوان: دور الوثيقة والرواية الشفوية في الكتابة التاريخية، و يتضمن ثلاثة مواضيع، أهمها موضوع الرواية الشفوية (جديد)، حيث أصبحت هذه الأخيرة موضوعا مستقلا بذاته له مناهجه الخاصة، وأصبحت محل إهتمام كبير من قبل الباحثين والمؤرخين لما لها من أهمية في كشف الحقائق التاريخية ،على خلاف ما كان يعتقده المؤرخون في السابق بأنَّ الرواية الشفوية تحوِّل الحدث من حقيقة تاريخية إلى خرافة وأسطورة لا يمكن تصديقها. أما الفصل الثاني من هذا الكتاب فسيحمل عنوان: وادي ريغ بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر الميلاديين (15-19م)،ويحتوي على إحدى عشرة موضوعا، والجديد فيها ثلاثة مواضيع أولها: العلاقات السياسية بين الدولة العثمانية والإمارات الصحراوية (إمارة بني جلاب نموذجا 1531-1854م)، وثانيها: الحياة الاجتماعية لمنطقة وادي ريغ خلال القرن 19م من خلال مخطوط "ري الغليل في أخبار عبد الجليل سلاطين فزان"، وثالثها: المقاومة الشعبية بمنطقة وادي ريغ من خلال الكتابات الفرنسية. اما الفصل الثالث من كتاب بحوث و دراسات في تاريخ وادي ريغ فسيحمل عنوان" منطقة وادي ريغ في القرن العشرين الميلادي (20م)"، و يتضمن ستة مواضيع، الجديد فيها موضوع دور منطقتي وادي ريغ ووادي سوف في دعم وتموين منطقة الأوراس قبيل اندلاع الثورة التحريرية. بينما الفصل الرابع والأخير فسياتي بعنوان: شهداء وأعلام منطقة وادي ريغ، حيث يتضمن تراجم لبعض الشهداء وشيوخ الإصلاح ،الذين كان لهم مساهمة فعالة في الحياة الاجتماعية والسياسية خلال الفترة الاستعمارية ، والجديد في هذه الشخصيات هو ترجمة ذاتية للشهيد محمد الأخضر الاخضري السائحي . أما الملاحق فقد تم تعديلها هي الأخرى بحذف البعض منها، وزيادة البعض الآخر والمتمثل في نشر بعض الوثائق الأرشيفية حيث تكمل ما جاء في مضمون هذا الكتاب الذي يعتبره المؤلف جهد متواضع قابل للنقد والتوجيه والتصحيح زما هو الا محاولة علمية جادة هدفها الاساسي المساهمة في كتابة جزء من تاريخ الجزائر ومنطقة وادي ريغ التي تبقى في حاجة ماسة لاسهامات الباحثين والتنقيب في تاريخها المجيد نشير في الاخير ان الاستاذ رضوان شافو ابن بلدة المقارين شمال تقرت والحائز على شهادتي الليسانس والماجستير في انتظار تقديمه اطروحة الدكتوراء الاسبوع المقبل يعد عضوا فعالا بكل من اتحاد المؤرخين الجزائريين والمجلس العلمي للمتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية العقيد شعباني ببسكرة والكثير من الهيئات التي لها علاقة يتاريخ الجزائر والجنوب الجزائري فضلا عن مشاركاته في عديد الملتقيات الدولية والوطنية التاريخية