تحولت قضية الطفل الجزائري إسلام ، القابع حاليا في غياهب السجون المغربية ، إلى ما يشبه كومة نار حارقة ، نفخت في كيرها وسائل الإعلام نظام المخزن ، التي تسعى جاهدة إلى تعكير و تعفين الأجواء الجزائرية المغربية ، لأسباب تبقى معروفة و مكشوفة الأوراق ... والغريب في الأمر أن قاضي التحقيق المكلف بالنظر و التمحيص في القضية ، أنكر و أبطل جميع التهم المنسوبة إلى هذا الرياضي الجزائري الصغير ، بل و دحض أباطيل و مزاعم بعض المغرضين الذين يعشقون الاصطياد في المستنقعات الكريهة النتنة بين البلدين ، و لعمري أن توقيت إخراج سيناريو هذا الفيلم المدبلج من أفلام هوليوود و بوليوود الخيالية ، كان مدروسا و مطبوخا جيدا في مخابر " التخلاط " و الروينة " التي سبق و أن قام بها في الماضي بعض المخرجين " السنيمائيين " المغاربة ، حيث يظهر جليا ، أن حكاية الاعتداء الجنسي " المزعومة " من قبل الطفل إسلام " حاشاكم " ، الهدف منها فقط تحقيق بعض المكاسب و الانتصارات المغربية التي لاتزال تراودهم في أحلامهم " الهيتشكوكية " ، على حساب الطرف الجزائري الذي تمكن مؤخرا من إحراز العديد من المآثر و النجاحات المدوّية ، استشاط لها جيراننا المغاربة " غيضا " و "غضبا " ، بل و حتى "حسدا "، منها على سبيل المثال لا الحصر خروجه منتصرا و منتشيا من امتحان اعتداء تيقنتورين المبين الذي انتهى بالقضاء على تلك الشرذمة من الإرهابيين التي حاولت زعزعة أمن و استقرار وطننا المفدى ، و ما تبعها من تضامن و مساندة دولية مطلقة للجزائر و لجيشها الوطني الشعبي الذي استطاع باحترافيته المعهودة أن يضرب و بعصا غليظة ، هذه الجماعات الدموية المتطرفة ... فقضية الطفل إسلام إذن ليست إلا زوبعة في فنجان ، و لعبة من لعب نظام المخزن المعهودة ، الذي يئس بل وفشل في جميع محاولاته و مساعيه ، الهادفة إلى تغيير الموقف الجزائري من قضايا فتح الحدود الغربية المغلقة منذ 1994 ، و التنازل عن ثوابته الوطنية بخصوص قضية الصحراء المغربية ، وما رافقها من تضامن مطلق و لا مشروط مع المعتقلين الصحراويين في ما بات يعرف بقضية المحاكمة العسكرية غير العادلة للمدنيين المتهمين بقتل أفراد من قوات الأمن المغربيين في أحداث مخيم أكديم إيزيك في العيون ، ضف إلى ذلك فإن قضية الطفل " إسلام " المحبوس جورا مع المتشردين ، الحراقة و المدمنين على المخدرات ، أظهرت للجميع ، أن هذه المحاكمة لم تكن للأسف عادلة بل و غير موضوعية ، شكلا و مضمونا ، و الدليل على ذلك أن القاعدة القانونية الجوهرية التي تقول ، " إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته " ، لم تطبق و لم تحترم مع هذا الرياضي الجزائري " المذنب بلا ذنب " ، حيث و كما أسلفنا الذكر ، أثبتت التحريات القضائية التي أجراها القضاء المغربي ، أنه لم يمس قيد أنملة ، هذا الطفل المغربي الذي أقام الإعلام المغربي المنحاز إلى جانبه الدنيا و لم يقعدها ، لذلك علينا أن ننبه هنا إلى مسألة مهمة و هي أن مثل هذه الرسوم المتحركة غير المضحكة التي تحاول هذه الجهات المحسوبة على نظام المخزن فبركتها من حين لآخر ، قد تتسبب لاقدر الله في مزيد من الاحتقان و التشنج السياسي بين الجزائر و المغرب ، لاسيما و أن هذين البلدين يحاولان قدر المستطاع ، وضع الخلافات جانبا و التفكير في أحسن الصيغ و السبل التي من شأنها بعث العلاقات السياسية و الاقتصادية بينهما ، غير أنه و للأسف يبدو أن مثل هذه المساعي و الجهود البينية كلما شهدت خطوة إلى الأمام ، تقوم هذه الجهات المعروفة المحسوبة على النظام المغربي ، بإخراج مثل هذه المسرحيات " القذرة " التي تصطنع قضايا و تلفق فضائح باطلة ، تصيب قوما بضلالة و جهالة ، مثلما هو الحال للطفل " إسلام " ، فكفانا لعبا بالنار ، و صبا للزيت على الجمر الموقد في كانون الحقد و التزييف و الشعوذة السياسية ، التي تجعل البريء جلادا و الجلاد بريئا ، و الأكيد أن حبكة هذه المسرحية سقطت في الماء ، لأن فصولها متناقضة و أبطالها مزيفين ، و بطلها إسلام سيخرج منتصرا في الأخير ، لأنه صاحب حق ، و جلادوه هم الأرذلين .