قضية الطفل إسلام التي اسلت الكثير من الحبر قد تتحول إلى أزمة عميقة بين الجزائر والمغرب، هذا على الأقل ما يقال ، أو ما يتم الترويج له في الكثير من المحطات الإعلامية الدولية والتي تكتب بالبنط العريض عما تسميه بأزمة بين الجزائر والمغرب بسبب طفل، وإذا كانت كلمة أزمة ربما هي أكبر بكثير مما هو حاصل حقيقة، فالمؤكد أن تصرفات الأشقاء توحي بان بوجود نية لإشعال فتنة جديدة بين البلدين، تضاف إلى محاولات كثيرة ومتكررة لجا إليها المغاربة عبر خطاب رسمي عدواني وحمالات الوسائط الإعلامية والجمعوية يتم تكليفها بمهمة استهداف الجزائر. لن ندخل في تفاصيل ما أصبحت تسمى بقضية الطفل إسلام ذي ال 14 سنة الذي وجد نفسه متهما بالاعتداء الجنسي على طفل مغربي، فنعرف »عبقرية« جيراننا في فبركة القضايا وإلصاقها بالجزائريين، وأسلوبهم هذا هو الذي تسبب في غلق الحدود البرية بين البلدين سنة ,94 ولولا رعونة نظام المخزن، وتلهفه إلى استهداف الجزائر لكانت العلاقات بين البلدين أحسن بكثير مما هي عليه اليوم، فكيف يعقل أن تتهم دولة لها مؤسسات يفترض أنها مسؤولة وتقدر الكلمة تقديرا جيدا، الأمن الجزائري بتدبير تفجير فندق بلازا بمراكش، ليتبين فيما بعد بان مدبري التفجير الإرهابي مغاربة بعضهم يحمل الجنسية الفرنسية، والمشكل أن الرباط وبدلا من أن تعتذر علنا للجزائر على ما اقترفته دعايتها المغرضة، واصلت على نفس المنوال، وفي المقابل تريد بان تفتح الحدود دون قيد أو شرط لأن الاقتصاد المغربي قد أصابه الصدأ شرق المملكة.قضية الطفل إسلام لم تكن بريئة، وقد تكشف النقاب عن قضايا أخرى لممارسات يقترفها المغرب انتقاما من الجزائر ومن مواقفها المبدئية اتجاه النزاع في الصحراء الغربية، وللمغرب قصص أخرى مع أطفال الجزائر، ومرة قام الأمن المغربي باحتجاز عدد من أطفال الكشافة الإسلامية الجزائرية كانوا في رحلة استكشافية بمنطقة تقع على الحدود بمرسى بن مهيدي، اتهموا فيما بعد بتجاوز الشريط الحدودي، فتم إخضاعهم لاستنطاق دام ساعات قبل إخلاء سبيلهم، وبطبيعة الحال فإن المغرب زعم أن هؤلاء الأطفال اعتدوا على التراب المغربي وهددوا أمن المملكة، وربما قال أيضا بأن هؤلاء كانوا يؤدون مهمة لصالح الاستخبارات الجزائرية وما إلى ذلك من أحلام اليقظة التي أصيبت امن جلالته وجعلهم يجرون أطفال أبرياء على وجوههم إلى مخافر الشرطة، وكان على هذا الأمن الوطني جدا أن يفعل ولو القليل مما فعله مع هؤلاء الأطفال في سبتة ومليلية وان يظهر حبه لوطنه وغيرته على ترابها بالذود عن ارض المغرب المحتلة من قبل الاسبان الذين يسيطرون حتى على الصخور التي لا تبعد عن أراضي المملكة إلا ببضعة أقدام، فلما لم يجر الأمن المغربي عناصر الجيش الاسباني الذي أهانوا الجيش المغربي فوق »صخرة« ليلى؟ لا احد يعتقد بأن قضية الطفل إسلام منفصلة عما يفعله المغاربة لإثارة غضب الجزائريين، فبعض المنابر الإعلامية تتحدث عن استهداف متعمد لعدد من الجزائريين المقيمين بالمغرب، وتأتي هذه القضية بعد زوبعة سياسية أحدثتها تصريحات للوزير الأول المغربي عبد الإله بن كيران حاول من خلالها تحميل المسؤولية للجزائر فيما يجري في شمال مالي، وتوريط الجزائر في نزاع الصحراء الغربية، فبن كيران عزف على نفس المعزوفة المغربية القديمة وزعم بان الجزائر تملك مفاتيح الحل والعقد في الصحراء الغربية، وهي المسؤولة عن الوضع هناك وليس النظام المغربي الذي يحتل الأرض ويشرد أهلها ويحاكم خيرة أبنائها ويزج بهم في سجونه الجهنمية على غرار ما حصل لحوالي 20 صحراويا أدينوا في أحداث مخيم اكديم ازيك، وحاول الوزير الأول المغربي تقديم صورة قبيحة عن الجزائر، كبلد يشيع الفتن والحروب، مع أن العالم أجمع يعرف جيدا بأن الجزائر هي من ناصر السلام في مالي، بل يكاد يكون البلد الوحيد الذي وقف في وجه الحرب ورافع من اجل الخيار السلمي التفاوضي، وأن فرنسا التي يغازلها الإسلامي بن كيران هي من أشعل فتيل هذه الحرب التي تستهدف الجزائر وهو ما يجعل الرباط في راحة تامة ما دامت بعض القوى تكفلت نيابة عنه في مسعاها لضرب أمنها واستقرارها.