أتعجب في أحيان كثيرة من إفراط بعض القادة والسياسيين في منطقتنا المغاربية، بمناسبة وبغير مناسبة، في إطلاق خطب رنانة ومؤثرة حول ضرورة الإسراع في تشييد فضاء الاتحاد المغاربي لتحقيق آمال وطموحات الشعوب، خُطب يرافقها من وراء الأضواء وخلف الستائر ضرب شديد تحت الحزام؟!.. لذلك نجد أنفسنا دوما أمام خطين متوازيين لا يمكن أن يلتقيان. سيطر عليّ هذا الشعور وأنا في خضم متابعتي لقضية الطفل الجزائري إسلام ذي ال 14 ربيعا المحتجز على ذمة التحقيق منذ أكثر من أسبوعين بأحد المراكز الرياضية بالمملكة المغربية بعدما تم الاستماع لأقواله وتحرير محضر من طرف الشرطة المغربية بتهمة «الاعتداء الجنسي» على طفل مغربي؟! الموضوع يبدو بكل تأكيد أنه حلقة جديدة من أحد مسلسلات نظام المخزن القديمة.. أصل الحكاية أن إسلام طفل جزائري ممارس لرياضة القوارب الشراعية تنقل مع الوفد الرياضي الوطني إلى مدينة الدارالبيضاء المغربية للمشاركة في دورة رياضية هناك، وهو بغرف تغيير الملابس حدث اشتباك صبياني بينه وبين أحد منافسه من الأطفال المغاربة لا يعدو أن يكون مجرد لعب أطفال، غير أن أطرافا في السلطة المغربية رأت في الحادثة فرصة جديدة للانتقام من الجزائر ومحاولة لي ذراعها بسبب مواقفها المبدئية الثابتة. القضية تبدو مليئة بنقاط الظل والتساؤلات التي تثير الدهشة.. فمن أين لطفل في هذا السن بالقوة اللازمة ل «الاعتداء جنسيا» على أحد أقرانه؟! بل وهل يمكن لعقله الصغير أن يفكر في إيتاء فعل كهذا حتى ولو سلمنا جدلا بأنه مريض نفسيا؟! وكيف تفسر السلطات المغربية طريقة تعاملها مع هذه القضية وكأنها قضية إجرام من الدرجة الأولى؟! وأين هي حقوق الطفل في هذه القضية؟! من الواضح جدا أن معتادي صناعة أفلام الأبيض والأسود في نظام المخزن حاولوا مرة أخرى تحقيق شيء ما لكنهم هذه المرة ذهبوا إلى حد لم يكن متصورا باستغلالهم البراءة في محاولات الابتزاز والمساومة التي ستسقط كما سقطت المحاولات السابقة وسيعود إسلام إلى أهله معززا مكرما. إن بناء صروح الوحدة يتطلب إرساء أساسات من الصراحة والمكاشفة لأنه يختلف تماما عن بناء قصور الرمال. لذلك علينا دائما البحث عن الحقيقة كاملة.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.