مثل المتهمون بالتجسس لصالح روسيا في الولاياتالمتحدة أمام محاكم مختلفة قضت بإطلاق سراح البعض بكفالة مالية وإبقاء البعض الآخر قيد التوقيف في الوقت الذي أعلنت قبرص استمرار البحث عن متهم آخر يعتقد بأنه فر بعد إطلاق سراحه بكفالة مالية. ففي إحدى محاكم مانهاتن بنيويورك أطلق القاضي رونالد إيليس الخميس الفارط سراح المتهمة فيكي بيلايز وهي صحفية ولدت في بيرو وتحمل الجنسية الأميركية بكفالة مالية وقدرها 25 ألف دولار شريطة وضعها قيد الإقامة الجبرية والمراقبة الإلكترونية. وعلل القاضي قراره بكون بيلايز مواطنة أميركية ولا تبدو عميلة مدربة ولم تستخدم هوية مزيفة، عكس المتهمين الآخرين الزوجين ريتشارد وسينثيا ميرفي اللذين أمر القاضي بتمديد حبسهما استنادا إلى الأدلة التي قدمها الادعاء العام ضدهما، قبل أن يرفع الجلسة إلى السابع والعشرين من الشهر الجاري. كما أرجأ القاضي إيليس قرارا بشأن زوج الصحفية بيلايز، خوان لازارو الذي اعترف بعد اعتقاله بالتعامل مع المخابرات الروسية وبأنه يحمل اسما ووثائق مزورة. وفي فرجينيا، أرجأت أول أمس الخميس إحدى المحاكم النظر بقضية إطلاق سراح ثلاثة موقوفين في قضية التجسس لصالح روسيا، وهم مايكل زوتولي وباتريشيا ميلز وميخائيل سيمينكو، بكفالة مالية إلى وقت لاحق اليوم الجمعة وذلك نزولا عند طلب هيئة الدفاع التي قالت إن لديها معلومات جديدة تخص موكليها في القضية المنسوبة إليهم. أما في بوسطن فأمرت القاضية جينفير بول بتمديد حبس المشتبه فيهما دونالد هاتفيلد وتريسي فولي حتى موعد الجلسة المقرر عقدها في السادس عشر من الشهر الجاري للاستماع إلى أقوالهما في التهم الموجهة إليهما بخصوص خلية التجسس الروسية. وفي الأثناء حذر أحد مسؤولي الادعاء العام في مدينة نيويورك من أن شبكة معقدة من العملاء الروس داخل الولاياتالمتحدة يسعون جاهدين لإطلاق سراح الموقوفين بكفالة مالية تمهيدا لمساعدتهم على الهرب خارج الولاياتالمتحدة. وأشار مساعد النائب العام مايكل فابرياز الخميس إلى وجود مسوؤلين حكوميين روس في الولاياتالمتحدة يسعون بشكل حثيث للمساعدة في هذه المؤامرة داعيا القضاء إلى الإبقاء على الموقوفين وراء القضبان وعدم إطلاق سراحهم بكفالات مالية. يشار إلى أن محكمة فدرالية في نيويورك قضت يوم الاثنين الماضي بتمديد حبس سيدة الأعمال الروسية آنا تشابمان ورفض إطلاق سراحها بكفالة مالية. وتزامنت هذه التطورات مع إعلان السلطات القبرصية أمس الخميس اختفاء رجل مطلوب في الولاياتالمتحدة على خلفية قضية التجسس لصالح روسيا بعد أن أفرجت عنه السلطات القبرصية بكفالة مالية. وقالت الشرطة القبرصية إن المدعو روبرت ميتسوس لم يبادر إلى إخطار قسم الشرطة شخصيا بمكان وجوده منتهكا بذلك قرار الإفراج عنه، فيما أعرب وزير العدل القبرصي عن ثقته بإمكانية اعتقال ميتسوس رغم نفي السلطات الأمنية امتلاكها أي معلومات تدل على مكان وجوده. وأوضحت الشرطة القبرصية أن التحقيقات التي أجريت أكدت بأن ميتسوس لم يغادر البلاد، لكنها لم تستبعد احتمال فراره عن طريق جمهورية شمال قبرص التركية. وتم اعتقال ميتسوس بينما كان في طريقه لمغادرة قبرص جوا صبيحة التاسع والعشرين من الشهر الماضي متوجها إلى بودابست، وأمرت محكمة محلية في اليوم نفسه بالإفراج عنه بكفالة بعد أن رفضت طلبا من الشرطة بإبقائه قيد التوقيف إلى حين عقد جلسة تنظر في ترحيله في 29 جويلية الجاري. وقامت السلطات القبرصية باعتقال ميتسوس بناء على طلب أميركي يتهمه بكونه الممول لشبكة التجسس لصالح المخابرات الروسية التي كانت تسعى لاختراق دوائر صناعة القرار السياسي الأمريكي على غرار ما كان يجري خلال حقبة الحرب الباردة.