"السيارتي" سقطت عندما صعدت ... هي العبارة التي ظل المسيرون الحاليون لفريق شباب تموشنت يرددونها مؤخرًا ، نعم حققوا الصعود حتى يعيشون مع الأنصار لحظات قصيرة مع نشوة الانجاز ، سويعات أو أيام لتبدأ الصراعات الداخلية و التطاحن ما بين الإدارة و من كانوا على رأس الشركة من جهة ، و ما بين الفريق برمته و القائمين على الرياضة بولاية تموشنت الذين سيكتب التاريخ بأنهم عجزوا على النهوض بالرياضة في هذه الولاية التي أصبحت الآن لا تملك أي فريق يمثلها في أقسام النخبة في مختلف الرياضات بعدما سقط فريقا شباب تموشنت لكرة القدم و السلة إلى الأقسام الدنيا، ناهيك عن فرع كرة اليد الذي اختفى عن الأنظار ، و الله يخلف على فريق شباب بني صاف الذي يصارع هو الآخر مع المشاكل حتى يبقى على قيد الحياة ، دون الحديث عن باقي الرياضات ،لا سيما كرة القدم أكثر الرياضات شعبية في العالم و من غير المعقول أن تكون تموشنت التي نجحت في تنظيم كاس أمم إفريقيا لأقل من عشرين سنة تفشل في صنع فريقا في كرة القدم في ولاية تزخر بإمكانيات لا باس بها و لها مكانة على مستوى الاقتصاد الوطني أحسن من بعض الولايات دون ذكر الأسماء ، على أية حال فالوضعية الكارثية للرياضة بتموشنت يتحملها الجميع ، من السلطات المحلية إلى القائمين على الرياضة فإدارة السيارتي ، فلا يختلف حال فريق زيدورية تموشنت عن "السيارتي" ، الذي لم يعمر كثيرُا بالرابطة الثانية المحترفة ، بل كان أول فريق يسقط مبكرا ، بل انه دخل كتاب غينتس في تحطيم الأرقام القياسية ، إذ أن أبناء سيدي بارودي سقطوا بأضعف رصيد لم يسجله أي فريق من قبل ، رصيد به 9 نقاط أي فوزين و ثلاثة تعادلات و انهزموا في خمس و عشرين مباراة منها إحدى عشرة داخل القواعد و أربعة عشرة خارج الديار ، ناهيك عن المهازل التي سجلت على غرار تلك التي كان أبطالها اللاعبون عندما رفضوا مواجهة جمعية وهران في ختام مرحلة الذهاب و هو ما رسم سقوطهم رسميا إلى حظيرة القسم الوطني الثاني هواة . الفريق التموشنتي لم يعمر كثيرًا في الرابطة الثانية المحترفة لكن الإشكال يكمن في الطريقة التي سير بها الفريق من طرف مسئولين كلهم من خارج ولاية تموشنت و كأن الولاية لا تملك رجال غيورين على النادي ، و الأدهى أن الديركتوار تم إنشاءه كان بعد أن ترسيم سقوط النادي ، و كأن هؤلاء كانوا ينتظرون أن يسقط النادي ، و نقصد بذلك حدو الذي ترك وهران و تنقل إلى تموشنت من اجل صناعة تاريخ لهذا النادي الذي لم يسبق له و أن لعب بقسم النخبة ، بعدما كان يعتقد أن السلطات بتموشنت ستقف معه مثل الذي يحدث بوهران ، و التسهيلات التي تلقتها أندية كبيرة بالباهية من طرف السلطات الولائية إلى درجة أن والي وهران قال في إحدى تصريحاته انه لم يتبق له سوى اختياره لتشكيلة الأساسية قبل اللقاءات الرسمية ، و هنا يؤكد الدعم الكبير الذي تقدمه السلطات للفرق التي تمثل الباهية ، كما هناك إشكال آخر يطرح و هو كيف لفريق يستفيد من إعانة 3ب ملايير عندما كان ينشط في القسم الثاني هواة و يتلقى نفس الإعانة بعد صعوده إلى الرابطة الثانية المحترفة ، صحيح أن الفريق تحول إلى شركة رياضية لكن الحكومة تدرك بان هذه الشركات قد أعلنت إفلاسها بطريقة غير مباشرة .