لطالما عانى سكان وادي السمار والمناطق المجاورة من انبعاث الروائح الكريهة والحشرات المزعجة جراء تكوم اطنان القاذورات في المفرغة المحاذية لهم بوادي السمار والتي كانت تستقبل 70 ألف طن شهريا من النفايات مما شكل خطرا كبيرا على حياة هؤلاء السكان خاصة لقربها الكبير من التجمعات السكنية لكن حال هذه المفرغة كان أيضا حال العديد من المفارغ ببلادنا التي تعاني من سوء التسييربالرغم من الامكانات الهائلة البشرية والمادية باعتراف من السلطات العليا فحتى شركة نات كوم آخر من تولت تسيير المفرغة الجديدة التي حولت من وادي السمار إلى اولاد فايت جوبهت بالعديد من الانتقادات من طرف الوزير الحالي للبيئة وتهيئة الإقليم " عمارة بن يونس " الذي أكد في العديد من زياراته إلى المكان بان نات كوم غير قادرة على تسيير هذه المفرغة التي تتحول هي أيضا وكما حولت نظيرتها بوادي السمار إلى منتزه أو حديقة عمومية الحديث عن المفارغ العمومية يجرنا إلى الحديث عن المياه القذرة والسوائل الخطيرة التي تتسرب الى باطن الأرض والتي بطبيعة الحال ستلوث بدورها المياه الجوفية أشارت بعض الدراسات التي قامت بها وزارة البيئة وتهيئة الإقليم إلى أن مفرغة واد السماركانت تشكل خطرا حقيقيا على البيئة لأنه لم تكن هناك آلية لمعالجة الغازات المتجمعة أو الاستفادة منها لتنطلق الغازات في الهواء وهي الخطر المباشر علاوة على الازعاج الذي كانت تتسبب فيه لمستعملي الطريق الوطني رقم ( 5 ) جراء الروائح الكريهة وقد وصلت نسبة رمي النفايات في بعض الاحيان الى ما يعادل 500 ألف طن يوميا مما استدعى التفكير بجدية بايجاد حل يتضمن تحويل هذه المفرغة الى وجهة اخرى بعيدة عن الساكنة وهو ماحصل فعلا بان حولت نحو اولاد فايت ومن ثم تحويل مفرغة وادي السمار الى حديقة عمومية تمتد على مساحة 32 هكتارا ومن هنا بدات الاشغال بإزالة الغازات الناجمة عن القمامات باستعمال تقنيات حديثة قصد تصريفها وتطهير المفرغة من النفايات وأشغال التهيئة والتأهيل متواصلة لغاية اليوم الغلق النهائي كان تدريجيا شملت عملية غلق مفرغة وادي السمار مخططا تدريجيا لينطلق تأهيل المكان سنة 2009 من اجل استبدالها بحديقة عمومية خضراء مع إنجاز مرافق للراحة ولاتزال عمليات تأهيل المفرغة متواصلة من خلال شق مسالكها ومعالجة نفاياتها وتحضير كل مساحتها باستعمال تقنيات عصرية متطورة على مساحة تزيد عن 50 هكتارا أوكلت مهام أشغال التهيئة للأرضية التي شرع في تهيئتها على مستوى مفرغة وادي السمار إلى اللبنانيين فيم بلغت قيمة الصفقة اكثر من 74 مليون دينار