إختتمت المنافسة الخاصة بالمسرح المدرسي في طبعته ال 17 والتي أقيمت في ولاية مستغانم من 2 إلى 5 جويلية حيث واصلت الفرق المسرحية عروضها بنفس التوجه التربوي والتثقيفي والتكويني الذي انطلقت عليه الشيئ الذي تفاعل معه الحضور المكون أساسا من فئة المتمدرسين من الأطوار الثلاثة إلى جانب المكونين والمرافقين حيث أن هؤلاء لم يبخلوا ولم يدخروا جهدا في سبيل مواصلة العمل التربوي لكن هذه المرة عبر خشبة مسرح دار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي وهكذا كان لليوم الثالث شرف للولايات التالية الجزائر العاصمة، شلف، تيسمسيلت، الأغواط، تلمسان، الوادي التداول على الركح لعرض مسرحياتها حيث أنه تبين من خلال تلك العروض اللمسات التربوية التي تعد بحق مكملة للتحصيل العلمي المقدم خلال طول السنة الدراسية فإذا كانت على سبيل المثال فرقة الجزائر العاصمة قد قدمت عرضا تحت عنوان "الأجنحة الشرسة" والتي أراد من ورائها أصحابها إظهار تلك الصورة القاتمة لذلك الإنسان الذي يلهث فقط من أجل تحقيق شهواته مندفعا وراء المادة والمحب لها حتى الثمالة ليتحول بعدها نفس ذلك الإنسان إلى حياة الروتين ولم يفق إلا بعد ما يحكم عقله وقلبه ما يسمح له في الأخير من أن يتحكم في كل يحيط به وخاصة ما يمكن من أن يصدر منه من تصرفات منبوذة وبالتالي يضطر إلى تغيير حياته، فإن فرقة سوق أهراس اختارت في عرضها " الصخرة " العودة إلى جذور التاريخ الجزائري وإظهار في لوحات ذلك الصمود الشامخ للجزائريين إبان الثورة التحريرية ضاربا بذلك عرض الحائط تلك الآلة الإستعمارية التي أتت على اليابس والأخضر ولم يكسرها ويدمرها إلا بعدما عرف كيف يوظف إرادته وإيمانه القويين... كما عاش ركح قاعة ولد عبدالرحمان كاكي أجواء رائعة صنعها تلامذة مختلف المؤسسات التربوية المشاركة في المسابقة حيث كان لكل من مؤسسات الطارف، ميلة، مستغانم، البويرة، معسكر، تيزي وزو، باتنة، شرف تقديم عروضها التي إن كانت متباينة من حيث مواضيعها فإنها لم تختلف من حيث اللمسة التربوية والتكوينية وحتى التثقيفية وهذا ما يؤكد على أن المسرح المدرسي هو مواصلة فعلية لذلك الجهد المبذول والمتواصل عبر مختلف المؤسسات التربوية الموزعة عبر الوطن. ولم تكن جوهرة القضية العربية غائبة عن خشبة ولد عبدالرحمان كاكي حيث اختارت ولاية ميلة طرح القضية الفلسطينية لكن بنظرة أسرة جزائرية والتي يتبين من خلال الطرح أنها تتابع عن كثب ذات القضية حيث تظهر رفضها القاطع في ما يحدث من إنقسام بين الأشقاء من جهة وأكثر من هذا ذلك السكوت ومن الدول العربية وعدم نطقها صراحة عما يحدث في فلسطين الجريحة من جهة أخرى هذا العرض تجاوب هو الآخر معه الحضور بقوة ما يبين نجاح الممثلين في إيصال الرسالة إلى الجمهور الحاضر، أما العروض الأخرى فكانت كما ذكر سابقا كلها تصب في نفس المصب ألا وهو تقوية الحس المدني والوطني لدى التلاميذ حيث ختمت ولاية ع. الدفلى عروض اليوم الثاني بمسرحية تروي تاريخ الجزائر منذ ثورة الأمير عبد القادر إلى غاية حصول الجزائر على استقلالها في جويلية 1962 وهكذا نظرا لحسن أداء أغلبية العروض من قبل التلاميذ ستكون حتما لجنة التحكيم في وضع لا تحسد عليه للفصل بين الفائزين يوم 5 جويلية من ذات الشهر.