سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. حسن خاطر رئيس مركز القدس الدولي ينتقد صاحب الفتوى و يؤكد في حوار حصري ل «الجمهورية»: تحريم زيارة القدس ضربة قاضية للعرب و المسلمين و سيزيد من عزلة المدينة المقدسة
معركة الفلسطينيين المقبلة ستكون مع المستوطنين و الحاخامات الدمويين اليهود تمددوا في الأسواق العربية و على الغرف التجارية فضح الاختراقات أكد الدكتور حسن خاطر رئيس مركز القدس الدولي، و الأمين العام السابق للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، بأن فتاوى بعض العلماء التي حرّمت و منعت زيارة القدس كانت ضربة قاضية للمدينة المقدسة، و أضاف في الحوار الحصري الذي أجرته معه جريدة “ الجمهورية” بأن هذه الفتوى لا تختلف كثيرا عن قرار الصهاينة ببناء جدار الفصل العنصري حول القدس، لاسيما و أنها ستتسبب في عزل المكان المقدس عن أبنائه العرب و المسلمين، تماما مثلما تسبب الجدار في عزل المدينة عن أهل فلسطين، و دعا في سياق آخر العالم العربي و الإسلامي إلى التحرك من أجل منع عملية هدم مساكن المقدسيين الذين يواجهون خطر التهجير، مشيرا إلى أن معركة الشعب الفلسطيني القادمة ستكون مع الصهاينة و الحاخامات المتطرفين الدمويين، بالإضافة إلى نقاط و ظلال أخرى تابعوها في هذا الحوار: الجمهورية: حذرتم في تصريحات سابقة من مخاطر الحركة المسيحية الصهيونية باعتبارها أكبر خطر يهدد المقدسات في مدينة القدس، فزيادة على أنها تقدم الأموال بملايين الدولارات لأزيد من 23 جمعية تنشط هناك، تجدها تربط مسألة ظهور المسيح بهدم مسجد الأقصى، برأيكم ماهي أحسن السبل و الحلول التي يجب اتباعها لدرء الأذى عن هذه المقدسات الإسلامية؟ ^ د.حسن خاطر: الحركة المسيحية الصهيونية تشهد انتشارا واسعا في الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص وهي تقدم الدعم لدولة الاحتلال انطلاقا من مبدأ ديني يقوم على أساس أن قدوم المسيح الذي ينتظرونه لن يتحقق إلا ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ، وبالتالي فهم يعملون كالمجانين في سبيل تحقيق هذه النبوءة، ودولة الاحتلال تستغل هذه الحركات وهذه المعتقدات في سبيل تحقيق أهدافها واستكمال تهويد القدس والأراضي الفلسطينية والمنطقة، أما كيف يمكن حماية هذه المقدسات في وجه هذه العواصف المتطرفة ، فالمسألة تحتاج إلى عمل عربي وإسلامي يوازي في حجمه و إمكانياته ما يبذل من قبل الطرف الآخر، وهو ما لم يحصل إلى اليوم، فالقدس عندهم دين والقدس عندنا سياسة، وهم يدعون عند كل وجبة طعام جماعية “شلت يميني إن نسيتك يا أورشليم” ونحن نمعن في نسيان القدس يوما بعد يوم، حتى أن القدس أمست عندنا مشكلة سياسية يمكن لأحد “الموهوبين” في “علم المفاوضات” أن يحلها وهو يرتشف فنجانا من القهوة ! أنا أظن أنه يجب أولا أن نضع القدس في المكانة التي أنزلها إياها الله سبحانه وتعالى ،وهي مكانة عقيدية بامتياز، حيث برزت منزلتها في الإسلام في وقت مبكر من الدعوة الإسلامية وقبل أن تبرز أربعة أركان من أركان الإسلام الخمسة، وكان ذلك ليلة الإسراء والمعراج، فإذا فهم قادتنا وعلماؤنا وشعوبنا أن القدس هي جزء من عقيدتهم وأنهم سيحاسبون على التقصير فيها أشد مما سيحاسبون على التقصير في أركان الاسلام فإن المعادلة وقتئذ ستتغير، ثم إني أعتقد ومن خلال تجربة معايشة مرة لواقع القدس أن فتاوى بعض العلماء التي حرمت ومنعت زيارة القدس كانت بمثابة ضربة قاضية للمدينة المقدسة، حيث أدت إلى عزل القدس عن أبنائها العرب والمسلمين في العالم، وهذا ترك الأبواب مفتوحة دون إزعاج لمئات الآلاف من المستوطنين الذين أغرقوا المدينة وأغرقوا الأقصى، و أصبحوا يشكلون الأغلبية في المشهد العام للمدينة، “ولو حضر الماء لبطل التيمم”، فجدار العزل العنصري الذي بناه اليهود حول القدس عزل المدينة عن أهل فلسطين والفتوى عزلت المدينة عن باقي المسلمين، والنتيجة أن القدس باتت تلفظ أنفاسها جراء هذين العزلين، لذا أظن أنه لا بد من رفع الحظر عن القدس وتفعيل شد الرحال إليها ضمن إطار من الالتزام والتوعية والمسؤولية خصوصا بين المسلمين الذين تقيم دولهم علاقات مع دولة الاحتلال، فشد الرحال إلى الأقصى هو مشاركة فعلية في معركة القدس والمقدسات، وما زلت أكرر الدعوة لمراكز الدراسات والملتقيات العلمية لعقد مؤتمر لعدد مناسب من العلماء ذوي التأثير في هذا العصر ليستمعوا منا نحن الذين نعيش واقع القدس ومعاناتها ثم بعد ذلك يصدروا الموقف أو الفتوى التي يظنون أنها الأنسب لتحديد علاقة الأمة بالقدس. تعتزم سلطات الكيان الصهيوني هدم 20 ألف بيت عربي في القدس، بحجة أنه مخالف لشروط البناء، وذهبت إلى أبعد من ذلك عندما وضعت شروطا تعجيزية للفلسطنيين، بهدف تجميد الوجود العربي في المدينة و دفعه إلى الهجرة و الرحيل عنها، فما هو الحل لمنع هذا الإجراء الذي تعمل سلطات الاحتلال على القيام به؟ ^ سلطات الاحتلال تخطط للتخلص من أكبر قدر ممكن من أصحاب القدس الشرعيين، ويعتبر التهجير هو الباب الأوسع الذي تراهن عليه سلطات الاحتلال، ومما لا شك فيه أن تضييق الخناق على حياة المقدسيين يعتبر السبيل الأسرع - من وجهة نظر الاحتلال - لدفعهم للهجرة فرارا من حياة الجحيم التي صنعها الاحتلال بيده، ويعتبر موضوع المسكن وظروف السكن الخاصة بالمقدسيين في مركز دائرة التهويد، ولتتضح الصورة أكثر فإن سلطات الاحتلال قامت بتطبيق مخططات بمواصفات جديدة على الأحياء العربية في القدس نجم عنها أو ترتب عليها أن ثلث مساكن القدس وتقدر بحوالي (20) ألف بيت عربي اعتبرت مخالفة لهذه المخططات والمواصفات وبالتالي فهي حسب قانون الاحتلال بيوت غير قانونية ولا بد من هدمها، ويمكنكم أن تتخيلوا مشاعر المواطنين المقدسيين الذين تدخل بيوتهم ضمن دائرة الخطر هذه، فهم يتوقعون الهدم في أيّ لحظة ودون سابق إنذار، وفي الليل وفي النهار، وربما شاهدتم عبر شاشات التلفاز كيف تقوم جرافات الاحتلال المعززة بالجنود ورجال الشرطة والكلاب البوليسية باقتحام البيوت قبيل أذان الفجر وأهلها نيام و إخراجهم منها في أوضاع مأساوية وهدمها على ما فيها من أثاث، فهناك اليوم ما يقرب من نصف سكان القدس من العرب يعيشون هذا الهاجس المفزع دون أن يعرفوا متى تحين ساعة الصفر، أو كيف ستكون نهاية هذه المعاناة، و إذا أضيف إلى ذلك كله الشروط التعجيزية التي تضعها سلطات الاحتلال لمنح المواطن المقدسي رخصة للبناء أو لتوسعة المبنى القائم تكتمل الصورة، فبلدية الاحتلال في القدس لا تمنح رخص البناء للعرب إلا “بالقطارة” فهي تمنح 100 رخصة بناء لليهود مقابل رخصة واحدة للعرب، وهذه سياسة مدروسة ومقصودة، أدت على مدار العقود الماضية إلى تناقص حاد في التوسع العمراني العربي في القدس، وهذا أدى إلى اكتظاظ كبير في المساكن العربية،و وصلت متوسط حصة الفرد من السكن إلى حوالي 02 متر مربع، وهي نسبة غير معقولة، إضافة إلى أن معظم مساكن البلدة القديمة أصبحت غير ملائمة للسكن البشري بسبب قدمها وعدم السماح بصيانتها إلا وفق إجراءات ونفقات تعجيزية، وهذا كله أدى إلى تسرب عربي كبير من داخل القدس وضواحيها إلى خارجها حيث مناطق السلطة الفلسطينية إلى رام الله، بيت لحم وأريحا وهذا ما تريده سلطات الاحتلال في نهاية المطاف . تقصير عربي كبير في ترجمة قرارات القمم العربية أما بخصوص سبل مواجهة مثل هذه المخططات الصهيونية الخطيرة التي تستهدف اجتثاث وجودنا العربي من القدس، فإن الحل ليس سهلا، خصوصا و أن الاحتلال هو الذي يمسك بزمام الأمور من الألف إلى الياء، ولكن هناك إمكانية لخطوتين في غاية الاهمية، الأولى تتمثل في توجه القيادة الفلسطينية إلى محكمة الجنايات الدولية بصفتها الجهة الدولية ذات الاختصاص لمقاضاة سلطات الاحتلال على ما تفعله في القدس بصفتها أراضي محتلة بموجب القرارات الدولية، والثانية المسارعة على المستوى العربي والإسلامي بتقديم الدعم المالي المباشر لأهل القدس المرابطين فيها لتمكينهم من الصمود ومواجهة هذه المخططات وتحمل أعباء السياسات الإسرائيلية المعدة مسبقا لتهجير المقدسيين وإبعادهم عن القدس، خصوصا وأن هناك تقصير عربي كبير في ترجمة قرارات القمم العربية التي أقرت على المستوى النظري تقديم الدعم المالي للقدس بمئات الملايين من الدولارات، إلا أنها على المستوى الفعلي لم تدفع دولارا واحدا ! كشفتم في السابق عن وجود تقارير مؤكدة، تفيد بوجود مشروع شبكات مترو أنفاق أسفل أحياء المقدسي الشرقية المحتلة و منها قطار خفيف أسفل المسجد الأقصى لنقل اليهود من القدس الغربية إلى الحرم القدسي الشريف، الأمر الذي ستكون له تأثيرات كبيرة على التراث و الأماكن الأثرية، فماهو جديد هذا المخطط الصهيوني، و هل من مساع من قبل مؤسستكم لوقف مثل هذه الاعتداءات السافرة؟ ^ للأسف نجحت سلطات الاحتلال في تأمين علاقة سلسة وسهلة وسريعة جدا لكافة المستوطنين اليهود بالقدس والمسجد الأقصى أينما كانوا، سواء في داخل القدس أو في الأحزمة الاستيطانية المحيطة بها أو حتى في مدن الساحل الفلسطيني كتل أبيب ويافا وغيرها، وذلك من خلال شبكة القطار الخفيف، والقطار الهوائي، ونفق البراق الذي يربط ما يعرف ب “الحي اليهودي” في القدس ب “حائط البراق” من خلال نفق تحت الأرض، وفي المقابل لم نعد نحن الفلسطينيين أو حتى المقدسيين قادرين على أن نصل إلى البلدة القديمة أو المسجد الأقصى بسبب الحواجز والجدار والإجراءات القمعية لسلطات الاحتلال، التي تراهن بشكل كبير على أن سياسة عزل الفلسطينيين عن القدس والمقدسات وفي المقابل فتح الأبواب أمام المستوطنين على مصراعيها ستغير الواقع على الأرض لصالح التهويد، ولا شك أن تغيير هذه الجرائم أو وقفها أمر يحتاج إلى تحرك جاد ومكثف من قبل القيادة الفلسطينية والقادة العرب على مستوى المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية والقضائية، وذلك على أساس أن القدس أراضي محتلة والقانون الدولي لا يعترف بأي تغيير يجريه الاحتلال على المدينة. «ناطوري كارتا» حركة يهودية ترفض الاعتراف بدولة يهودية قرأنا في العديد من الصحف و المواقع على الأنترنت، فتاوى من لدن الكثير من الحاخامات الصهاينة يدعون فيها إلى ذبح الفلسطنيين من أطفال، رجال، نساء وشيوخ، آخرها كانت فتوى الحاخام اليهودي “يسرائيل روزن” التي دعا فيها المستوطنين و الجنود الإسرائيليين إلى إبادة من ما هو عربي وتجريده من ممتلكاته، فلماذا هذا التحريض الديني البشع على القتل؟ أليست هذه الدعاوى دليل قاطع على بطلان نظرية التطبيع مع هؤلاء الصهاينة الذين يرفضوننا و يأبون العيش والتعايش معنا؟ ^ في البداية لا بد من التذكير أننا كفلسطينيين، عرب ومسلمين ليس لدينا مشكلة مع اليهود في العالم، فكثير من اليهود عاشوا في كنف الحضارة الإسلامية في المشرق العربي، في المغرب العربي وفي الاندلس، ولكن مشكلتنا مع الاحتلال الصهيوني، حيث هناك أكثر من نصف يهود العالم يحاربونه ولا يقبلون أن يحسبوا عليه، وهناك حركة يهودية عريقة تسمى “ناطوري كارتا” منتشرة على مستوى العالم لا ترفض فقط الاعتراف بوجود الدولة اليهودية و إنما تدعو إلى تحرير فلسطين من النهر الى البحر، أما حاخامات الحركة الصهيونية فهؤلاء عنصريون ودمويون إلى أبعد الحدود ومنهم من يقود حركة متطرفة قامت بإحراق عدد كبير من المساجد في فلسطين وهم يتدربون على القتل والحرق والإرهاب على مرأى ومسمع جيش الاحتلال ومنهم من يعيش في كهوف الجبال في منطقة نابلس، و أنا أظن أن معركة الشعب الفلسطيني القادمة ستكون مع هؤلاء المستوطنين وحاخاماتهم وأظن أن عواقب هذا الصراع ستكون أكثر خطورة على شعبنا من كل المواجهات السابقة مع دولة الاحتلال، ولو أن موجات التطرف التي يعيشها المستوطنون اليوم كانت في أوساط الفلسطينيين لقامت الدنيا ولم تقعد، ولربما قامت الولاياتالمتحدة بتنظيم تحالف دولي لمواجهته ولكن الأمر يبدو طبيعيا جدا مع التطرف الصهيوني! أكد مدير مؤسسة “ الحق “ الحقوقية الفلسطينية الأستاذ شعوان جبارين أنه يجب كسر أرجل الاحتلال الإسرائيلي اقتصاديا لضربه من الداخل و هذا بتكثيف حملات مقاطعة البضاعة الصهيونية و منعها من الدخول إلى الأسواق الأوروبية، برأيكم هل هذه الإستيراتيجية قادرة على التأثير في القيادة الإسرائيلية لمنع الاستيطان و المساعدة في قيام دولة فلسطين على حدود 1967؟ ^ أشكال المقاومة للاحتلال كثيرة ومتعددة وكل منها له تأثيره وله أهميته، والجانب الاقتصادي من الجوانب المهمة في المقاومة بل أن الاقتصاد أصبح اليوم يقود السياسة ويؤثر فيها، وهناك تجربة متواضعة في مقاطعة منتجات المستوطنات على المستوى الفلسطيني وعلى مستوى عدد من دول الاتحاد الأوروبي، وقد أدّت هذه السياسة إلى تحقيق نجاحات جزئية يمكن البناء عليها والاستمرار فيها، إلا أن دولة الاحتلال بصورة عامة نجحت هي الأخرى في تحقيق اختراقات كبيرة للسوق العربية و أرقام المبيعات الإسرائيلية لتلك السوق في تصاعد مستمر و أصبحت اليوم تحسب بمئات الملايين من الدولارات، وهذا مؤشر خطير على أن دولة الاحتلال تتمدد في الأسواق العربية وتقوى يوما بعد يوم، و أنا أتمنى من الغرف التجارية العربية العمل على فضح هذه الاختراقات و توعية المواطنين العرب من التعاطي مع هذه المنتجات حتى لا نتحول إلى داعمين أساسيين لدولة الاحتلال وجرائمها في المنطقة . ماهي المخاطر الاستيراتيجية لمبادرة “مبادلة الأراضي” التي اقترحتها مؤخرا اللجنة العربية، و لماذا جاءت في هذا التوقيت بالذات، و لماذا أصبح العرب هم من يبادرون بمثل هذه المقترحات بدلا من الكيان الصهيوني الذي يفترض أنه هو الذي يقدم الحلول و المبادرات باعتبار أنه هو الغازي و المحتل؟ ^ لا شك أن القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967م هو تراجع كبير من قبل الفلسطينيين والعرب، - ولكن لاعتبارات عديدة - يرفضها معظم أبناء الشعب الفلسطيني - تم التعاطي مع هذا الطرح، ومنذ أوسلو إلى اليوم لم يتم التقدم قيد أنملة في هذا الاتجاه، وكان قادة الاحتلال قد طرحوا قبل سنوات فكرة تبادل الأراضي و تم رفض الفكرة في حينها، ثم وصل بنا الأمر نحن كعرب تبني هذه “الفكرة الصهيونية” و إعادة طرحها، ومن وجهة نظري فإن مجرد الموافقة على طرح هذه الفكرة ومناقشتها مع الاحتلال سيفتح الباب على مصراعيه لإعادة ترتيب الجغرافية الفلسطينية بما ينسجم مع مصالح الاحتلال وحساباته ومشاريعه على الأرض، و إذا قبلنا بالمبدأ فلا يمكن أن نتحكم في النتائج وسنجد أجزاء كبيرة و حساسة كالقدس ومساحات أخرى واسعة في قلب الضفة الغربية مطروحة على الطاولة، وهذا سيفرغ مقولة “إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ال1967م” من أي مضمون أو معنى. إسرائيل تزور التاريخ والحقيقة تحت وفوق الأرض.. داخل وخارج القدس أكدت مصادر عليمة مطلعة على ملف المسجد الأقصى أن الكيان الصهيوني قام في الآونة الأخيرة بوضع روايات و عبارات توراتية في الأنفاق التي تم حفرها تحت هذا المعلم الإسلامي المقدس لدى المسلمين، لإيهام السياح الأجانب بصحة وجود آثار يهودية في هذا المسجد، أنتم كأمين عام سابق للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس ومديرا لمركز القدس الدولي، ماهو دوركم لمنع مثل هذه الأكاذيب الصهيونية الخاطئة لاسيما في ظل الترتيبات الإسرائيلية الرامية إلى استقبال 10 ملايين سائح في ال 10 سنوات القادمة؟ ^ سلطات الاحتلال تستهدف التاريخ تماما كما تستهدف الجغرافية، وهذا ما يجعله أخطر أشكال الاستيطان التي عرفها العالم على مدار تاريخه، وتزوير الحقائق الدينية والتاريخية مستمر منذ احتلال المدينة المقدسة والأراضي الفلسطينية إلى اليوم، وقد رصد المختصون قيام سلطات الاحتلال بتغيير أسماء أكثر من (20) ألف موقع أثري إلى أسماء عبرية ما أنزل الله بها من سلطان، وقد كشفنا قبل شهور قليلة لوسائل الاعلام عن رصد سلطات الاحتلال لحوالي (200) مليون دولار أمريكي لإعادة “تأهيل” حوالي (196) موقعا عربيا لتسجيلها على قائمة التراث اليهودي العالمي، فإسرائيل تزوّر التاريخ والحقيقة تحت الأرض وفوق الأرض، وداخل القدس وخارج القدس، والحرب التي تشنها على تاريخنا وهويتنا لا تقل خطورة عن الحرب التي تشنها على أهلنا وشعبنا، ونحن نعمل بكل ما نستطيع للتصدي لهذه الجرائم والوقوف على هذه الثغرة المهمة في صراعنا مع الاحتلال، من خلال مشاريع علمية لتوثيق المعالم وفضح الاكاذيب ونشر الحقيقة، ولكن أقول وبكل صراحة ان هناك خذلان عربي لما نقوم به، ولا يوجد أي اكتراث أو اهتمام بهذا العمل رغم أهميته وخطورته، وقد أنجزنا بعض الأعمال المهمة في التوثيق ولكن لم نجد إلى الآن من يتبنى طباعتها وتوزيعها وترجمتها حتى تصل الفائدة وينجح الهدف في مقاومة الاحتلال و أكاذيبه، وبالتالي فإن الذين خذلوا القدس على المستوى العسكري والسياسي يخذلونها أيضا على كل المستويات الأخرى بما فيها التوثيق والبحث العلمي وغير ذلك . هل تعتقد أن الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة رامي الحمد الله قادرة على رأب الصدع الداخلي الفلسطيني، وهل يمكن أن تحقق آمال و طموحات الشعب الفلسطيني في تحقيق دولتهم الحرة المستقلة؟ أم أنها فقط حكومة تسيير أعمال كما يرى الكثير من المراقبين الذي يعتقدون بأنها سوف تفشل في مهمتها لاسيما في ظل التجاذبات التي تطبع علاقة حركتي فتح و حماس؟ ^ قد يكون من الحكمة عدم الاستعجال في تقييم أوضاع هذه الحكومة حتى تأخذ فرصتها، و رغم تقديري لشخص الدكتور الحمدلله إلا أني أرى أن إمكانياتها متواضعة ومحدودة جدا أمام التحديات الأساسية الثلاث التي استعصت على الحكومة التي سبقتها، وهي أزمة الانقسام الداخلي، و أزمة الوضع السياسي، والأزمة المالية . سوريا تواجه منذ سنتين حربا كونية مدمرة أتت على الأخضر و اليابس، و قد تأكد مع مرور الأيام أن الربيع العربي الذي كان في البداية ثورة ضد الاستبداد و الديكتاتورية، تحول إلى “ ثورة مزعومة “ ضد دول الطوق المعادية لإسرائيل، ماهي عواقب سقوط الدولة المركزية السورية على القضية الفلسطينية لاسيما إذا ما عرفنا أن دمشق كانت و لا تزال مع المقاومة الشريفة و الحقيقية للشعب الفلسطيني ضد الصهاينة الغزاة؟ ^ نحن نتابع ما يجري في سوريا بقلق شديد و ألم كبير، ومن الواضح أن الأمور تزداد تعقيدا و لا تنبئ عن إمكانية للحسم العسكري ، و الضحية الأولى و الأخيرة لهذا الصراع هو الشعب السوري الذي نعتبره صنو الشعب الفلسطيني وشقيقه الروحي، و من الواضح أن قوى دولية عديدة دخلت الملعب السوري و كثر عدد اللاعبين وهذا ما يبعث على القلق، و مما لا يخفى عليكم أن حال الفلسطينيين في سوريا ليس بأحسن من حال إخوانهم السوريين، ونحن نخشى في حال طال هذا الصراع أن يؤدي ذلك الى تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية متصارعة و هذا ما يسعى إليه الاحتلال مدعوما بالدول الكبرى، لذلك نحن في فلسطين نتمنى من كل القوى السورية العمل على حقن دماء الابرياء و العمل للتوصل الى حل سريع وسلمي لهذا الصراع بما يحقق مصلحة الشعب السوري وطموحه في الحرية والتغيير، وتفويت الفرصة على الطامعين في تدمير سوريا وإخراجها من خارطة العمل السياسي.