يشغل حاليا على مشروع السكة الحديدية الرابط بين تيارت وسعيدة على مسافة 153 كلم 300 عامل انطلقت به الأشغال القاعدية منذ أشهر قلائل وتشرف عليه مؤسسة أجنبية المشروع الذي وضع به حجر الأساس ببلدية عين كرمس تؤطره شركة إسبانية يعمل بوتيرة متسارعة قصد تسليمه في الوقت المحدد بعد تسوية ملفات أصحاب الأراضي الفلاحية التي تمر بها السكة الحديدية وصولا إلى ولاية سعيدة. وبعد انطلاق عملية تثبيت السكك الحديدية يتضاعف عدد العمال ليصل بهذا إلى 600 منصب شغل مؤقت في إنتظار الإنطلاقة الفعلية لهذا المشروع الهام الذي حظيت به ولاية تيارت والتي يعول عليها كثيرا في التنمية الاقتصادية خاصة أنها تربط الشمال بولايات الجنوب الجزائري . ولايتوقف هذا المشروع عند هذا الحد فالربط بين 4 ولايات عن طريق إنشاء سكة حديدية موحدة إنطلاقا من تيسمسيلت مرورا بغليزان فسعيدة لتصل إلى سيدي بلعباس وهذا ما يرفع الكثير من الغبن على سكان المناطق النائية وتوفير النقل للبضائع والمسافرين على حد سواء كما يشغل يدا عاملة إضافية داخل المحطات الجديدة أو عمال الصيانة للسكك الحديدية. ولا ننسى أن فلاحي تيارت إنتظروا طويلا تجسيد هذا المشروع فالتفكير الأن موجه نحو نقل المنتوجات الفلاحية ومنها القمح والشعير أو حتى مواد فلاحية أخرى كاللحوم والصوف حيث أن تيارت تضم ثروة حيوانية هائلة مع تدعيم قطاع الفلاحة من المزارع النموذجية والتي أصبحت الآن من أهم الاستراتيجيات المنتهجة من قبل مديرية الفلاحة التي تعمل على إعطاء نفس جديد للقطاع عن طريق هذه المزارع النموذجية والتي تستخدم أحدث التقنيات الفلاحية ومنها تربية الأبقار في إنتاج الحليب حيث يصل انتاجة بتيارت إلى حوالي 7 ملايين لتركل عام فهذه المعطيات قد تكون حافزا قويا في بعث التنمية الاقتصادية من جديد ومع إستكمال مشروع السكة الحديدية على مسافة تتجاوز ال 200 كلم يمكن تسويق المنتوجات الفلاحية ونشيرأن تيارت بها أقدم خط للسكك الحديدية منذ الحقبة الاستعمارية ثم التخلي عنها إذ أن المحطة المتواجدة بوسط المدينةتيارت لم تعد كما كانت سابقا بعد أن أغلقت أبوابها وبقيت عبارة عن بناية قديمة تأكلت مع مرور الوقت دون إعادة الاعتبار لها فهذا المبنى هو تحفة فنية ولكنه بقي عرضة لعبث الزمن.