توّج سهرة أمس المنتخب الإسباني بمونديال جنوب إفريقيا على حساب هولندا في لقاء ماراطوني حيث كان على إنييستا أن ينتظر إلى غاية الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني ليحرر الملايين من الإسبان ومن محبي »لاروخا« في العالم ويعطي العنان لأول نجمة تسطع في سماء المملكة الإسبانية، وقد كان هذا التتويج مستحقا بالنظر إلى المحاولات الكثيرة التي أضاعها الإسبان في اللقاء، خاصة في الشوطين الإضافيين وبهذا التتويج يكون رفاق الأستاذ إڤزافي قد توّجوا بكل شيء وأصيبوا بتخمة الألقاب. وقد دخل المنتخب الإسباني المرحلة الأولى من نهائي كأس العالم بقوة كبيرة حيث سيطروا منذ اللحظات الأولى خاصة من الناحية اليمنى من جهة سارجيو راموس، فقد أنقذ الحارس الهولندي ستاكنبارد مرماه من هدف محقّق بعد ضربة رأسية قوية من سارجيو راموس إثر تمريرة على طبق من الأستاذ الكتلوني ڤزافي، سيطرة الماتدور تواصلت باستعمارهم الكامل لوسط الميدان، بفضل عمل كبير من ألونسو بوسكاش وإينييستا، حيث قاد سارجيو راموس محاولة هجومية ثانية فقد تخلص بسهولة من فان بومل داخل منطقة العمليات وسدد بقوة لكن كرته اصطدمت بمدافع آخر، بيدرو إغتنم الفرصة وحاول مباغتة الحارس لكن كرته مرت ببضع سنتمترات. رد فعل الطاحونة البرتقالية كان ابتداء بالإندفاع البدني القوي والتدخلات العنيفة من جانب فان بومل لاعب البايرن ميونيخ ودي يونغ الناشط في مانشستر سيتي وفان بيرسي حامل ألوان الأرسنال وثلاثتهم أخذوا في المرحلة الأولى البطاقة ذات اللون الأصفر، ولم تكن هذه المبالغة في الإندفاع البدني صدفة وإنما لكسر الأداء الجماعي للإسبان وإيجاد الخلل لإفقاد توازن »لاروخا« في الربط بين الصفوف الثلاث. بيول وسارجيو راموس وقعا في فخ الهولنديين وتحصلا بدورهما على البطاقات الصفراء وإن كان هذا العدد الكبير من البطاقات يدلّ على شيء فإنما يدل على الحرب التكتيكية التي كانت بين المنتخبين وهو ما أثر بشكل كبير على الجانب الفني للمواجهة في شوطها الأول، فذكاء الهولنديين كان في عزل فيا وإنيستا في الأمام كما أن الإسبان نجحوا في إيجاد حراسة لصيقة لروبن و شنايدر. كما أن كويت لاعب ليفربول كان بحق الجندي المجهول في المرحلة الأولى. وفي العشرة دقائق الأخيرة إنساب اللون البرتقالي نحو هجوم الخصم ونجح في صناعة عدة فرص حقيقية سانحة للتهديف، كقذفة المدافع ماتايزر بعد تمريرة على طبق من فان بومل لكنها مرت جانبية بعدها تبين لماذا المدرب ديل بوسكي يضع ثقة كبيرة في كاسياس كقائد للاروخا حيث أنقذ مرماه من هدف محقق بعد قذفة صاروخية من الجناح الطائر روبن الذي كان الموسم الماضي زميلا له في ريال مدريد. إنطلقت المرحلة الثانية بنفس المستوى الفني المتوسط وبنفس الريتم المتذبذب وبنفس الحرب التكتيكية الكبيرة في وسط الميدان، اللون الأصفر طغى على البرتقالي حيث إنضم في العشرة دقائق الأولى إلى قائمة المغضوب عليهم من الحكم الإنجليزي كل من فان بروكهوست وإيتينغا وحتى المدافع الإسباني كاب دفيلا أخذ حقّه هو الآخر، وبعد شد ومدّ، جاءت اللقطة التي قطعت الأنفاس من جانب الهولنديين، دي يونغ يمنح روبن كأسا من العسل الكروي الخالص، حيث وجد الجناح الطائر نفسه وجها لوجه مع كاسياس زميله السابق في مدريد، ومرة أخرى كاسياس يتألق... الجزائريون تعليقا على هذه اللقطة قالوا ليس قائد الإسبان من أنقذ مرماه وإنما الأخطبوط بول من بارك »للاروخا« بالفوز. ديلبوسكي بحكمته التكتيكية وخبرته الفنية علم أن الوضع خطير فأقحم خسوس نافاس لاعب إشبيليا بدلا عن بيدرو الذي لم يقدم نفس المردود الذي كان قد قدمه أمام ألمانيا، دخول صاحب العينين الخضراوين أعطى دعما هجوميا كبيرا للإسبان حيث تحرر إنيستا ودفيد فيا بشكل كبير مما مكنهما من كبح عدة فرص تهديفية، خصوصا قذفة المهاجم الجديد ل »البارصا« دفيد فيا الذي تألق الحارس في صدها ليرد بذلك على نظيره الإسباني كاسياس. عمل ثنائي ممتاز بين إڤزافي وفيا هذا الأخير يتوغل داخل 18م يسدد كرته تصطدم بمدافع، الركنية نفذها الأستاذ واضعا إياها في جبهة راموس هذا الأخير ضيع ما لا يضيع، سيطرة الإسبان تواصلت في الربع ساعة الأخير بشكل كبير، الحكم يغض الطرف عن بطاقة حمراء حينما عرقل بويول المهاجم روبن وهو ينفرد وجها لوجه مع الحارس كاسياس بل الأدهى من ذلك أشهر الصفراء في وجه صاحب الزي البرتقالي، وفي الخمسة دقائق الأخيرة قام ديلبوسكي بإقحام قائد الأرسنال فابريغاس مكان ألونسو لإعطاء أكثر قوة في وسط ميدان الإسبان، لكن فابريغاس لم يسعفه الحظ في 90 دقيقة لتقديم أي شيء حيث أعلن الحكم الإنجليزي النهاية.