كتبت إسبانيا اسمها بأحرف من ذهب ليس لأنها توجت بكأس العالم لأول مرة في تاريخها ولكن أيضا لأنها أول منتخب يجمع بين التتويج باللقبين الأوروبي والمونديالي في أول نهائي يلعبه الماتادور في تاريخه. وستقف كل إسبانيا إجلالا لنجم برشلونة إنييستا الفنان لأنه هو الذي حرر كل البلد بهدف في الدقيقة ال26 من الوقت الإضافي، وهذا بعد أن تسبب في طرد هايتينغا مدافع هولندا في الد4 من الشوط الإضافي الثاني. مباراة نهائي المونديال الإفريقي شهدت بطاقات بالجملة وزعها الحكم الإنجليزي هوارد الذي لم يتوان في إخراج البطاقات التي بلغلت 12 بطاقة صفراء وواحدة حمراء وأنصف الإسبان عكس ما توقعته الصحافة الإسبانية. منتخب دل بوسكي يدين بفوزه أمام هولندا لروح برشلونة التي لعب بها رفاق كاسياس وهو ما جعل الفريق يفرض منطقة في الوقت الإضافي ويحسم الأمور في وقت حساس رغم محاولات الهولنديين، فكرة ضائعة من روبن أمام المرمى منحت الفرصة للإسبان وبهجوم معاكس للتسجيل. هدف إنييستا أغرق كل إسبانيا في جو من الفرح الذي سيستمر لأيام. وقبل ذلك كاد اللقاء أن ينتهي في زمنه الأصلي خلال ثلاث مناسبات، إلا أن تألق إيكر كاسياس حارس إسبانيا وجون هايتينغا مدافع هولندا حال دون ذلك. فالجناح الهولندي الطائر آريين روبن أهدر انفرادا تاما بمرمى إسبانيا خلال الشوط الثاني، حين رد كاسياس الكرة البرتقالية بقدمه. كما أهدر روبن انفرادا ثانيا في الدقائق الأخيرة من اللقاء بعدما انطلق مخترقا دفاع إسبانيا بسرعته قبل أن ينجح كاسياس في رمي جسده أمام نجم بايرن ميونيخ، ليشكل حائطا أنهى الفرصة الهولندية. في المقابل، لعب هايتينغا دور البطولة في إنقاذ مرمى هولندا من هدف محقق لإسبانيا حين اندفع ملتحما بديفيد فيا نجم "لاروخا" في اللحظة التي كان سيصوب فيها لاعب برشلونة المنتظر. وشهد اللقاء عنفا بالغا بين الطرفين تحول إلى تسع بطاقات صفراء أشهرها الحكم الإنجليزي هاورد ويب في وجه نجوم الفريقين. وأفلت أندريس إنيستا لاعب وسط إسبانيا من بطاقة حمراء حين احتك بمارك فان بومل ارتكاز هولندا دون كرة، دون قرار من الحكم الذي يعمل شرطيا في الأساس. وتسيد منتخب إسبانيا المباراة في بدايتها، خاصة بفضل المستوى الرائع للظهير الأيمن سيرجيو راموس الذي شكل صداعا في رأس هولندا. لكن الفريق البرتقالي نجح في كبح جماح منتخب إسبانيا، وفرض الهولنديون سيطرتهم على مجريات اللقاء حتى نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، افتتح منتخب هولندا عرضه بشكل مميز، ما دفع مدرب إسبانيا فيسنتي ديل بوسكي لتغيير تشكيله، ودفع بخيسوس نافاس في موقع بيدرو. واستفاق الإسبان فعلا مع دخول نافاس، وأهدر فيا وسيرجيو راموس فرصا محققة للتسجيل، في الوقت الذي ركن فيه منتخب هولندا إلى الدفاع ومرتدات الطائر روبن.