نظمت الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني صباح أمس ندوة تاريخية هامة بمناسبة إحياء الذكرى ال 48 لعيدي الإستقلال والشباب بمقر مركز السياحة بحمام بوحجر ولاية عين تموشنت، وقد افتتح هذه الندوة رئيس الجمعية السيد بوحفصي محمد، حيث أكد في البداية على أهمية الإحتفال بعيدي الإستقلال والشباب، لا سيما وأن هذه الذكرى تعد مناسبة سانحة لتذكر بطولات شهدائنا ومجاهدينا الأشاوس، وقد أضاف السيد بوحفصي في هذه الندوة التي حضر فيها العديد من معطوبي حرب التحرير وكذا ممثلي المنظمات الثورية الوطنية بأن الجزائر أضحت تنعم اليوم بالإستقلال بفضل تضحيات أبنائها البررة حيث أن منهم من لقى نحبه، ومنهم من فقد رجله أو يده أو حتى عيناه، لا لشيء سوى لينعم أبناؤنا وبناتنا بالحرية والإستقرار والطمأنينة، كما إنتهز الحاج محمد بوحفصي الفرصة كي يعرج لمسألة شريحة معطوبي حرب التحرير، حيث قال بأن هذه الفئة إستفادت بفضل جهود فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكذا وزارة المجاهدين من عدة امتيازات هامة، وأن هذه الشريحة كانت في الماضي تعاني ولم تستفد حتى من مركز للعلاج والإستشفاء من آثار الألغام المدمرة للإستدمار الفرنسي، وأضاف نفس المتحدث بأن معطوبي حرب التحرير عليهم أن يواصلوا نضالاتهم من أجل تسوية جميع حقوقهم العالقة لا سيما أولئك الذين لم يستفيدوا من الإمتيازات التي تم اقرارها من لدن الوزارة الوصية، وقد شدد رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني أمس خلال مداخلته على ضروة المحافظة على سمعة المجاهدين لا سيما المعطوبين منهم وقال بصريح العبارة علينا جميعا أن نشكر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لأنه بفضله أضحى للمعطوبين منحة محترمة وحقوق مكفولة، وقال إن شرف المجاهد المعطوب لا يباع ولا يشترى ومن ثمة وجب على الجميع أن يقف إلى جانبنا ويرد لنا الإعتبار، لأننا ضحينا بأعز ما نملكه في سبيل أن تحيا الجزائر حرة ومستقلة، وفي سياق آخر أكد نفس المتحدث على ضرورة تنظيم مثل هذه الملتقيات لما فيها من أهمية قصوى على الأجيال المقبلة حيث أن مثل هذه التظاهرات التاريخية تؤكد مدى تواجد فئة معطوبي حرب التحرير في المجتمع وفعاليتها في البناء والتشييد وقد شدد الحاج محمد بوحفصي في مداخلته قائلا:» إننا هنا ولازلنا حاضرين، ومن يقل بأننا متنا فقد كذب«، وأبرز في سياق آخر أن تأسيس الجمعية الوطنية لكبار مطعوبي التحرير الوطني.... يجب حماية الذاكرة من النسيان ومن جهة أخرى، وبعد أن أنهى رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي التحرير السيد الحاج محمد بوحفصي مداخلته، تناول الكلمة بعده السيد لعروسي مختار وهو عضو فاعل بذات الجمعية، حيث أكد في كلمته المطولة أن إستعادة الذكريات وإحياءها ليست عبارة عن مناسبة للمهرجانات والإحتفالات، بل هي مناسبة لإعادة الذاكرة إلى الوراء والعمل على إستنطاقها حتى لا ينقطع كما قال حبل التواصل بين الأجيال وأضاف بأن هذه الندوة التاريخية هي حلقة من حلقات تذكر بطولات وأمجاد عظمائنا الشهداء والمجاهدين الأشاوس، مشيرا إلى أنه في هذه الندوات نذكر أنفسنا بأن من أوجب الواجبات علينا كجزائريين أن نعظم تاريخنا الذي هو مصدر عزتنا وسعادتنا المعنوية وعلينا أن نحفظ له منزلته ومكانته ونقدره حق قدره، ومن ثمة يضيف السيد لعروسي مختار أنه يحق لشعبنا أن يفتخر بتاريخ الجزائر بصفة عامة وتاريخ الثورة التحريرية بصفة خاصة، وقد انتهز المحاضر الفرصة كي يذكر الحضور بأن الثورة التحريرية المظفرة كانت فعلا مفخرة للعالم، بل وأنه كان لها صدى كبير وقوي لدى الشعوب التي كانت ترزح تحت نير الإستعمار، وأشار نفس المتدخل أنه وتحت ضربات الثورة الموجعة ،وصمودها لم يجد الجنرال دغول مفرا من التخلص من المستعمرات الفرنسية بإفريقيا وهذا للتفرغ للقضية الجزائرية فأمضى رئيس وزرائه ميشال دبوري على منح الإستقلال ل 12 دولة إفريقيا في يوم واحد وهكذا نفضت فرنسا يديها من مستعمراتها لتتمسك بالجزائر بإعتبارها بوابة للقارة السمراء، وأن من يحتل الجزائر يحتل بقية الدول الأفريقية منبها نفس المتدخل بأن استقلال الدول الأفريقيا لم يكن تكرما أو سخاء من فرنسا بل أنه جاء نتيجة ضغط الثورة الجزائرية عليها (حان الوقت للتحدي لأعداء الثورة )ع. ف من جهة أخرى دعا السيد لعروسي مختار في مداخلته إلى ضرورة العمل على التحدي لمن أسماهم بأعداء الثورة مضيفا أن إحياء الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير لهذه الندوة يجب أن يكون للأجيال الصاعدة نبعا يستنبطون منها الدروس والعبر والمواعظ وأن تكون روح ثورة نوفمبر الخالدة أبد الدهر جذوة لايخبولها ليهب وأن لاتتحول عبر الأجيال مجرد رماد لماض عريق كما قال الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله وشدد في سياق متصل أنه إذا صلحت النوايا وتظافرت جهود المخلصين العاملين في حقل التاريخ»نكون بذلك قد استجبنا لوصية الشهيد الرمز ديدوش مراد حيث قال يوم 18 جانفي 1955 »إذا متنا فشرفوا ذاكرتنا التاريخية« وختم مداخلته أن السؤال الذي يطرح نفسه ... هو كيف تساهم شريحة المجاهدين المعطوبين الكبار في تسجيل أحداث الثورة المملوءة بالأسرار، وهم يعانون من جملة من المشاكل التي تنوء الجبال بحملها وفي مقدمها قضية الأجهزة الإصطناعية والصحية وقضيتي الترقية والتصنيف وغيرها وأنه من حق هذه الفئة أن تحظى بالعناية والإحترام وأن ينظر إليها بعين الرضى والإستحسان. كما قدم المجاهد المعروف الحضري عبد العزيز مداخلة قيمة أكد فيها أن معطوبي حرب التحرير هم أقرب من الشهداء لأنهم جانبوا الموت الذي أفلت منهم وأكد على ضرورة العمل على الإهتمام بهذه الشريحة مثلها مثل باقي أفراد الأسرة الثورية الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.... (تنديد بتصرفات الأئمة الأخيرة) ع.ف في كلمة ختامية ندد رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الحاج محمد بوحفصي بما قام به بعض الأئمة الذين رفضوا الوقوف لتحية الرايةوالنشيد الوطني ، ودعا الجميع إلى استنكار مثل هذه التصرفات التي أثبثت مرة أخرى بأن هناك أناس يجب إدانتهم على تصرفاتهم اللامسؤولة ودعا نفس المتحدث وزير الشؤون الدينية والأوقاف إلى معاقبة هؤلاء الذين تسول لهم أنفسهم العبث بالراية وكذا النشيد الوطنيين وفي الأخير تم تكريم والي ولاية عين تموشنت السيد محمد بودربالي على المجهودات المضنيةالتي بذلها شريحة معطوبي حرب التحرير كما تم كذلك تكريم الحاج محمد بوحفصي على مجهوداته التي يبذلها في سيبل الدفاع عن حقوق المجاهدين المعطوبين.