خلال تواجده رفقة وفد ولاية ورقلة المشارك في فعاليات الاسبوع الثقافي لورجلان بالباهية و في مسرح الهواء الطلق المرحوم حسني شقرون القينا الفنان الكوميدي هندو الذي قدم لنا بدوره صديقه اسماعيل و هو فنان وأستاذ لمادة الموسيقى مؤلف وملحن معروف صوت إذاعي متميز تبادلنا أطراف الحديث عن مدينة الجمال ورجلان وعن الواقع الثقافي بالمنطقة وكذلك عن اذاعة الواحات التي عندي مع طاقمها ذكريات شخصية جميلة اين عملت بها كمراسل لسنوات عديدة في منتصف الثمانينات من القرن الماضي و جاءت هذه الدردشة القصيرة *هل نبدأ حوارنا مع اسماعيل الفنان أو بن عزوز الإعلامي؟ كما تريد فأنا واحد وأجمع بين الفنان والاعلامي والمثقف والأستاذ واسماعيل بن عزوز المواطن البسيط *نبذة موجزة عن مشوار ضيفنا الفني؟ أنا أستاذ لمادة الموسيقى متخرج من المعهد التكنولوجي للتربية ببوزريعة المختص في تكوين الأساتذة عام 1991 وعندي 22 سنة في ميدان التدريس ملحن وكاتب كلمات للعديد من الأغاني ومطرب مؤدي للأغنية الطربية المشرقية وبعض الأغاني المحلية التي أختارها بنفسي واختار لها الطابع المناسب ودائم الحضور في المهرجانات والفعاليات الفنية عبر مختلف مناطق الوطن. *وماذا عن مشاركاتك في العديد من هذه الفعاليات؟ شاركت في سهرة مع الفنانة زكية محمد في المسرح الوطني عبد الرحمان بشطارزي بالعاصمة في طبعة أولى لبرنامج للتلفزيون الجزائري من إعداد السيدة ليلى بالإضافة الى مشاركات أخرى في الأسابيع الثقافية عبر مختلف الولايات الجزائرية بأداء أغاني عربية طربية ومحلية كذلك مشاركات أخرى بمحطة ورقلة للتلفزة وخاصة في برنامج "ليلة الشعراء" وقدمت أغنية من كلمات الشاعر بلقاسم خمار من بسكرة وهي من ألحاني وتواصل دائم عبر اذاعة ورقلة الجهوية وكتبت ولحنت للعديد من الفنانين بالمنطقة منهم الفنان لحسن زرقون وسليمان مناع وهناك ألحان خاصة بي لم أسجلها بعد. *وخارج الوطن بلبنان تحديدا؟ لم أذهب الى لبنان ولكن شاركت في محطة فضائية لبنانية عن طريق الهاتف وكانت مشاركة صوتية مع العازف القدير الأستاذ مجدي الحسيني الذي عزف مع الفنانة الراحلة "كوكب الشرق أم كلثوم" بأغنية للعندليب الأسمر المرحوم عبد الحليم حافظ وهي "كامل الأوصاف" ونلت جائزة تشجيعية وتلقيت النهائي من المشرفين على البرنامج وإعجاب الجمهور المشاهد. *توقفت لمدة عن الغناء وابتعدت عن المجال الفني ما السبب في ذلك؟ لم ابتعد عن الفن لأنه يجري في عروقي مجرى الدم ولكن تهاونت قليلا عن مواصلة العطاء بسبب انشغالي بالعمل الإذاعي لكن الحمد لله تداركت الأمر وعدت بقوة الى الغناء والعطاء ولم أتوقف عند ذلك بل شاركت في العديد من المسابقات الرسمية الفنية كعضوة في لجان التعليم لتقييم المواهب ودعمها لمواصلة مشوارها لن أستطيع الابتعاد عن الفن لأنه متنفسي الوحيد وفيه أجد متعتي وراحتي النفسية. *لكنك مازلت محافظا على طابعك الطربي الأصيل وهو سر تميزك؟ نعم سأظل وفيا للطابع الأصيل وللكلمات الملتزمة لأن الفن ان لم يكن يحمل رسالة هادفة لبناء المجتمع وتنمية الذوق العام فانه لا يعتبر فنا راقيا، أنا من الفنانين من يكره الصخابة في الألحان والصراخ في الأداء لأن الصوت الجميل لا يشترط فيه الصراخ والفنان الراحل محمد عبد الوهاب في مشواره الفني أدى رائعة "من غير ليه" بطبقة صوتية منخفضة والى حد اليوم لا يوجد من استطاع أداء هذه الأغنية بتلك الجمالية والروعة. *لاحظت الجوق الموسيقي بقيادة المايسترو قويدر بركان والأكيد أنك أعجبت بهذه الفرقة خاصة في ظل الاستعانة بالآلات الحديثة وبتكنولوجيا الصوتيات واقتصار أغلب الفنانين على ثلاثة أو أربعة عازفين والاستعانة بالساتي؟ الاوركسترا تبقى هي الأصل وهي المقصود ومهما تطورت الآلات الموسيقية واختزالها لنغمات العديد من الآلات الوترية إلا ان جمالية الاوركسترا تبقى فريدة وحين نرى على الخشبة 15 عازفا على آلة الكمان في تناغم وأداء واحد فهذه قمة العطاء وهذا هو الجمال بعينة هي نوتة موسيقية قلما نرى مثلها وأروكسترا المايسترو قويدر بركان لها من الاحترافية ما يؤهلها الى أن تكون فرقة عالمية قادرة على العزف ومرافقة أي مطرب محليا وعربيا وحتى عالميا وأتمنى أن تواصل هذه المجموعة في آدائها وعزفها لن قائد الاوركسترا هو المكلف بتوزيع الموسيقى بين العازفين ويجب أن لا يغفل آلة القانون التي لاحظت غيابها في هذه الاوركسترا الرائعة ومكانته أكثر من ضرورية. *أصوات شبابية واعدة كثيرة هنا وهناك لكنها في أغلبها لا تجد من يأخذ بيدها لصقل موهبتها؟ هذه الأصوات الشبابية كما ذكرت موجودة بكثرة تحتاج فقط الى المتابعة الدائمة وامتلاكها لموهبة الصوت قد لا تكفي يجب أن يشرف عليها أساتذة من أهل الاختصاص في علم الأصوات والموسيقى لتعليمها السولفاج والطبوع والمقامات حتى لا تغيب عن اللحن عندما تكون على الركح، التكوين الأكاديمي شئ ضروري والخبرة تكتسب من احتكاكها بالفنانين القدامى. *نعود الى الأغنية العربية الطربية في زمن السرعة والتسارع والأغنية الشبابية الخفيفة. هل مازال هناك موقع للأغاني الطويلة كالكلثوميات وغيرها؟ أكيد، المجتمع الجزائري متذوق للفن بكل طبوعه وأنواعه وأينما وضعته تجده متفاعلا لأن الأمر مرتبط بالأحاسيس والمشاعر التي لا يمكن حصرها في مدة زمنية معينة فالإنسان يتفاعل مع الأغنية القصيرة والطويلة ومع الحزينة والحركية وأنا أتفاعل مع الأغنية الخفيفة استماعا وحركة وان كانت طويلة أتفاعل معها بمرونة أنا استمع لكبار الفنانين العرب وكذلك لحسني الصغير مثلا وهذا ليس بعيب على الاطلاق والأغنية الجزائرية مختلفة ومتنوعة فيها الايقاع السريع والبطئ والراقص والثقيل ولا أستطيع أن أقول بأن الأغنية الشبابية طغت على الأغنية الأصيلة فحتى الشبابية أغنية أصيلة مادامت فيها كلمات معبرة وألحان جذابة وللشباب الحق في التعبير عن شعورهم بالإيقاع السريع والتفاعل بالرقص والحركة شئ أراه جميلا. *الباهية في القلب كما قلت لنا، ما سر تعلقت بها؟ منذ الصغر وأنا أتابع وأستمع للمرحوم أحمد وهبي وبلاوي الهواري وعشقت وهران حتى قبل أن أزورها ولقد أديت في حفل تكريم الفنان القدير بلاوي الهواري –أطال الله في عمره- بمدينة ورقلة منذ سنوات لقد أديت أغنيته "لعقوبة"،وبعد الحفل صعد الى الركح وشكرني على حسن أدائها واخبرني بأني أمتلك صوتا جميلا ووعدني بمنحي أحد ألحانه التي لم يقدمها بعد لفنان آخر وهذا شرف كبير لي لأنه أحد المدارس الفنية الجزائرية في الموسيقى الوهرانية. *كلمة أخيرة؟ أتمنى أن يستمر التواصل بين الفنانين وأن أحضر الى مثل هذه المهرجانات لأتعلم منها الكثير وكل التوفيق للمايسترو وقويدر بركان لتحقيق المزيد من العطاء الفني والتألق على المستوى الوطني والعربي وكبار النجوم تألقوا بفضل ألحانه كالشاب خالد وكل التقدير لمحاوري عن هذه الجلسة المتميزة.