يفضل العديد من الجزائريين قضاء العطلة الصيفية خارج الوطن طلبا للراحة والتنزه وحتى «التسوق» أحيانا وتختلف وجهات كل واحد منهم فهناك من يذهب الى سوسة والحمامات بتونس براً والبعض يقصد شرم الشيخ بمصر جواً وفئة تختار اسطمبول التركية لكن الأحداث التي تشهدها هذه الدول الثلاث من اضطرابات شعبية وعدم استقرار أمني (بنسب متفاوتة) جعل الكثير من الجزائريين يحولون وجهتهم في هذه الصائفة الى اسبانيا. فتحولت مدينة بنيدورم عروس الساحل المتوسطي الى قبلة الوهرانيين والعاصميين والتلمسانيين والأدراريين وحينما ترى لوحات تراقيم السيارات الجزائرية التي تجوب شوارعها تظن نفسك وكأنك لم تغادر الوطن بعد أسابيع من العطلة والاستجمام والتحواس جاء شهر سبتمبر وحملت العائلات الموجودة هناك حقائبها واستعدت للعودة الى ديارها والتحضير للدخول الاجتماعي الدراسي والعملي في رحلة العودة عبر الباخرة أريادني (ARIADNE) من ميناء أليكانت الاسباني الى وهران رافقت "الجمهورية" مسافري الشركة الجزائرية للنقل البحري وعادت لكم بهذا الاستطلاع الموجز. البداية كانت مع الاستيقاظ صباحا على الساعة السابعة على عكس أيام الراحة حيث النوم الى منتصف النهار لجمع الأغراض واللوازم وركبنا السيارة وفي حدود الساعة ال (11) صباحا كنا أمام مدخل ميناء أليكانت الاسبانية بعد قطعنا لمسافة 40 كلم عبر الطريق السريع قدوما من مدينة بنيدورم مئات السيارات متوقفة في طابور من أربعة جوانب ينتظر أصحابها إشارة إتمام الإجراءات الادارية وختم طابع الخروج على جوازات سفرهم هذه العملية لا تتعدى بعض الدقائق لا تفتيش ولا فتح للحقائب ولا أسئلة إنما ابتسامة لعون الأمن المكلف بختم الجوازات وما هي الا لحظات حتى وجدنا أنفسنا بداخل الباخرة أغلقنا السيارة وصعدنا الى الطوابق العليا لأخذ مفاتيح الغرف المكيفة والمجهزة بشاشات بلازما وبها أكثر من 15 قناة فضائية عربية وأجنبية لم ينقطع عنها البث طوال الرحلة فرحة الأبناء كانت كبيرة حينما أخذناهم الى أعلى الباخرة حيث منظر زرقة السماء والماء والأفق الجميل فرحة ممزوجة بالخوف فالأرضية المبتلة بسبب الرطوبة تشكل خطراً على الأطفال بالخصوص صور تذكارية هنا وهناك وبعدها حان وقت تناول الغداء في المطعم الرئيسي للباخرة حيث يشرف عدد من عمالها الجزائريين على تنظيم المسافرين وتقديم الحريرة والدجاج المحشي بالأرز والمشروبات الغازية الباردة الى أصحاب الغرف بعد استراحة قليلة اتصلنا بالسيد زڤيلي زهير قبطان السفينة وعبرنا له عن رغبتنا في وصف هذه الرحلة عبر صفحات يوميتنا وتمكين قرائنا من الابحار عبر الكلمات معهم فكان رده ايجابيا وطلب منا التواصل مع محافظ الباخرة السيد قادي رابح الذي أخذ يطوف بنا مختلف أجنحة الباخرة من عيادة طبية الى محلات تجارية ومقهى ومطعم والى فضاءات الاستراحة المتواجدة على يمين وعلى شمال الباخرة المتواجد بها مكتب جمركي يقوم أعوانه بمساعدة المسافرين في عملية الاجراءات.